قرائن أحوال
======
هنالك تساؤلات عن البحر الذى انفلق لسيدنا موسى عليه السلام . وهنالك مؤشرات وقرائن أحوال عادةً ما ترد في القرآن الكريم . (فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم) مؤشر على كبر حجم البحر . (وأنجينا موسى ومن معه أجمعين) مؤشر على سير الناس زمنا ليس بالقصير في الطريق الذى انشق وسط البحر ولا بد أن كان فيهم رجالا ونساء وشيوخا وأطفال مما يستدعى بعض البطء في السير . و"أنجيناهم أجمعين" مؤشر على زمنٍ مرّ حتى خروج آخرهم إلى الشاطئ الآخر . (وأزلفنا ثم الآخرين) نستشف منه وصول فرعون وجنوده إلى البحر بعد زمنٍ كافٍ لعبور موسى ومن معه . (ثم أغرقنا الآخرين) : كلمة "ثم" تدل على التراخى في الزمن فنفهم منها أن إرسال اليم على فرعون وجنده استغرق وقتا يسيرا بعد خروج قوم موسى كبيرهم وصغيرهم ، رجالهم ونسائهم..إلخ . كل هذه الآيات الكريمة قرائن أحوال بأن البحر لم يكن بحيرةً ولا نهرا بل كان من البحار الكبرى . وبما أن موسى ومن معه كانوا قد يمموا شطر بلاد المقدس فيجب أن يكون البحر هو البحر الأحمر . والجزء الذى يعترضك عندما تكون مسافرا من مصر إلى فلسطين هو أحد اللسانين في أقصى شمال البحر الأحمر ولا بد أنه اللسان الأطول فهو أول ما يعترضك من ماء . هذا مجرد تأملٌ منى للآيات الكريمة وللفقهاء آراؤهم طبعا !