يوما ما
سآتي ، و معي رسالة
سأسكب النّور في الأوردة
و أصيح : هذه سلالكم مليئة بالنّعاس
و هذه التفّاحة ، تفّاحة الشّمس الحمراء !
سآتي لأهب المتسوّل بعض الياسمين .
سأمنح الجذاميّة الجميلة أقراطا أخرى .
و للأعمى سأقول : أيّ مشهد هي الحديقة !
سأجعل منّي بائعا متجوّلا
يذرع الطّرقات ، و يهتف في البوق
النّدى ! النّدى !
أحد المارّة سيقول : معتّم هو هذا اللّيل .
سأمنحه مجرّة .
على الجسر طفلة مبتورة الأرجل ؛
سأعلّق في جيدها الدبّ الأكبر .
سأنزع من على شفتيّ كلّ شتيمة .
سأجتثّ كلّ جدار .
لقطّاع الطّرق سأقول : هناك قافلة في الأفق
إنّها محمّلة بالإبتسامات !
سأمزّق الغيوم .
سأعقد العيون و الشّمس ،
القلوب و الحبّ ، النّور و الماء ، الأغصان و الرّيح .
سأشدّ نعاس الطّفل لغناء الصرّار .
سأطلق في الهواء كلّ الطّائرات الورقيّة
و سأسقي كلّ المزهريّات .
سآتي أمام الخيول و الأبقار لأسكب
العشب الأخضر للملاطفة .
الفرس الظّمآنة ، سآتيها بدلو من الطلّ .
الحمار الهزيل ، سأخلّصه من الذّباب .
سأقبل على كلّ جدار لأزرع فيه قرنفلة .
سأهب كلّ غراب غصن صنوبرة .
للحيّة سأقول : أيّ روعة هي الضّفدعة !
و فيما سينسكب نبضنا المتبادل على الصّخور
سأصالح
سأقرّب
سأمشي
سأشرب النّور
سأحبّ .
______________________
ترجمة أحمد حميدة