الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض
مصطفى معروفي
ـــــــــــــ
الزحاف في العروض لا يخلو إما من أن يكون مفردا أو من أن يكون مركبا(مزدوجا)،وفي هذا المقال سنتعرف على هذا الأخير من حيث ما هو وما هي أنواعه.
لقد سبق لنا أن عرفنا بأن الزحاف يحدث في حشو البيت غالبا،وهو يختص بالأسباب فقط،ولأنه سبق وأن تحدثنا عن الزحاف المفرد،فالزحاف المركب الآن هو كل ما يهمنا:ونقول:
الزحاف المركب(المزدوج):
هو اجتماع زحافين في تفعيلة واحدة.
وقد اتفق العروضيون على أن هذا الزحاف هو أربعة أنواع،واصطلحوا على كل نوع من أنواعه باسم خاص.وسنبسط للقارئ كل نوع منها كما يلي:
1 ـ الخبل: وهو اجتماع الخبن مع الطي في تفعيلة واحدة،ويكون بحذف الحرف الثاني والحرف الرابع الساكنين في التفعلية.
ويدخل التفعيلتين الآتيتين:
مستفعلن ـ مفعولاتُ
فتؤولان بعد ما يقع فيهما من تغيير إلى:
متَعلن ـ معلات ، وهذه التفعيلة تحول إلى فعلاتُ
2 ـ الخزل:وهو اجتماع الإضمار مع الطي في تفعيلة واحدة،ويكون بإسكان الحرف الثاني المتحرك وحذف الحرف الرابع الساكن في التفعيلة.
ويدخل التفعيلة الآتية:
متَفاعلن
فتؤول بعد ما يقع فيها من تغيير إلى:
متْفعلن
3 ـ الشكل:وهو اجتماع الخبن مع الكف في تفعيلة واحدة،ويكون بحذف الحرفين الساكنين الثاني والسابع في التفعيلة.
ويدخل التفعيلتين الآتيتين:
فاعلاتن ـ مستفع لن
فتؤولان بعد ما يقع فيهما من تغيير إلى:
فعِلاتُ ـ متفع لُ
4 ـ النقص:وهو اجتماع العصب مع الكف في تفعيلة واحدة،ويكون بإسكان الحرف الخامس المتحرك وحذف الحرف السابع الساكن في التفعيلة.
ويدخل على التفعيلة الآتية:
مفاعلتُن
فتؤول بعد ما يقع فيها من تغيير إلى:
مفاعلْتُ ، وهذه التفعيلة تحوَّلُ إلى مفاعيلُ
ملاحظة لا بد منها:
أنواع الزحاف المركب تتفاوت في ما بينها من حيث الاستعمال،لكنها أقل في هذا الاستعمال من أخواتها في الزحاف المفرد،والسبب يرجع إلى كون حذف حرفين من التفعيلة يتسبب في إضعاف الموسيقى في البيت،والشاعر الحقيقي المتمكن نظرا لذوقه الموسيقي العالي ،ونظرا لأنه يدرك قيمة الدور الذي تلعبه الموسيقى في الشعر فإنه لا يميل إلى الإكثار من هذا النوع من الزحاف في قصيدته،بل يتلافاه ما أمكنه ذلك .
ثم إن زحاف النقص يكون في بحر الوافر سواء كان هذا البحر تاما أو مجزوءا،لكن وروده في المجزوء منه هو الغالب.
وأما زحافا الخزل والشكل فهما نادرا ما يردان في الشعر الرصين .
اللهم بارك لنا في ما نعلم وعلمنا ما لا نعلم.
إنك نعم المولى.