حينما يرتج الصدر وتتسمر الأحداق شاخصةً لذلك الوجه البلوري، وترتبك العبارات قبل خروجها، تتحشد الصور في زحام الفكر دون ان ينتج لسان الضاد كلمة تبل الريق، وما أن يندسّ الهمس تحت شغاف القلب،ويبلل الوله ريق الحياة تتجمهر الأحاسيس على قارعة العشق، وتتشابك تأتآت النطق قبل أن يسعفها رمق الأبجدية لأسأل وطن لِمَ الهذيان هذا؟؟ ما بك غاليتي؟؟
حبيبي،
أحبُّكْ
شوقُ فؤادي إليكَ يزيدُ
و دِفقُ حنيني إليكَ يميدُ
و أنت البعيدُ
إليكَ القوافي تسافرُ جَذلى ؛
تراتيلَ صَبْر ٍ،
صهيلَ حروفٍ،
و نبضَ اشتياق
يا صوتاً يكويني بلا عنوان
يا صبراً علّمني
كيف يكون الخمر
وأمواج البحر بلا شطآن
من يطلق قافيتي
وأنا موجوع الصوت
ممنوع الغيث .... ظمآن
لا أُروى الا من عينيك
ولون السيف بسحر الميدان
أنا من لا أجيد رسم الخرائط على الشطآن، صادروا صوتي كي لا يسمعه الندى، أنا بقيةُ وجهٍ تحت الطلل خبّأتُه عن ذرات الرمل، عن عاصفة سوداء، وحمم البركان.
أنا بقية حزن نوارس غادرت الفرات وباتت تحت شبّاكي،
قلبٌ كادَ أن يتيهَ في ظلمة ليلي لولا بقية قمرٍ مكسور سكن فوق كوخي
لو راجت الدنيا زهوراً وزهور
واحتوت فيما تجلّتْ من حبور
لن يكون الهمّ هماّ أو يكون السر سراً
لو تجلّى
في هوانا
نرتدي اجنحةً نادرةً
بيضاء أو خضراء
زاهيةً
ثم نعلو بشموخٍ كالنسور
ما بعثرتْ ريحُ السنينِ بنفسجاتِ مواسمِ العُمْرِ المطَرَّزِ بالهدى
فالصيفُ ولّى و الخريفُ قد انجلى
بقيَ الربيعُ معرِّشًا بحدائقِ الأيامِ ظلاًّ ما نأى
و على البقاءِ يعاهدُك.
و بنفسجاتُكَ ما ذوتْ،
علّموني
ان هذا العمر لا يجري بأثواب جميلة
فرسمت المدن الشعرية الحبلى
بأشواقي
وأوجاعي وأحلام الطفولة
تُشبِكُ عشرَك على هُدبِ الرياح
لتمدَّ لليلِ
بعضَ نورٍ من صباح،
غرزتَ نابَ صبرك
بجُرحك
فأنبَتَ الجرحُ
وردة َنرجسٍ
و أنبتَ الصبر ُ
حبَّةَ قمحٍ
أترانا (يا وطن )
بعدما كان الذي كان... لعبنا؟
وانا لا أندب الوقت ولكني أغني
وأنا لا ألعن الحظَّ
ولا أكفر بالشمس اذا خيّب طول الليل ظني
وانا احمل جرحي وجراحات تواريخي
وحزني
غير أني يا وطن
مثلما أؤمن بالشمس وميلاد النهار
مثلما أستقريءُ الآتي بأجفان الصغار
مثلما تحترف الحزن بلادي
مثلما يقتات شعبي الإنتظار
أبصر الفجر على صهوة رشاش
مقاتل
وينادي هيا (يا عاشق) تسيّد
من جديد
وسيوف الحق باركها لنا
كي نقاتل
أحصي جراحي قوافلاً بدَدًا
في كلِّ ليلٍ تزورُها مُزَنُ
صبَّرتُ نفسي؛ عصَتْ مُكابِرةً
قالتْ:دعيني؛ كفاكِ يا وطنُ
أرسلتُ سِربًا منَ الطيورِ لكم
عادتْ و في عينِها غفا حزُنُ
غرة الأوطان تبكي ... وبها تجري الهوينا
دجلتي
كل ما فيها تسجّى..... واعتلى فيها الظلام
حيثما تغفو عيونٌ...... دونها يبكي الحمام
من يريد المجد هيا ....
فلْيناجي الشمس فجرا
ولْ تغني في شذاها مقلتي
يا سيد الشعر تمهـّلْ ؛
أعدْ لي صَمْتي و كلماتي ؛
فلقد ثرثرتُ كثيرًا يومَ بكَ التقيت
غادرَتْني حروفُ الحزنِ زورًا
و زورًا بكيت
كلّما قُرّب اللقاءُ تنـاءى
بشرود حتى بَعُدْنا سنينا
لم تفارق خيالنا ذكريـات
او يفارق أسى البعاد أنينا
تركتَ كلَّ الحروف
والقصص
والرسائل والكلمات .
