لَنْ أنْسـآكـَ أبداً
صفق السنونو بجناحيـ ـه وحـام حول رأسـ ـي
محاولاً انتشـ ـالي من بين جزعـ ـي ويـ ـأسـي
لِيذكّرني كيفَ كنتـ قبلهـ ومعهـ وكيف أصبحت اليوم نفسي
كنـ ـت قبلهـ اسـ ـاوي يومـ ـي بِأمـ ـسي
وكنتـ لا أهتم كثيراً متى يطلع النهـ ـار ومتى يمسي
كنتـ قبلهـ فاقدة بصري وحِسّـ ـي
حتـى خـ ـانني الزمـ ـان وجعلـ ـني مطأطئة الرأس
انفرجت أساريرُ الارضِ والسمـ ـاء
نثرتُ فرحتـ ـي فـ ـي جميعِ الارجاء
وانني اقسـ ـم بربِّ الكونـ
انهـ جعـ ـل لحياتي الطعم واللونـ
في استعداد دائمـ لمد يد العونـ
كنتـ اشتـ ـاق له وهو بينـ أحضـ ـاني
واردد على مسامعهـ ما اود تحقيقه من اماني
فنتضاحكـ كطفليـ ـن صغيريـ ـن
ليغمرني بحنانهـ .. واغمره بحنانـ ـي
حتـ ـى اذا مـ ـا جـ ـاء الفراق..
بروحٍ مستميتةٍ وفؤاد موجوع
وسأنحتك في قلبـ ـي بالآهةِ والدمـوع..
ولانك لا زلـ ـت في نظري الحنون الحسّاس
وقدّمتـَ لي جرعة مـ ـاءٍ في الكـ ـاس
تخمد نيرانـ سهامـ ـي.. ونيرانـ ـي
ومـ ـا روانـ ـي الماء ولكن مثولكـ أمامي
فرغم انكـ بعيد، لا زلت اعز ألنـاس
ومن بعدكـ الهـ ـم أضنانـ ـي
فلتسمعهـ ـا منـ ـي كلمة أخيرة
اجعلهـ ـا في قلبـ ـكَ محفورة
من بعدكـ أصبحتـ صرخةً مقهورة
حتى اذا مـ ـا تجاوزت الحنجرة
تحـ ـوّلتُ الى أشـ ـلاءٍ منثورة
تغطّـي كلًّ ركـنٍ في المعمورة
فـ ـي الصـ ـورة..
وُدّي و