راقصــــة الحـــــانة كلهيب تنور وكشهقة حمراء فى أعماق ماخور ... كانت تلوّى كالأعاصير وتميل راقصةً على أنغام طنبور كجناح عصفور فى مرقصٍ متضاحك الأضواء بلـّـورى والقوم مختلطون حركهم نوْح المزامير سكــّيرةٌ تهفو لسكــّير والكأس فائرة الحباب كأنها رغبات مخمور ! وتميس بين مواكب الحور يتبعن خطو ثيابها خدما كآلهةٍ من عهد آشور طورا يملن مع اللحون _ وآنة يحكين أصوات الشحارير والحان شرقى الستائر راقه الأضواء أسطورى حتى الصخور هنا تجوع _ تحنّ للنور لمراشف الحور... والليل كالسور غطى الخفايا السود كالسور تحكى بأعصاب ممزقة شتى التعابير فى رقصةٍ زنجيةٍ _ محمومة مثل الأعاصير وتبيع للشارين أدمعها خمرا معتقة القوارير بثوا قرار الكاس شجوهمو .. ودموعهم شجو المزامير وتقول للنيران فى دمها ثورى .. ظمئت إلى اللظى ثورى قلبٌ نوافذه مفتحةٌ للريح ، والظلمات والنور ! *** كلهيب تنور وكشهقة حمراء فى أعماق ماخور كانت تلوّى كالأعاصير وتميل راقصةً على أنغام طنبور حتى إذا الليل الضرير ذوى ... وتساقطت كل النجوم كأنها عبرات مأسور عادت تجر وراءها صمت الدياجير عادت إلى كوخٍ حقيرٍ مظلم النور ! حيرى كتمثال تعذبه نقرات إزميل حيرى بمشتبك الدروب وحيدة ... كزغيب عصفور وبعينها .. فى العمق أخيلةٌ .. سود التصاوير ودروب آلام مبعثرة طىّ الأسارير وأسى كمانٍ خافت الأنغام مكسور ! محيى الدين فارس - السودان