على رصيف العمر
**
السنوات تمضي والأيام تتوارى خلف غيوم الزمن الهارب .
العمر كأوراق الأشجار تتساقط يابسة من رزنامة الحياة .
سنوات ملونة بشتى ألوان الشقاء
أصبحت مجرد أرقام في قائمة المنغصات .
الزمن ولى وعبر
وتركنا أشلاءً مبعثرةً في ساحةِ معركةِ الحياة .
السراب يلفنا والأزمات تطاردنا دون توقف .
تتعاقب الأيام ، وتدور عجلة الوقت
ولا شيء جديد تحت الشمس .
.ما يعزينا في هذا المشوار
أن كل شيء في الطبيعة يتكرر
الأرض تنبت الأشجار وتتسامى نحو السماء
ثم تموت ولكنها تموت واقفة
ومن رحم الأمهات يولد الأطفال
ويكبرون ويحلمون
ثم تحتضنهم الأرض مهما طال بهم العمر .
ها أنا الآن على حافة الهاوية
احمل تحت إبطي تاريخاً حافلاً بالبؤس
حافلاً بالأحلام الوردية
التي تلاشت معي على صخرة الحياة
هي الحياة هكذا
نحت في الصخر ، تعب، و شقاء
وأحلام وآمال تتلاشى كالأمواج .
العمر يتساقط فوق راسي كالجمر
يحرقني من دون توقف
ويميتني من دون توقف .
ليس الموت هو عندما ندفن تحت التراب
هناك موت أخر
بل هناك أنواع متعددة من الموت .
الفقر، الظلم ، الأغلال ،العبودية
نموت بموت الأوطان
هذا شعور المتشائمين ...نعم
لأن المتشائمين يرون الحقيقة فقط
أنتم لا ترون ما أرى بعيوني
ولا تفكرون كما أفكر .
أين الأجيال التي سبقتنا
أين تلك اليد الرحيمة والقلب الواسع الذي احتضننا بصغرنا
أين ذلك الهمس الحنون الذي يمس أرواحنا من الداخل
فننسى ما نحن فيه من قهر وجوع ومرض
وننام بأمن وطمأنينة
كله إلى زال، كما نحن وكل الأشياء إلى زوال.
أنا ألآن رجل سراب
عالق في فخ رزيل العمر
أنا الآن في غرق مستمر
إنني كبناء آيل إلى السقوط في كل لحظة
كشجرة هرمة تعصف بها الريح .
أنا رجل ميت من الداخل
أنا مجرد هيكل معبأ بأدنى مقومات الحياة
أمشي الهوينى دون هدف
أنا رجل طحنته السنون
وأنام دوما على بحر من الهموم