آخر 10 مشاركات
صباحيات / مسائيـات من القلب (الكاتـب : - )           »          كنا صغارا نلعب (الكاتـب : - )           »          واجب العزاء للأستاذ ناظم الصرخي بوفاة شقيقته (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          : يوم الجمعة .. (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          هـذا الصبـــاح .... (الكاتـب : - )           »          ألقوا بالثورة إلى الشَّارع يَحتَضِنها الشَّعب (الكاتـب : - )           »          توقيعات هادئة (الكاتـب : - )           »          كلمة واحدة ... تكفي (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الروح > من الروح إلى الروح (ركن خاص بالكاتب بدون ردود)

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من صباح الجمعة : جمعة مباركة للجميع إن شاء الله عواطف عبداللطيف من واجب العزاء : تتقدم بالعزاء والمواساة للشاعر ناظم الصرخي بوفاة شقيقته ,,رحمها الله برحمته الواسعة وأسكنها فسيح جناته ,,وإنا لله وإنا إليه راجعون دوريس سمعان من صباح الورد : طيب الله جمعتكم برياحين الجنة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 04-10-2011, 01:37 AM   رقم المشاركة : 1
شاعر
 
الصورة الرمزية عبد الكريم سمعون





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبد الكريم سمعون غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رسالتي إلى السماء\\\ كريم سمعون

رسالتي إلى السماء ..


( ا )



إليكـ..سمائي


صباح هذا الدهر الذي ولد اليوم يحاول ترتيب أشلاء ذاتي ينادي قمم الجبال لتجتمع


ويقطفني نتفا ومزقا من فوضى كانت تحياني وتترعرع في أرجائي ..


كاد يعود بي زمن الآلهة الإغريق .. فأخالني ذاك المعذب الشقي السعيد الذي كان يرضي الآلهة فتجعله نصف بشر ونصف آلهة .


ثم يغضبها فتعيده قنطورا .


وتارة أحسبني سيزيف وقد إستبدلت صخرته برذاذ نيسان الذي كان يملأ الأمكنة هذا السحر متشكلا من قطرات لا حجم لماهيتها وألوانا لا لون للونها وشذى لاعبير لرائحته . فحسبت أن السماء هطلت جميعها لتقترب مني


وهبطت لتلقي علي تحية السحر ... فكنت أركض بجنون رهيب لأعبَّ ما أمكن من ذاك اللاّمدرك من ماهية السماء وأحضن ما استطعت منه وأقع عليه فيتلقاني حبيبي التراب المكسو بأبهى الروائع والبدائع من الألوان والروائح وأعيدها ألفا وألفين وآلاف من الكرات والمرات وأذكر سيزيف المعلّق قاب صخر وعذاب ...


رغم ذلك كنت سعيدا , لا بل كنت السعادة ذاتها .


... متى ياسمائي سأحدق فأرى زرقتك تحضن كل نقائي دفعة واحدة ؟؟




وبين دهرين من البزوغ والأنوار كان وشاحك القزحي يلف صخب انسياب انسدال شلال أشعة ليلك الهستيري المذهل ..


أيتها الساكنة خلايا مهجتي وفؤادي وحدك القادرة على استيعاب كمية الروعة والسعادة التي أحياها , ليس بسبب فهمك العميق وعقلك الراجح وبصيرتك النفّاذة


وحسب . بل لأنك وحدك من تشاركني وتقاسمني حالاتي ,


ووحدك من فضّت أختام المكامن التي لم أكن أنا نفسي عالما بوجودها داخل أعماقي.


فكانت محتويات تلك المخابئ من أحاسيس ذات ذرات مكثفة لدرجة أنه يصعب بل يستحيل استنباط شحنات ذبذباتها من قبل أي بشر أو كائن لعدم التجانس ..


ومن سواك مولاتي قادر أن يحل شيفرات تلك الترددات , ولا أخفيك يا سلطانة ملكاتي وآمرة أكواني وسيدة طبائعي بنارها وترابها وهوائها ومائها , أنني ما كنت لأضنّ بها على أي كائن استطاع الولوج وفك الرموز وسبر أغوار مجاهل نفسي ..


لكنه لم يأت منذ أزل وجودي وأبد دهري من يمتلك بنان روعتك وأصابع سحرك لاستنباط دفائن تلك الكنوز واستخراج عصائر الترياق المعتقة لبعض الأدهر من عشقك السرمدي .


آهٍ سيدتي :لو تكرمتِ ياآمرة نبضي ومدللة مهجتي أن تتجولي في أصقاع إمبراطوريتك من مهجتي لغاية نبضي لرأيتِ بأم بصيرة روحك أن كل شاخصات مهجتي وأوابدها وشواهدها ورقمها تحمل رسمك ومنحوتاتها تزخر باسمك.


حينها ستعلمين كم أنا سعيد وفخور بألمي وماهيته ...!


مادة شهية للألم انت مولاتي!!


وماهية لذيذة لمعاناتي ..


ما أنا به رائع وتعلمين كم هو جميل وعذب .. فقط اجعلي مخيلتك الرائعة تتخيل أنك أنت كلّك مع إنسان ... وأنت قادرة تماما على معرفة روعتك وتخيلى أن هذه الروعة بكامل ألقها وبهائها معي أنا ...


هل رأيت..؟ كم أنا سعيد فخور !!!


كم أنا سيد هذا العالم !!


أشعر بعزّة عارمة وبأس لايشيخ .


قوي أنا!!


ورغم تلك القوة يا مولاتي وذاك البأس أحتاج أناملك لتفكّ أختام شرنقتي فأتطور فراشة تجوب أصقاعك وأنحاءك


أتغلغل كالحنان بين ثنايا كل أقاصيك الماتعة ..


سأتوه عامدا متعمدا في أغوار متاهتك ‘ فذاكرة شفاهي لن تخطئ طعم أناملك مذ لثمتها منذ أول دهر ولد لشهقتي .


