توجّعت الرّيحُ حين أتاها المخاضُ إلى جذعِ صفصافةٍ في ضفافِ الفرات وأومضَ برقٌ بسقطِ اللّوى فالدّخول وقهقهَ رعدٌ بوادي القرى وأقفرَ من أهلهِ ليلُ بغدادَ هبّت سمومٌ على الرّافدينِ وغطّى سماءَ الظّعائنِ شوقُ اللّقاءِ توقّفَ ركبُ الهوادجِ قال الدّليلُ : هنا يرقدُ الفرقدانْ *********** تعلّقَ قلبي عيونَ المها وبينَ الرّصافةِ والجسرِ داست حوافرُ خيلِ التتارِ رفوفاً علاها الغبارُ وضلّت نجومُ السّماءِ الطّريقَ إلى حيثُ ينتثرُ الضّوءُ عندَتخومِ الحضاراتِ وانبجس الدّمُ من حلمات السبايا ونزّت جراحُ امرىء القيسِ عندَ (عسيبٍ) طواهُ الرّدى تنبّأتِ امرأةٌ من هذيلَ بأنّ الغلامَ القتيلَ سيرجعُ يوماّ لينبشَ قبرَ المهلهلْ وأنّ طيوراً أبابيلَ سوفَ تغيرُ على مدن ِالشمسِ تخطفُ أطفالَ بابلَ تسبي النّساءَ الحواملْ وأنّ الجرادّ سيزحفُ نحوَ الأراكِ يعشّشُ في الطّلحِ يبني بيوتاً له بينَ عبسٍ وذبيانَ قالت خُناسُ (أعينيّ جودا ولا تجمدا) ************** وقوفًا على الرّبعِ قال الدّليلُ سنبكي الّطلولَ ونسألُ وشمَ الرّياحِ أخولةُ حلّت ببرقةِ ثهمدَ؟ أم بثنُ تقطعُ وادي بغيضٍ؟ ونامَ الهديلُ على كتفِ الليلِ غابت نجومُ السّماءِ بيذبلَ نامت نواطيرُ مصرَ عاجَ الشقيُّ على الرّسمِ يسألُ عادَ الصّدى وتمطّتْ رعودُ تهامةَ وانهمرَ الموتُ سالت شعابُ عسيرٍ دماً وفي جبلي أجَأ وسليمى انتهت قصّةُ العاشِقَيْن ********************* طمى الخطبُ غاصت دروعُ امر ئ القيسِ في الوحلِ وانهدّ ثهلانُ ماأنصفَ القومُ ضبّهْ وحانَ أوانُ الولاده فعولن وجوازاتها 5_12_2016