التمليط أن يتساجل شاعران فيصنع هذا قسيما وهذا قسيما لينظر أيهما ينقطع قبل صاحبه يروى أن امرأ القيس قال للتوأم اليشكري : ان كنت شاعرا كما تقول فملط أنصاف ما أقول فأجزها قال نعم ، قالل امرؤ القيس : أحار ترى بريقا هب وهنا فقال التوأم : كنار مجوس تستعر استعارا فقال امرؤ القيس : أرقت له ونام أبو شريح ، فقال التوأم : اذا ما قلت قد هدأ استطارا ولا يزالان هكذا ، يصنع هذا قسيما وهذا قسيما وربما ملط شعراء جماعة ، قيل ان أبا نواس والعباس بن الأحنف والحسين بن الضحاك ومسلم بن الوليد خرجوا في متنزه لهم ، ومعهم يحيى بن المعلى ، فقام يصلي بهم ، فنسي الحمد ، وقرأ قل هو الله أحد فارتج عليه في نصفها ، فقال أبو نواس : ـجيزوا أكثر يحيى غلطا *** في قل هو الله أحد فقال ابن الأحنف : قام طويلا ساهيا *** حتى اذا أعيا سجد فقال مسلم بن الوليد : يزحر في محرابه *** زحير حبلى بولد فقال ابن الضحاك : كـأنما لسانه *** شد بحبل من مسد ويروى ان شهاب الدين يعقوب انفرد بالقاضي أبي اسحاق بمدينة بوصير فقال أبو اسحاق : لله يوم قضى ببوصير ، فقال شهاب الدين : والعيش صفو بغير تكدير فقال أبو اسحاق : نديمنا فيه شادن غنج ، فقال شهاب الدين : مكتحل جفنه بتفتير وهناك نماذج كثيرة أخرى من التمليط