ابعـْدَ كل هذا
يا سيد الشعر
تطالبني بإسمي
وعنواني ؟!
ألم تجد بَعدُ أن رحيلك عني
أدمى الحروف ؛
أوجعَ الكلمات ؛
مزّق المرايا ؛
كسر قاربا كنت أعبر به بحورَ شعرك
وأسَرَ سِرَّ صدري
وفززّ َ الصمت ؟!
حبذا لو كان صوتي همسةً
او غيمةً
تحت اجراس الظلال
هكذا الحلم تناءى
ومضى كرهاً كما تمضي سحابه
وسأمضي خاوياً
أحتضن الذكرى واصداء الصبابه
مثلما يحتضن الخد دموعاً
تتسرب بين اوجاع الأنامل
وتقول.. امسكوني.. ازرعوني
بين اكداس السنابل
يا سيدَ شعرٍ استلَّ من وَجَعي حكايا
و مِن يماماتي هديلَ حزنٍ
و من حروفِ اسمي صاغ قلاداتٍ
أعـِدْ ليْ سُكوني،
و شدوَ بلابلَ غادرتْ مكاتيبي قبلَ أوانِها،
و وجَعًا يشتدُّ بيْ صباحًا فيميد بي لدربك، ثم معي ليلاً يبيت،
و أسرابَ طيوري، و زواجلي، و سنونواتي، و نورساتي الحزينات
صار قلبي عارياً
يُصلب في وشوشة الصوت
يدق الليل فيه سحباً من ولهٍ حلوٍ
وأحلام وصال
كيف حلٌ الهجر كالسيل
وماذا قد وجدنا
إننا نحرق هذا
ألق البدر الدلال
لم يكن شكلي، صهيلي
حول جور الصامتين
سمةً
بل كان تحضير اشتعال
يا من غفا في قصائديْ زَجَلاًَ
ليتَ الجَوى مِنكَ - فيَّ - مُرتهَنُ
خِلّي فنارٌ يُضيءُ عُتمتَنا
و القلبُ قبطانُ و الهوى سُفنُ
حينما تزهر ياحبي ربوعاً .. وتحاذيك ربوع
حينما ترفل ايام من الدهر
وايام تضيع
حينما القنديل يخبو ...
تطلع اللهفة في سحر الشموع
ضحكات الشمس في افقك
ما جمّلها بدرٌ وطالع
وجموح الخيل في عينيك
نهرٌ ومزارع
أحاكي المرايا
و طيفَ الليالي
فتبكي مرايايَ يُتمَ الظلال
و تبكي نخيلاً يشِدُّ الرِّحال
و ثكلى تعاني فراقَ الجبال
في زهى عينيك دمعاً = تستحي منه الشموع
كانت الدنيا قصائد = في قوافيها الدموع
في ربا قلبي مواقد = أحرقت كل الضلوع
ومضى العمر سريعاً = بالأسى يطفي الشموع
مُحالْ
أنتَ لنْ تبعُدَ عنِّي
و أنا عُدتُ إليكْ
كنتَ ميلادي و موتي
سيِّدي مُدَّ يَدَيْكْ
لمْ يَعُدْ وقتٌ لدَيْنا
فـارضَ بالله عليكْ
أنا أحلامُك
هيّا
شُدَّني حلمًا إليكْ
و
اتخِذ منِّي طريقـًا للوصالْ
أنت أحلامي وشوقي
بفؤادي قد سكنتِ
يا وطن
أحتويك في ضلوعي ..... والْتقيك كل وقتِ
في عروقي قد جريتِ ..... بمواويلي اكتحلتِ
نابضٌ في القلب نقشٌ ..... من جروحي قد نزفتِ
صرت عطر في ثيابي
أينما أحللتُ يأتي
في نهاية شعري هذا ..... أنت بالروح امتزجتِ
واحتفى العمرُ بماذا ..... عمرُ شاكر هو أنتِ
انتظرتُ كلماتِكَ ،
بحورَ شعركَ ،
جنونـَكَ
أو كلمة قد تكتبها على عجلٍ ٍ من أمرك !
أو حرفين قد تقتطعهما من اسم إحداهن
أو اسمك
لتكمل قصائد :
"الدر"
أو
"الرعد الذي مضى"
أو
"من الرماد"
فإذا بك تقتطع من اسمي عقدين ِ من الزمن
لتـُجمِّلَ بهما قصيدتك !
حين وبّخَني ألفُ الذاكرة
وباءُها تعمّدْتُ
بمداد الشوق المسترسل
على ضفاف شاطئ الحب المعجون وفاءاً
أن أزيِّن العرش في الخافق
لمُعَرّفٍ اسمه وطن
ولما استفزني حرفك
وانا لاهٍ لحدّ الثمالة
في ابتكار نغمةِ نايٍ نجتمع حولها ونُقْسِمُ
بتراتيل المودّةِ أنْ لا نفترق
قررت أن أرسمك بالحرف ولتكوني بلوحة شاكر السلمان وماذا لو
31-8-2010