\
بين لحظات رحيل وفراق
وغربة واغتراب
وقفت حافية القدمين
على رمال الشاطئ الذهبي
أتأمل امتداد البحر اللامحدود وشموخه
والشمس تقترب منه وهي تتثاءب
تختلط زرقةالسماء باللون الأحمر
معكوسة على سطحه
تتهادى نسمات خفيفة
تلاعب خصلات شعري
وقطرات الماء المختلطة مع الرمل
تتناثر على وجهي
تبلل شفتي بعد عطش
أبحث بين حبيبات الرمل عما يخبئه القدر
أتمايل مع أمواج الحنين
وهي تتراقص برشاقة على خد البحر
وتحاور غربة الكون
فتتساقط أبراج الدموع
فوق رمالي العطشى
والشوق يموج في عروقي
جسدي ينبض بالإعياء
كدمعة طفل يتيم
أثقله الحرمان ويبسه الجوع
وكتبه عنوانا كبيرا على خد الزمان
وشريط الذكريات يمر
نُحت بسيوف من الوجع
تتكسر مع حلقاته الأحلام على سطح البحر
يرجعها الموج خائرة القوى
يبعثرها فوق الرمل
يصيبني الذهول
قمم من الصمت تنهك روحي
والهم يعشق الترحال بين ضلوعي
لماذا؟
لماذا تضيع الأشياء في ذروة التمني؟
ألأن الصمت هو زرع البحر الذي لا يموت
والرمل حبر الوجع
كما قالت الأساطير في قديم الزمان
يثور البحر من عمق المدى
يتلون الموج بسواد هائج
يصفع الصخر و الرمل والمحار الراقد
يلفظ كل الكائنات الميتة
صوته يعبر المسافة إلى يقظتي
يهزني ،
أرتجف ،
أصرخ بأعلى صوتي
أيها الموج
ارحمني
لا تتركني أغرق
أنقذني من أنياب وحش الوحدة
ومخالب الغربة
وشوك البشر
وعقارب الحنين
لأنك تحب الحياة
دعني أركب شراعاً
يأخذني إليه
ارحل بي الى المحار
خذني لحورية البحر
حيث تعيش الأمنيات بأمان ..
لأذوق عسل الحُب
وأتنفس بهدوء.....
\
عواطف عبداللطيف
26\3\2009
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 08-22-2012 في 01:34 PM.