التمس العذر لنبيّك
=========
الملحدون يتهمون الرسول بأنه تزوج من السيدة/ صفية بنت حيى لأنه كان زير نساء . ولكنك أيها المسلم سوف تتمهل فى الأمر ولن تسارع فى محاكاة الملحدين وترديد قولهم كالببغاء . الملحد من مصلحته هذا الإدعاء قبل التفكر فى الظروف والملابسات ، فما مصلحتك أنت أيها المسلم؟ مصلحتك أن تتريث وتفكر بهدوء وتتساءل: لو كان النبى يبحث عن النساء الجميلات الصغيرات لفعل ذلك فى شبابه ولما تزوج من تكبره بخمسة عشر عاما . ولما أقام معها حتى وفاتها دون أن يتزوج بل دون أن يتغزل فى امرأةٍ شابة . وتساءل هل رأى الرسول صفية هذه قط فى حياته أو سمع عنها؟ لقد انتهت غزوة الخندق واقترف يهود بنى قريظة ما اقترفوه من الخيانة والغدر ونقض المواثيق والتآمر والتواطؤ مع كفار قريش..ومع كل ذلك انتصر المسلمون ووضعت الحرب أوزارها . وألقى الرسول سلاحه وتأهب للراحة بعد جهادٍ مرير حتى ربط بطنه بالحزام وآن له أن يرتاح فى بيته...فهل هو الذى ذهب لصفية؟ إن المسلم يلتمس الأعذار لأخيه المسلم فمن باب أولى التماس العذر لنبيك . نزل الوحى للرسول بأن لا يصلى المسلمون العصر إلا فى خيبر لتأديب يهود بنى قريظة . وكانت صفية من بين السبايا ولكنها ليست كسائر السبايا . لمه؟ لأنها بنت زعيم اليهود . ليس هذا فحسب ، بل قُتل أبوها . وليس ذلك فحسب ، بل قُتل زوجها أيضا . فلا تفكر فى جمالها أيها المسلم فى هذه اللحظات . دع ذلك للملحد وفكر أنت بعقلك . من من جيش المسلمين كان الأنسب والأقدر لمعالجة هذه المصائب التى اجتمعت على ابنة زعيم اليهود؟ إنك لن تكون أعقل من آلاف المسلمين الذين كانوا مع الرسول فى ذلك اليوم . أجمع المسلمون أن تلك الفتاة لها وضعٌ خاص وظروفٌ خاصة فإن أخذها واحدٌ منهم فلن يخدم ذلك قضية المسلمين وعلاقتهم بيهود الجزيرة العربية فى مستقبل دينهم . بل قد يضر بهم ذلك ، ويسئ اليهود الظن بالمسلمين بظنهم أنهم رموا ببنت زعيمهم لأحد الجنود فيزدادوا كرها وحنقا على المسلمين . هل تعلم أيها المسلم أن المسلمين أتباع محمد فى الجيش هم من كان لهم بعد النظر فى هذه المسألة ومهّدوا للرسول فى الارتباط بصفية من دون سائر أفراد الجيش ، ليس لجمالها -لا تكن ساذجا- ولكن للبعد السياسى الاستراتيجى؟ لا تظن أن أتباع محمد فى الجيش كانوا مجرد جنود مشاة أو فرسان..إلخ . إنهم كانوا عقولا نيرة يخططون لمستقبل دينهم بحكمة ونفاذ بصيرة فلا عجب أنهم قهروا ، وهم أذلة ، أعتى الإمبراطوريات فى ذلك الزمان . (وللحديث بقية)