.... الحروف هي ذاتها ... لم يستطيع أحد ما أن يضيف عليها حرفا واحدا أو أن ينقصها ... العدد ذاته بقيت صامدة ضد أي أنحرافات لحنية أو عصرية تريد أن تسلخ منها وجودها وخلودها .. سواء كانت بنوايا طيبة أو غير ذلك .. هي نفسها كونت على مر مراحل التاريخ والأزمان سجلات ومدونات وكتبا لاتعد ولاتحصى ... شملت العلوم والمعارف والآداب والفنون وماأشتق منها ... وهانحن هنا في نبع العواطف نستخدم ذات الحروف في كتابة مايحلو لنا من قصائد أو خواطر وطرائف وماتتطلبه أدبيات النبع منا ... وكل شئ مختلف عن ألآخر ... لاتجمعها سوى رابطة اللغة الواحدة هي لغة الضاد والحروف المتداولة المعروفة لاغير.... الحرف هنا مادة ... وللكتابة أهدافها ودوافعها تتباين نسبيا من كاتب وآخر تلتقي ربما في الغايات أو العناوين أو الأنتقائية لكنها تختلف دخولاً وخروجاً وتناولا ...حتى التخاطر والتقاطعات تكاد تكون نسبية محدودة وليس مطلقة ...الحرف ذاته لديك ولَدَيَّ ولدى آخرينا سوانا.. قد تلتقي الرؤى وقد تختلف عند التناول أو الطرح .. المهم هي بوتقة تفاعل مستمرة مادتها الحروف والحروف عينها ... غاية هنا تدافع عن حق خاص وغاية هناك تدافع عن حق عام .. وهناك غايات أخرى فيها من يعطي فكرا معينا أويلقي الضوء على حالة أجتماعية أو إقتصادية وغيرها معروف وبائن ... قد تلتقي الرؤى في نفس الدوافع وقد تكون متوازية على نفس المسار ولربما تكون الأسباب تصورات أو إستقراءات أو أن تكون عكس واقعة ما أو أنها تتناول الأمور تناولا مباشرا وغير مباشر ...
والوسيلة معروفة وهي أمامنا جميعا وإن أختلفت في المنشأ والماركات أو الموديلات ..ويبقى الصانع هو أنت وهو وهي وأنا ...... ولكل منا ميوله وأهدافه وفلسفته في الحياة ولكل إنسان بيئته في النشأة والتربية والتعليم وهكذا...أجل المادة ذاتها والوسائل ذاتها .. تكاد تكون متشابهة لدينا وفقط مايختلف هو الغاية وآليات ان تكون للحروف عبارات وصياغات للطرح شعرا أو خاطرة أو مقالا أو أي شيئ آخر معروف...أن يكون لدينا نفس المادة من أعواد الكبريت ونفس الوسيلة ولكن تتباين غاية الاستخدام فمنا من يشعل سيكارا له وآخر من يشعل موقد نار يقيه برد الشتاء ..فهل طرق التعابير شعرا أو رسالة هي صناعة ؟ هل نصنع من مادة الحروف كتبا وسجلات ؟ أم لكم آنساتي سيداتي سادتي رؤى أخرى ؟
وهل لي بها هنا ؟
أنتظركم وماتكتبون وتصححون وتنصحون .. فما أنا الا تلميذ بين أساتذة كرام .