وسأبقى أكابد إنتظار ذاك الانقشاع لغيوم داكنة تتلبد عنوة ..سأنتظر الربيع بكامل لهفتي حيث رحيل تلك الغيوم ‘ سأناشد الصيف أن يفيق فسحائبه لا تخيفني رقتها ولن تحجب عني نقاءك ‘


وأدعو الخريف لعل رياحه تدحر كل طبقات التكاثف التي تفصلني عنك وأرتقي دفء حضنك الوثير بفصوله الثلاثة ..


وحين يأتي الشتاء سأهزأ به وبغيومه المتلبدة لأنني الآن أمتطيها ببراعة أنبل الفرسان وبأس المحارب الثائر . وأبقى ملاصقا جميعي بجميعك وكل خلاياي بكل ذراتك.. أنعم بخلودي وقرارة روحي



كــــــــــــريمـ






آخر تعديل عبد الكريم سمعون يوم 04-10-2011 في 07:59 PM.
  رد مع اقتباس
قديم 04-22-2011, 02:52 PM   رقم المشاركة : 2
شاعر
 
الصورة الرمزية عبد الكريم سمعون





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبد الكريم سمعون غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي ليالي السماء \\الرسالة 19\\ تقبلي رسلي \\كريم سمعون

ليالي السماء
الرسالة التاسعة عشرة
تقبلي رسلي ..
ألا ترينني ياسمائي ياذات النقاء الكلي ياناصعة الزرقة ..؟
هأنذا أفترش بساط ألوان نيسانك التي يفوق عدّها مقدرتي ..حينا أستلقي مطلقا زفراتي راشقا نبال أحداقي المبللة تجوب فضاءاتك التي تسحب الآه الدفينة في فؤادي .
وحينا أجثو بركبتين تغوصان في فراء إقحوان نيساني,رامقا بلحظٍ يرسل أنبياء التوسل..
عذرا سمائي النقية .. آن أن نرسل إليك الأنبياء والكتب والمرسلين ...
آن أن تؤمني برسلنا وكتبنا وآياتنا البينات ..
ألا ترين يا سمائي.. زيتونتي التي قبعت خلفها مدينتي وتكدست دورا منذ ذروك الأول ولغاية أن مررت بها الأمس .. ألقيتُ التحية ..حنوت على جذعها ألتقط الصور تذكاراً مريراً ..؟
أحرقوها يا سمائي ..أحرقوا زيتونة المدينة ..فتكلل مدخل حمص بزفرات أنينها ..
نبت الإقحوان في شوارع المدينة حمص السكينة وضحكتي الثرّة , تكسو شوارعها الشقائق ..
الجميع ينادونك ويرسلون إليك قديسيهم وكهنتهم ... يرسلون الغضب والنار والوجع
أخذوا نيساني ..واستبدلوه بكل أشهر السنة وجميع الدهور ..
أعيديه إليّ يا سمائي .. أنا لا أملك إلاّهُ ونبي حزني وزيتونة المدينة ..أحرقوها وأستبدلوه وأرسلت نبيي الوحيد ..
فلتأخذيني إليك .. إرفعيني عن البساط الأحمر وشوك الشقائق ...
ألا تيرين ملامحي المعتقة .. أزيلي شحوبها بزرقتك السمراء .. تعالي إليّ لامسي جراحات صدري .. ألا ترينها تنزف أنينا وتسيل حزنا وتنز قهرا ..
إختلطت معايير الوجود ..شوُّهتْ مقادير البقاء بشبح الفناء الغبي ..
راقصيني يا سمائي فلا أعود قادرا على فصل ماهيتي عن زرقتك .
راقصيني لنتحد عاصفةً .. فترابي الحبيب ماعاد يريدني.. ماعاد يهدهد جسدي أو يُنبت الأقاحي.
ترابي الآن لا يؤمن بأنبيائي ولا كتبي..و تكسوه الشقائق يا سمائي .. ماعاد يشرب مزنك ماعاد يرتشف الندى .. لا تروي سغبه سوى الإراقة والجذوع الخاوية ..
أين سأؤرخني كلما مررت بالمدينة؟ أين سيتوكأ إيابي كل سحر ..من سيلمس جذعها المحروق .. كيف سأكتب أحرف اسمينا بذاكرة اللحاء الملتهب ..؟
سلبوا جميع أشيائي ..
نقيق ضفادعي ,صهيل مهرك القادم , أزهار الليمون البيضاء , حتى ماء البحيرة سرقوه وجردوها عنوة من سباحتي الشهية .
اقترفوا الضجيج في هوائي , أطلقوا النعيب في ليالي نيساني , أطفأوا موقدي يا سمائي .. بغير لهب ودون رائحة حطب .. أتقبلين ؟, فضوا هدوء مدينتي الهانئة ووداعتها ..
وزرقة بحري ..
يقذفون صفاءك بمدافع ذرائعهم وبنادق نفاقهم ويدعون ويكذبون ..
وأنت تتركينهم يفعلون.. لا تمطرين الورد في أساريري وتغضبين.. ولا تصدقي رسلي ولا تكفكفين عبراتي وتعلمين أنه لا سواك قادر على درء دموعي ومنحي سكينتي , ثم تغيبين وتوصدين غيومك السميكة المنيعة في شحوبي المبتهل توسلا ألّا تغيبي ..
حبيبتي السماء ..ارمقيني بعينك مرة واحدة لكن كما أراك .. علميني ولوج نقاءك ..ارتياد زرقك ومعانقة شهبك الوهّاجة .. أرشديني سبل تراتيلك .. تقبلي رسلي و ادخلي جناني مرة فأطفئ ناري أبدا ولا أبتغي سوى الإنعتاق ..
أيقظي براعم زيتونتي بلسمي اللحاء وأعيدي كتابة اسمينا بالضياء..
أزيحي الستائر السوداء بدلي وجع وسائدي ,انتزعي أضغاثي
أطلقي العنان للنقاء .
وتقبلي نبيي فلقد قبلت منك كل الأنبياء....
عبد الكــــريمـ سمعون \حمص المؤججة \19\4\2011
أشكر كل من مر وقرأ ولم يعلّق












التوقيع

أنا شاعرٌ ..
أمارس الشعر سلوكا
وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات
لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون

  رد مع اقتباس
قديم 05-06-2011, 08:29 AM   رقم المشاركة : 3
شاعر
 
الصورة الرمزية عبد الكريم سمعون





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبد الكريم سمعون غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي ليالي السماء \\\كريم سمعون \\ 24\\رسالةإلى صديقي ..

