عرافة القلوب ..
أقف على أعتابها ،، أبحث في دوران الوقت عن سجل الأمس كم مضى من عمرها الزمني في أفق ممدود
فوق أرصفة الشموس ،،تدرك هذا عندما أغيب لبرهة ،،تقف عند بوابة السؤال ،، تلتهم الكلام كأنها تفضي ما في جعبتها على مسامع الريح ،،أحسست بأن الوقت يداهمني لتطول صدفة اللقاء ،،، وكان النور أشبه بمائدة خاوية ،، إلا من رغيف الصبر تسمح من على جبينه عطش الأيادي لفاكهة أسمها الظنون،،، ويجيء يومها حافياً كالعادة حينما تمشي النجوم إلى مخدع الوحدة الأثير ،،تنادم الدموع ،كآخر جليس تغرقه في صمت الزوايا المتشحة بخطوط أطفال الوجع حينما تهجر ذاكرتها الحكايات الطويلة ،، لغد تسمية الجنون ، قالت هذا : ثم انزوت مثل حمامة داهمها ظلام شبكة صياد أعمى ،
وقفتُ هنا ، أطيل التأمل في وحشتي ، يبرز إليَّ ما ظهر من خجل الجدران وهي تحوك مساندها لتلم اندثار تحامق الصور المائلة بلا عفاف ،كأنها تبكي زمنها ، الذي صلب الوقت عند أول فجر يجر الضياء بلا حياء لتشرب دموعها ، صلاة ناسك غرف من الذنوب بحر من عـُجب ،
قرأت ،،كفي استنطقت صمت الخطوط ،فتوارى السحاب ، خلف منازل الفراشات كأنه جرعة أخيرة لإفطار أفواه تدرك أنها بلا لسان ،تيمم قبل أن تنام ، ولا تحلم ، بما لم يأتي من قريب ، كأنها تدرك نزعي ، بأنني نسيت جلدي معلقاً فوق جنح نورس يجوب تسعاً من البحار ،
هل نسيت .؟ بأن الدروب ضالعة بالخطيئة ، والخطى تشرب الرمال ، فمالك تبحث في صمتي .! عن شيء اسمه المحال ،، ظلت تقول : كلما مشيتُ عني وتركتُ سطوح قامتي لأسقط في عينك ،، دمعة ،مؤجلة البكاء حتى شعيرة صلاة الخوف .
أدركت ذلك وبحياء الورد ، همست :، كم من الأمنيات غادرت مرافئ الوحشة ، لتجيئني محض حلم لم يرتقي لكهنوت الذاكرة ،
ثم أردفت ، وهذا صليلها يخترق الوجدان ليعبر الضياء حدقات نسج عليها الضيق أعشاش الظلام
ويا ، لتلك الرغبة الفارغة من تراكيب اشتهاء النفوس ،تسبقني ميل من الخطى الضائعة ،ثم شاحت بوجه التيه نحو أفنية الصحاري وهي تقلب ، أطراف أناملها على صفيح الرمل الذي تجلس عليه لتخط قناعات تعتقد أنها لا تنفى ،
صبراً على ما فات من زمن ٍ فأن الرؤيا سلاح بصيرة الموقنين .
ظلت تكرر باستمرار وتيمم شفاه عطشى بحديث الأمس ، ربما صرخت في داخلها لكن الندى المحترق بلهفة الورد
شرب أخر الخطى نحو شطأنها وترك الرمال تجوع للريح ، عليَّ أن أمضي دون ذاكرة لهجير الوقت القادم.