النسيان
شغلني دم الياقوت عنكِ
و عن فداحة النسيان
منذ سنين و هو يشعل نيران جمراتي
و يخفي ما علق بين الاصابع
من سواد الاسئلة
و ما تركه البهاليل في تطوافهم
من عناقيد البكاء
خلسة أضم تحت رمادي
ريش الكلام
و أراهن على ما تبقى في أرجوحة العمر
من خسران كأن الأرض لم تدر دورتها
و إن غبار الأمس الذي طمر تجاويف الروح
و أحتل رئتيّ ما زال يحفر أخاديده في جذوة الطين
و يضحك من سذاجتي
قطرة .. قطرة
يمضي هذا الصباح العابس
ككومة من رماد الحروب المدفوفة
بدم العصافير و نواح القُبرات
و هي تعبر ربيعها الأسود
قطرة ... قطرة
تذبل الشمس في المرايا
و يجف البحر في كأس الغيمة
شغلني دم الياقوت عنكِ
و عن ترميم خرابي
مرة في الحضور
مرة في الغياب
و مرات في السواد
فكيف أغادر كفن اللحظة ؟
و كيف ألتقط جمر الليل
و ألقيه في عيون النهار ؟
و سدنة الفنارات خرقوا السفينة
و وأدوا الفرح
يحسبون دم القداح من العصائر
و الصرح المموه إرث الرب
و معجزتهم الأخيرة
يتبادلون من حوله الأدوار
و يشربون فوق جثته الانخاب
شغلني دم الياقوت عنكِ
و عن شتات العصافير في الدياجي
سفني غرقى
و الدم الفائر عن الارصفة
و بين الطرقات ينادي
و يحز أوردتي بمنقار ألف غراب و غراب
فأطلقني أيها الصمت
ميادين السبي أمامي
و مدافن الجماجم وراءي
آه لو كان للعزاء جناح
و للفرح آية في كتاب النار
آه لو كان للصراخ حنجرة
و للوجع باب يفضي الى علياء الملائكة
لصليت بين يديكِ
حتى تدمى ركبتي
و أكون سراب
سأكون سراب
الساعة السابعة و أربعون دقيقة , الجمعة التاسع من تموز 2010