ليالي السماء
رسالة(24)
رسالة إلى صديقي
كم مرة قلت لك: ياصديقي تعال ل نلهو.. وأعرف كم أنت تحب الشغب .. وتهوى
الصخب ..؟
وكم تمتلك من طاقات مجنونة بعذوبة روحك ..
أّيّ أقنعة ألبسونا يا صديقي .. وأي فطرة إجتثوا من عفويتنا ليلصقوا مكانها زيفهم وقشورهم التي تضيق بها أرواحنا وتتوق لتمزيقها وتكسير بلادتها كل أبد صدقٍ مع أنفسنا ..
أيّ بساطة وإنسانية وجمال وإتحادٍ مع الطبيعة بعناصر أرواحنا اللّا مركبة واللّا معقدة واللّا
مقولبة .. سلخونا وألبسونا المفاهيم المتقاتلة والمتحاربة من مكان لآخر ومن حيثية لأخرى
ومن عفن لآخر ومن مرض لآخر ومن جشع لآخر ومن تسلط لآخر.....
ونبتسم يا صديقي ليموتَ الأمل فيصبُ بأيقونة حلم الإنعتاق وتحرر ألواننا من شرانقها.. وعشق إنفصال الرماد عن النقاء..
وتنوش رؤوسنا نبال الحيرة وسنابك التساؤل ورماح الدهشة.. لتنالَ من عقولنا.. متى ؟
متى ؟ متى ؟
متى يا صديقي سيغدو الألم هو الناطق الرسمي باسم إنسانيتنا..؟ متى سيكون هو رسولنا
لينبئ عن ماهية مشاعر إنساننا من دون مخاوف التكفير ورهاب التعري ؟؟
ومتى سيغدو الصفر سيد الأزمان .. واللاّ كمّ.. واللاّ عدد.. واللاّ كيف.. واللاّ جنس..
واللاّ لون.. واللاّ ماهية ...؟؟؟؟؟
هو الآمرُ الناهي في مقدرات إنساننا ومفهومات أذهاننا .. وجامحات طفولاتنا .. وإبتهالات
مهجاتنا..
آه يا صديقي .. أين أمّك وأبوك قل لي : متى غرسوك هنا فسلة في يقيني ..وكيف لم ينجبوك...؟؟؟
من ألقى بك إذاً في غيابة لا شعوري .. وغياهب ضميري.؟؟؟
أخرج.. تشخص .. تجسد .. كنْ هو .. كنْ هي .. كن كلّهم .. كن كلّهن .. كن
جميعهم يا صديقي ..
تبلور على هيئة النقاء .. تهيّأ على شاكلة السماء..
ألا تراها يا صديقي كيف ترانا وتبقى كما هي ..؟ ذات إقترافٍ رأت من أحرق الغابة.. ومن
ألقى أعقاب جهله أمام داري .. ومن إقتلع تينة طريق ضيعتنا العتيقة ..
سَمعتْ من رفع نباح حوائجه ليؤذِ سكوني .. استنشقتْ تجشؤآتهم وعفونة مسام
أدمغتهم .. ضاقت رئتها بصراخ ترابي من سطوة الإسمنت ..
قرأتْ كل الكتب الممهورة بخواتيم السفك ..كل قصاصات التشهير ببعض لهوِنا
وابتساماتنا المريرة يا صديقي..
بأمّ زرقة نقائها رأت وسمعت وشمّت وقرأت .. ومازالت تهمي إنسكابَ روعتها وتزف
مزق ونتف غيومها البيضاء الطيبة الحنونة على عيني كل سحر وكل شفق من نيساني السليب بأيدي جهالة ظلمهم..
لمستْ حرارة جبين وجعي وإرهاقي .. ولم تتأفف .. ولم تواري زرقتها مصعّرة قبتها عن وجنتي شحوبي .. ولم تُشح قزحية أطياف أناقتها عن أكوان عزلتي ..
لم ترشق قهقهة ممقوتة في محيّا آلامي وحزني..
وبكامل أطياف سجايا شفافيتها كانت تمطرني ورداً ذات أوجاعٍ لحنيني ..
قالت لي : ذات بكاء في متاهات لبلاب غابتي لا تبكِ . كانت تنطق من أفواه رسل الطلّ
المتقاطر في سحرِ ذلك البكاء الأمدي.
وهل تعلم ؟ ماذا قالت أيضاً يا صديقي : إخفِ طفولتك عن أعين إجتثاث البراءة في
عوالمهم التي تملأ كل أمكنتهم ونِصاب مُلكاتهم ..
خبئ عبراتك عن جلاد السخرية القاطن في نفاق الشفقة البادية على لهفة
حاجاتهم .. ومطالبهم .. وموائد بشاشتك .. وراحة كفيك الممدودة إليهم..
قالت : لا تشرب كأس دماءك فوق موائد شهوتهم وتمتعهم .. ولا تقصص آلامك في
حضرة أذرعهم المتلهفة ببشاشتها الصفراء لإحتضان قهرك في نميمة ألوان حرباءاتهم
المتنامية خلف مناسك بشرتهم .
أو تعلم ماذا قالت أيضاً يا صديقي : وبهمس نقاوة زرقتها .. لا أدري إن كان توهم لهفة
عشقي الأبدية ..
لكني أذكر أني سمعتها قالت : لا تقلق سأرفعك إليّ ..
نعم .. سأرفعك إليّ...... هكذا قالت.
كــــــريمـ سمعون 24\نيساني \2011












التوقيع

أنا شاعرٌ ..
أمارس الشعر سلوكا
وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات
لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون

  رد مع اقتباس
قديم 05-14-2011, 10:18 PM   رقم المشاركة : 4
شاعر
 
الصورة الرمزية عبد الكريم سمعون





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبد الكريم سمعون غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي ليالي السماء -20- (رسالة تبليغ الدعوة )

