رسالتي الأخيرة أرهقني العمرُ كالتائهةِ بتُّ اسيرُ فوقَ جسرٍ مجهولة معالمُهُ لا أدركُ كنهَ الدروبِ ولا متى تشرقُ شموسُ الفرحِ فوقَ الشرفاتْ في غرفةٍ منعزلةْ أحيا على بقايا نشيجٍ والرياحُ تزمجرُ خارجاً صريرُها كابوسٌ ... يشقُّ عبابَ أمواجي حارقا ما تبقى من أملْ طبولُ الشوقِ تقرعُ ورقصاتُ أنفاسٍ مجنونةٍ تتمايلُ فوق الشفاهْ .. وأنا أتصبّبُ عرقا أهو صريرُ ريحٍ .. أم خيالاتٌ مريضةٌ أم أشباحٌ أتعبها السيرُ بدهاليزَ مظلمة رباااه .. لمَ يستدرجُني الخوفُ صوبَ ميناءِ الوجعِ ؟ ألا من هدنةٍ أتقاسمُها مع ما تبقّى من عمرٍ ؟ أما من بساطٍ سحريٍّ مطرزٍ بالأماني يحملُـني بحنانٍ يُلقيني بلجةِ الفرحِ والأمانْ اراقصُ الشمسَ محتسيةً شرابا يُسكرُ جوارحي تنتشي العروقُ من لذّته غصة تلو غصةْ حشرجاتٌ فوق بساطِ القدرِ بسطت أجنحتَها بخيلاءٍ في ربيعِ الحياة آآه .. لو كنت أملكُ زمامَ رحلتي لقصصتُ أناملَ العمر وعلى طريق النهاية كتبت رسالتي الأخيرة 26 أيلول 2022
وإذا أتتكَ مذمَتي من ناقصٍ .. فهي الشهادةُ لي بأنيَ كاملُ ( المتنبي )