ليالي السماء -20-

(رسالة تبليغ الدعوة )


آه يا سمائي الرائعة كم أتخبط مرتبكا الآن لأجد كلمات تترجم ما يتدفق من فيض مشاعري
وأحاسيسي لرغبة شكرك وأمتناني .
فلقد كانت آخر كلماتي برسالة الأمس
أطلقي العنان للنقاء .
وتقبلي نبيي فلقد قبلت منك كل الأنبياء....
وها أنذا أطرق عتبات صباحك لأغتسل بشفافية مزنك الهامي السكوب وإرتعاشة المفاجأة تأجج سعير شهقتي المتسارعة وكأنها تريد أن تعبّ كل الهواء وعبق كل مزنة ككائن منفرد ومتفرد بأناقة ولونه اللّا لون له وطعمه اللّا طعم له .. وأرمقك بنهم من يلفظ أنفاسه الأخيرة سغبا ,لتنهل أحداقي كامل زرقتك وسكينة وهدوء صفاءك.
تمطرين يا سمائي وتهمين غيثك وسكوب مزنك لتمهرين بخاتم قدسيتك أوراق إعتماد نبيي
وكيف لي استيعاب المفاجأة بإشراقة واحدة من دون أن يتواتر تأجج شهقاتي اللّا مدرك السرعة ’ وتفغر روحي تضورا لذاك النقاء الشهي الإحتضان .
ها أنت إذاً تعلنين على ملأ أكواني وأحاسيسي وبصائري ورغائبي وطبائعي قبولك نبيي
وها أنا أرسل إليك صحفي رسائلا لا مقروءة وصحفا لا مدونة فتقبلي مني أزلية بدء عشقي معك وأبدية إنتهائى بك و دهرية إنتمائى وولائي أليك , ولا تعيدي إسدال غيمك الداكن الكئيب حائلا بيني وبينك ..
سأكون بارّا بعهدي وفيّا لوعدي ولهاً لعشقي مؤمنا بإنتهائي فخورا بإنتمائي .. دافئ قربي هادئ طبعي دمث خلقي وثير حضني شهي عبقي بهي ألقي متواضع كبريائي طفولية خيلائي
عذب رفقتي واعية أناقتي , دقيق إحترامي ذكي كلامي غزير دفق تحناني فصيح كلمي و بياني سخي كرمي خفّاق علمي أبد الدهر في حبك يا سمائي ..
وكل هذا وأنت أكثر من يدرك كنهه وسببه قربك هومُحدث صفاتي ومؤجج زهر باقاتي وموجه مقدرات طاقاتي قربك الفعّال وكل ما ذكرت من صفات منفعلة الحدوث عن هذا التقارب .
أتتخيلين يا مولاتي أنني قد بلغت قمّة فيك ’وأنا لا زلت أبحث من أين أبدأ رحلتي معك ’
فقمّتك يا سمائي ذروة وغاية لا يبلغها إلا الوصوليون والأكّالون الأكتاف الوضيعوا الأهداف
الدنيئوا الإسفاف العديموا الإنصاف .. أما عاشقوك المبدعون فإنهم يتمنونك كل نبض وشهقة
ويكرهونك كل ثانية ودقة ,كي تروقهم وتشبع تضورهم وتروي مهجهم وتطفئ تلهفهم متعة ديمومة تسلّق هامة علاك وقامة ذراك .
فهم يخشون بلوغك الكلي فيصبحون كغيرهم ويفتر عامل التشّوق وتصبح غاية بلوغك اللّا مدركة وسيلة رخص مستهلكة فيسقطون من علٍ إلى قعر الفناء الأكيد ....
يا غايتي اللا مدركة بإرادتي , لستِ عصية على منال طموحي اللا محدود مهما بلغت صعوبة نوالك , لكنني لا أحب لغايتي أن تدرك وكيف وهي غايتي ولا أقوى على فقدانها
فإطمئني لرجاحتي وعقلانية دقتي وإن بدوت بعض أحيان كطفل لعوب نال مانال من دلال وحرمان .
لكنني ومنذ عهود عشقك البدئية الأزل, لا أحب لغايتي أن أدركها ولا لهدفي أن أبلغه ..
يا سمائي النقية الرائعة : وكيف لي أن أغدو عاشقا من دون معشوقته وراغبا من دون أمنيته
وقاصدا من دون غايته ومؤمن من دون سمائه ؟..
لن أكون غيمك الداكن فأحجب عن زرقتك عيون مستحقيها ولا عن بصيرتك مايطب لها أن (تشوف )..ولو كنت كذلك سيتعجل ساعتي برقك الخاطف ورعدك القاصف وأكون قاب إنهمار أكيد بشتاءات فصل ملغى من الوجود ...
بل سأكون طيفا أنيق التثني بديع الظلال أدرأ غبار نظرات الأغبياء بألواني البهية وأمتص بمخمليتي نظراتهم فلا لغبارهم أن يطال منعتك ولا هم يستاءون من إنعكاس بديع أطيافي
على أنظارهم .
أراك يا رائعة النقاء وبهية الصفاء ولا أريد تحويرا ولا تغييرا ولا تطويرا لما أختزنه من إطلاق نظرتي الأولى إليك ..
وسأبقى أراك كما أراك , ولا غاية عندي سوى التماهي مع زرقتك ولكني أدرك تماما أن لا أصل حد الممازجة .. ليبقى طيفي وزرقتك ماهيتين متآلفتين متكاملتين ولكن لا متجانستين ولا متمازجتين .. وهذا من أهم مستلزمات الديمومة والبقاء ..
كــريمـ سمعون \\بقعة سماوية \ 20 نيسان 2011












التوقيع

أنا شاعرٌ ..
أمارس الشعر سلوكا
وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات
لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون

  رد مع اقتباس
قديم 12-24-2011, 11:32 PM   رقم المشاركة : 5
شاعر
 
الصورة الرمزية عبد الكريم سمعون





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبد الكريم سمعون غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: رسالتي إلى السماء\\\ كريم سمعون

ليالي السماء \\17\
إنقاذ

ياسمائي الرائعة
كانت سكاكين كلماتك بالأمس، تنهل كألسنة الإفتراس العطشى، من مياه قلبي
تدخل وتخرج بعد أن تحني رأسها فتخرج معها ما شاء إنحناءها لها أن تخرج من مزق القلب، ونتف الفؤآد ..
أنا لست معدوم الإرادة، يا رائعتي لكنه نيسان شهري و أبي ووليدي وأمي وخديجي وتوأمي ..
أهجع إليه كل عام؛ أنقّي نفسي من باقي الأدهر المؤلمة بنفاقاتها وبريستيجاتها وأكاذيب شخوصها، علما أنني أحاول ما استطعت الابتعاد عن كل من ، وكل ما يؤثر في نفسي تأثيرا سلبيا ويبلغ من روحي مبلغا يتسبب في إنخماصها وتخريب هالاتها وأطيافها ،
كلّ هذا يا سمائي لأتمكن من استمرارية التواصل مع نقاء زرقة روحك الخضراء .
هكذا أنا، منذ دخول النور لعينيّ والهواء لرئتيّ .. أعشقك وأضعك نصب عيوني آمرةً لإناي وناظم لضميري ..
كم مرة كنت محطّ سخرية قطيع الأخوة والرفاق على دروب المدرسه،
لأنني كنت أسير خلفهم لأجعل من هذه المسافة وقراَ لـ سمعي من جدالاتهم التي تشعرني بسخفٍ وأسى، وأرمق بإتجاه زرقتك فاغرا صاغرا ؟
وكم مرة كدتُ أسقط، جراء حفرة أو حجر يعترض مقدمة أقدامي الصغير الوئيدة وأنا شارد الذهن ويعتريني الذهول ؟ ..
لكنني على أتمّ الثقة أنه لم يمسّني سوء ماحييت وأنا أرمقك بعشقي الأبدي .. إلا أن تلك الغيوم الملبّدة كانت ترسل كآبتها لتذكي وتؤجج أشجان لا أدرك دافعها ولم يحظ عقلي ولا منطقي بإدراك أسبابها .
ولشدّة هول وقع سكاكين الكلمات المقتضبة في أمسي المنصرم، والتي كانت تنبئني بقدوم غيوم ذات طبقات أسمك وسديم أكثف ..قررت محاولة النوم رغما عني .. وكانت حقبة أخرى من الألم يتخللها الرجفان، وأخاديد جأر أنيني تزداد عمقا لتخرج حشرجة زفراتي مخيفة فتوقظني هلعا ..
وبعد ردحا لا يستهان به من الهذيان و الأنين والتعّرق والغثيان القاتل والشحوب الذي يلبس وجهي ...
نهضت - مع أول نبل تخلل زجاجي من كنانة هذا السحر، الذي اندهش لنومي اللّا معتاد بلحظاته التي أعشق انتظارها كل ليلة ،لم يعاتبني بل كان سعيدا لأني نائم - كعنقاء رماد الربيع المستمدة خلودها من بقاء وديمومة الرماد العصيّ على الإحتراق وألسنة اللهب ..
كنت أسمع صوت صيارات مفاصل عظامي، وطقطقة غضاريفي ، لكـأن مومياء تزيل لفائفها لتخرج من ثباتها الأبدي .
ثمّة دوارا يعصف بنجوم رأسي لكأن الغثيان غدا وجبة ألم دائمة لرأس شحوبي .
حاولتُ النهوض آلاف المرات، لكنّ سمائي كانت غافية تتوسط ليل وشاحها اللا متناهية شواطئه، لمحت عيني كلمات رُسمت على إنبلاج الفجر تقول كعادتها : ألقاك بخير.. فكانت مبعثا لـ حراكٍ ثوريٍّ يؤجج نار تحولي ، ليكون حبك إيجابي وفعّال ..
وتقافز لذهني ، أن( نزيه) كان يريد لفافة أوراق الرسم التي وضعها في منزلي منذ أخر مرة كنا معا .. كان شوقي إليه يقتلني ويعانده حزني من كلماته في آخرلقاء لنا، التي كانت تشكل نسبة كبيرة من سبب إنهيار أعصابي .لكن كلماتك المرسلة من نقاوة بهجتك أن لا أغضب منه .. وكلماتك أيضا التي قطّعت إرب فؤآدي بالأمس أن لا أتكاسل ولا أستسلم لليأس ..
كانت دافعا لأن أنهض ..
وكان الأمر..
وكعادتي دوما بدأت رحلتي بماء الطهر الدافئ ولبستُ أبيضي المعهود وحذاء بني اللون ،
وللحظة مررت بمرآتي التي لم أرتسم عليها منذ دهور إنهياري يا إلهي هذا أنا ثانية، أين كنت، بالله عليّ اشتقت إليّ ما كلّ هذا الغياب عني؟؟
وبعد عتاب بيني وبيني وتبادل أعذار لا طائل منه
كان عبقي المعهود يفوح كسابق عهدي، حيث كنت أتواجد قبل ساعة من وصولي لأي مكان وكان رسولي دوما عبقي اللا مصنوع ...
رتبت جميع أشيائي وخرجت نهارا لأول مرة منذ ذاك الأزل، عهد تصريحي بحبك يا رائعتي ، أزل إستقطاب الوجع الكامن في شهقتك وزفرتك التي كانت تقتلني وتنغرس كما جذور النخل برمال فؤادي ..
آه..!! سيارتي البيضاء الحبيبة أشتاقك جدا ما أروعها ،!
أشيائي الحلوة موسيقاي العذبة كانت نظيفة كما الثلج ، لولا أن زاد روعتها بعضا من أزهار الليمون البيضاء على زجاجها الأمامي ..ابتسمت لأول مرة ، وتساورني شقاوتي المعتادة بأن أزيل أزهار الليمون كعادتي الجنونية ؟ وأنطلقت أسابق الريح .. تارة أنظر كيف تتطاير أزهار الليمون وأخرى على عداد السرعة لأول مرة كنت أقهقه حقا وأتجاوز المائتين وعشرين كيلو مترا في الساعة .. زالت أزهار الليمون جميعا ..
وصلت لأول توقف يجب أن أترجل فيه لسحب بعض نقود ..
آه .. اليوم عطلة ، أنه عيد الجلاء، ويوم الشعانين ،
ماذا سأفعل أجريت بعض البحث في محفظتي حمدا لله بعض أوراق من فئة مئة دولار ، ومن أول صرَاف إستبدلتها ومضيت . كانت حرارة نيسان ترتفع بوهج لا معهود .. لقد حولت شحوبي إلى إصفرار يتخلله بعض الوردي الطفيف ..
وكان حشود من المتظاهرين يملأون طرقاتي فتذكرت قصة عزيز نيسين عن القرية والمختار والهتافات القسرية ووو.. وكموج الهواء انشقّ الجمع بما يسمح لمرور أضعاف سيارتي مرات ومرات، علما أنهم كانوا يمنعون المرور لأي كان،
كانوا يرمقونني بمحبة بإعجاب ككائن فضائي ماوراء وفوق تساؤلاتهم فقط يريدونني أن أعبر بسلام ويلقون تحايا وإبتسامات فيها حياء ورقة رغم استبسالهم واستشراسهم لما يهتفون .. وعند محطة الوقود ذات النظرة من عاملها كانت عيناه تقول لي : قلْ ياملاكي ماذا تريد اعتراني حياء للطافته ولباقته الزائده لم أكلمه البتة لم أترجل لم أفعل شيء فقط دفعت النقود اللازمة وتبادلنا الباقي بإشارات معتادة لكنه كان يقول : أشياء أخرى في عينيه تبعث فيّ بعض النبض ..
تجاوزت السرعة السابقة بعشر أو عشرين من الكيلو مترات ،
فيروز كعادتها تؤنس سفري وهاهي بأروع ماغنت \حنا السكران\ ولطالما كنت أرقص بجنون على أنغامها ..
كانت الطريق إلى قلعة الحصن حيث منزل صديقي المقصود
(نزيه أبو عفش )
- والذي كان مايربطني به لا يسمى بجميع المسميات الأرضية والسماويه – جبلية تتعرج داخل أشجار السنديان والبلوط والزمزريق والوزال ويحفها نيسان بألوانه من كل صوب .
وقبيل الوصول لتلك الطريق وبسرعتي المجنونة تجاوزت جسرا يفصله عن بحيرة صغيرة تستقرّ تحته وعلى جانبيه ، بعد شاهق ،
آه كم أرغب بالقفز في الهواء جميعي سيارتي موسيقاي الحلوة أشيائي ولفافة ورق الرسم المحفوظة بإتقان عالي الدقة، قطع من شوكولا (مارس) سجائري بعض نسخ من ديواني كاميرا التصوير خاصتي وبعض أغصان الزمزريق والوزال قطفتها من الغابة لنزيه .
نعم سأقفز ولن تبتل أوراق الرسم لأنها مغلفة جيدا ،و ماذا عن دواوينى .. حسنا فلتأتي معى حيث ماء البحيره الشهي الغرق لن يشحب بلون أشعاري أبدا.
ها أنا أهم بتنفيذ قراري الأخير لم تعد تفصلني بضعة أمتار عن هزيع شهقاتي وآخر زفراتي وبكامل سرعتي المجنونة الرائعة .
ماذا سيحصل يا الله هل ستتخ سيارتي البيضاء وثيابي البيضاء وأزهار نزيه وأوراق الرسم خاصتة يا إلهي ولكن لن أتردد سأقفز ما هي إلا برهة تفصلني ...؟؟؟
صاخبا كان صوت فيروز بذاك اللا وقت المتبقي لي، بإيقاعها السريع أنا متأكد أن الرحابنة اقتبسوها من موزارت. آه .. لا .. لعله باخ لا أتذكر ممن أقتُبستْ موسيقا ,كان الزمان وكان .. آه ..مونامور , لا .. تلك أخرى إعطني الناي وغني من مونامور نعم كلما أسمع مونامور يتداخل عندي الإحساس وأغني رائعة جبران إعطني الناي وغني ،
كبارقة ومض السماء كانت تنهال تداعياتي المجنونه تلك والموت اللذيذ مع ماء البحيرة بات يقاسمني أنفاسي الأخيرة ،
يا الله ..يارب السموات ..مونامور..مونامور .. سمائي الغاليه حبيبتي تذكرت كم تعشقين مونامور يا الله ها أنت معي وكيف أقفز.. كيف ؟؟؟
هاهو شعرك الهستيري الرائع يملأ الكون يعطي الهواء كمّاً هائلا من تموّج سواده عبر النافذة الأخرى ويربت على كتفي حتى أنه يكاد يخرج من نافذتي أيضا .. هاهو فستانك الأحمر الرائع، آآه هل نذهب لحفلة راقصة نحن ؟
لعلّنا كذلك فعلا ، لا أدري، بل أكيد لأنك لا تلبسين الفستان الأحمر الذي أحبه في الرقص كثيرا . نعم سنرقص وأعلم تماما كم تعشقين الرقص معي وخاصة حين ألثم أنامل رقتك إيذانا بالدعوة للرقص ..
ولكن كيف سنبدأ هل يجرؤ شخوص الساحة من متابعة الرقص بقربنا كيف ونحن ملاكين وبهذا الأناقة والسحر؟؟
هل سيصفقون كثيرا حتى تنهل حمرة الورد من نقائك فيعتريني الجنون لروعة المنظر فلن أعود قادرا على الرقص .. سأحملك حينها وأدور أدور أدور لنكون نواة لزوبعة وعين لإعصار نرتقي إليك ..
إلى صميم الصفاء ولبّ الزرقة ..
يا الله ما هذا غفرانك ربي، ها أنا أخفف السرعة وأصحو أعود لرشد الطريق،
آه أتصبب عرقا، تتزاحم زفراتي ويضيق حلقي بشهقاتي ،
رائعة أنت يا ملاكي
أنقذتِ صفو ماء البحيرة كم تحبين الصفاء .. أنقذتِ أوراق الرسم وأشيائي
أنا مدين لك بجميعي يا رائعتي .. ها أنا أقترب من طريق الجبل وأقرر أن أقود بهدوء
أسمعك تقولين لي .. اهدأ، وأرى ورودك ، نصب ضميري ترشقني لتسكن روحي بألوانها وعبقها وروعتها ..
مدين لك بجميعي يا رائعتي ..
هاهي أيضا أزهار الوزال تثير ذاكرة شقاوة طفولتي، والزمزريق ما أروعه ذاك الإمبراطور الذي يغطي الكون ..
جميع الأشياء كانت معجبة بي هذا اليوم، تكاد أزهار نيسان تتقافز نحوي لتلثم وجنتيّ وتعود لغابتها و وهي تلوي أعناق حائها ..
لكن مالي أعود لإكتئابي ثانية ؟ كيف أقابل نزيه وهذه الغصة الملعونة ؟ كيف سأطعن فؤاده الحبيب بنبرة صوتي ؟
ماذا سأفعل؟ أتمنى أن لا يكون في المنزل فأضع اللفافة وأترك له ألف ذريعة لتبريرعدم الإتصال به وأرحل ..
سيغضب سيؤنبني لكن أهون عليّ ألف مرة من أن أقتله بوجعي .. يا الله ماذا لوكان موجودا ؟ والأصعب لوكان وحيدا .
كيف أمنع نفسي من أن أقع هاجعا وعبراتي تسبقني إلى صدره ؟ كيف سأجيب لو كلمني ؟ لا أقوى على النطق أنا حقا لا أقوى على أن أنبس بكلمهة .
حسنا ساركنها وأدخل ..
وبشهقة ثلاثية بلحظة واحدة ..ومن دون كلام ,أنا وهما الزوجان الرائعان ومائدة الغداء بكامل طقسها النزيهي الأنيق تستقبل آخر لمساتها ، النعنعتين والطرخون .
وأزهاره البرية الموزعة من غير تنسيق أبدا ,وموسيقا (رحمانينوف ) تبدد الصخب بهدوئها الرهيب ,علما أن (الفونوغراف) كان متوقفا عن العمل لكني أسمعه حقا أسمع( رحمانينوف ) الرائع تتمازج موسيقاه مع أصوات حساسين نزيه .
وببحة حنانه القاسي : كريم أهلا حبيبي .. ولا أذكر كيف تفاديت التعثر لأضع لفافة ورق الرسم خاصته بأقرب مكان آمن لها، حمدا لله كانت يداه تمسكان ببعض الأدوات وأقترب لعناقي من دون أن يطبق ذراعيه على ظهري كعادته .
فكنت أنا المتحكم الوحيد بإنهاء الضمّة وقبل إنتهاء الثانية الأولى كنت خارج الباب في الحديقة أتفقد كل شتلات أزهارها وشجيراتها ..
جولة صغير, إلتقاطة نفس ، كفكفة سريعة، ومن ثم دخلت ثانية أتلقى سؤاله المريح الأوحد بأحرفه الثلاثة فقط : كيف ؟؟؟
وبكلمة مشربة بحمحمة استطعت تمويهها بسعلة صغيرة : تمام .
ومرّ وقت رحيم من دون أية كلمة .
فقط تناول بيده اللطيفة وأنا مله النظيفة دوما ما عدا أوقات الرسم ورقتين من الخس .. إرتعدت فرائصي لفعلته فهو يعلم أن الخس مهدئ للأعصاب..
يا الله هل يعنيها ؟
من هو مثله لا بد أن يعنيها كنت شديد الدقة بكل حركاتي لئلا يُفتضح أمري وأضيف لحزنه حزني وكآبتي .. وبعد ثوان أومأ لي أن أجلس قربه أمام الباب بمكانه المعهود وأشار بسبابته للخارج وقال: إسمع هذا كان حسونا يعزف ألحان الروعة ليدعو شريكة عشه الجديد ، وتنسكب ألحانه على قلبي كورودك المعهودة يا سمائي .
يحط كإمبرطور عظيم الشأن على غص تأخر نيسانه عن باقي شجرات الحديقه وشعرت كأنكِ معي بقربي تقولين : هذا نزيه ياكريم يحبك كثيرا لا تغضب منه وترسلين الهدوء ليعانق روحي .
كنت أحسّ أني أبرُّ بوعدي وأفي بعهدي لك.
كان الأمر حقا أسهل مما ظننت .. لقمات قسرية بيديهما وبعض حوارات لم أفتحها أنا لئلا أضطر لمتابعة الحديث . وهكذا كنت أومئ برأسي بنعم أولا
من دون إطلاق نبرة واحدة من صوتي .
أنهيت الجلسة مسرعا ومضيت رغم إلحاحهما الشديد على بقائي وبنفس طريق العودة وبلهفة الوصول لأفتح نافذة السماء وأحدّق كعادتي ،
كنت أقود عبر روائع نيسان من ألوان وروائح وفراشات ودعوات العصافير شريكاتهم لبناء عش جديد، ولكنني رغم إحساسي بأنني مستعجل جدا ، كنت أقود بهدوء لا معهود ..
وإلى تابوتي الخمري المشرب بخطوط صفراء وأنا بكامل ملابسي البيضاء ألقيت نفسي ،
وفتحت النافذة وبدأت أكتب في مكان آخر لكنني أحدق فيها وأكتب هناك خشية أن تكتظ نافذة سمائي فتنغلق وتطبق على روحي .
وتتشح بغيوم داكنة فأعود لأنهار ثانية ويتبدد أملي ودافعي للحياة مجددا وأفقد سبب استيقاظي صباحا وأحلامي وكوابيسي وآلامي التي أعشق , وأفقد حبي لنفسي ولكل الأشياء وأفقد بهجة نيساني وأزهاره مجددا .
أحبك يا سمائي الرائعة ..
كــــريم \17 نيسان












التوقيع

أنا شاعرٌ ..
أمارس الشعر سلوكا
وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات
لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون

  رد مع اقتباس
قديم 12-25-2011, 10:06 PM   رقم المشاركة : 6
شاعر
 
الصورة الرمزية عبد الكريم سمعون





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبد الكريم سمعون غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: رسالتي إلى السماء\\\ كريم سمعون

ليالي السماء
الرسالة (22)
حمّى الغابات
سمائي النقية الطاهرة الذكية البادية بالزرقة الموصوفة بالرقة
المغزولة من اللطافة.. فلا تشوب رقتها كثافة ولا سكونها كدر.
الكثير من الروعة في إنبثاق لحظك على أكواني هذا الصباح
إني هنا يا رائعة وجودي ومدركة حدودي لو أحبّت بهجتك أن تفيض ببارقة منها تسعد أوقاتي وأبثّها بلواي فتبدل أحزاني سعادة وفرح، فأنا بأمسّ لهفةٍ وأشد جامحة لهذا القبس من أنوارك ..
لقد سبرتُ تلافيف نسياني بغابتي الرائعة بوقعٍ وئيدٍ لا صوتَ له ..
ولكنني سمعته يئنّ يا سمائي يبوحني حزنه الأليم ووجعه العميم ..
لبست نسيان الغابة كلها ياسمائي إلا أن هناك العديد من أشجارها لم يكسوها نيساني لهذا العام فلقد إمتدت مشلولة أيدي الغدر لتعبث بلحاء جذعها.. يبتغون إراقة نسغ خصوبتها لئلا يصل أوراقها.. وبكل وجع يا سمائي أقول لك : نجحت اقترافاتهم الخسيسة بتجريدها ثوب نيساني العظيم وألبسوها إصفرار عجزهم وأدمغتهم المهترئة ..
ليل غابتي كان طويلا لهذا النيسان الحزين .. كان يتجشأ وجع لحاء جذوع قاماته ورائحة نسغ بناته المراق بأيدٍ لازالت لعنة النسغ تطردها من أفياء ظلال الكينا والصنور والأرز والزمزريق والغار ..
نيساني يئن لوقع ارتكاباتهم ويتألم لون ترابه المبتل بماء حياء كواعبه المرصوصة كحصى الينابيع العتيقة ..
بإعصاب باردة يغتالون خصوبته ويفضون بكارة جوقات أسحاره المؤمنة و يجأون عذرية صباحاته بحرابهم الصدئة..
وبغفلة بريئة من رمش زرقتك فعلوا ما فعلوه ..فلم أجدني إلا محدقا إليك بأحداق إبتهالي.. أبثك شكواي و زفرات نيساني ..
أبوح بما فعلوا ..بتأوّهات أشجار الدلب التي تمشي وئيدة متفرقة بعد أن كانت كجند قياصرة الروم.. باتت حزنى.. وضفة جدول سفح غابتي الذي يرسم بجهد طريقها المرافقة منذ ولادتها لها .. ترهلت أشجار الدلب أثقلوا كاهلها بسمومهم ..بإعقاب كيميائهم .. بسرطاناتهم النازفة من علو قهقهاتهم .. بفاقع أصواتهم .. بضجة ألوانهم المتقاتلة ..
ماتت أشجار الدلب .. بعد أن درأت عن رئة الكون عناصره الثقيلة من رصاص وكاديوم وعناصر ثقيلة .. صرخت طويلا وهم يضحكون لا يبالون صمّ هم..وليسوا بكم ٌ ..ألقوا كل نفوسهم المريضة المعقدة .. على جذورها دون أن تأخذهم بها نكهة فيئها ولا غناء قيلوح حساسينها ..
والبلوط أيضا والسنديان والصنوبر العتيق باتوا ينشدون أصابع تشير من دون تعب لتشهد حماقات جهل المعتدين ..
قطفوا جميع الخصوبة اليانعة من ترابي.. إجتثوا حبات طلع نرجساتي الخجولة .. خربوا خارطة أقدام السحالي على ذرات طريق غابتي المتمايلة .. سرقوا قواقع كل السلاحف .. وكل صغار إبن عرس .. وقبعّات الحلزون البريء .. ورائحة مُزن تراب أيلول الشريف .. ومخاض ولادة الزنابق الصغيرة يا سمائي .. وقسمات وحشيّ جبين أبي .. وكارة تنور أمي .. ومساكب (حاكورتها) الطازجة.. وصياح فجر ضيعتنا حين كانت غافية كمرآة لخاصرة غابتي .. الموشّاة بشحوب شجيرات الغار والكينا التي لم يكسها نساني .. فوضى جراد إسمنتهم الزاحف تعبث بحوافها وشطآنها وامتداد ظلال صنوبرها .. ما عادت الشحارير تشيد أعشاشها في ربوع الزمزريق والبطم والإجاص البري ..
لم يعد بريق إهتزاز أوراقها بزفرات الشفق المحمر قادر على أن يسامر النجوم .. ولا أن يضاحك عينيّ في أشعة دعك استيقاظي المبكر .. جميعهم يركضون يصرخون ما عداي وغابتي والسلحفاة المريضة ..
ولم تعد طيور الحجل تشرب من ماء النهر لأن مياهه غدت ذات لون قاتم وطعم قاتل وشكل مقرف .. حتى ورودك الحمراء باتت تذبل فور ملامستها مهجتى الحرّى ..
غابتي ثكلى وحزينة ومحمومة يا سمائي ..
ومساءاتي النحاسية ماعادت تسمع غناء أوبار الصنوبر ونشيد لبلابها الرتيب ..
كــــــــريمـ سمعون \22\نيسان2011












التوقيع

أنا شاعرٌ ..
أمارس الشعر سلوكا
وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات
لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون

  رد مع اقتباس
قديم 11-10-2012, 06:45 PM   رقم المشاركة : 7
شاعر
 
الصورة الرمزية عبد الكريم سمعون





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبد الكريم سمعون غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: رسالتي إلى السماء\\\ كريم سمعون

قريبا مع رسائل الجنون .. إلى عمر مصلح وسولاف هلال ...ترقبوا













التوقيع

أنا شاعرٌ ..
أمارس الشعر سلوكا
وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات
لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون

  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رسالتي لكم ::فالنتقن فن الحوار سفانة بنت ابن الشاطئ الرسائل الأدبية 13 01-16-2012 07:06 AM


الساعة الآن 08:35 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::