آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الزمان > اختيارات أدبية > من قصص الشعراء،المحاكمات الأدبية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 11-06-2010, 02:15 PM   رقم المشاركة : 1
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية سمير عودة






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سمير عودة غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 مجبولة بالحزن
0 الليل دونك
0 نار الوحدة

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي المحكمة الأدبية رقم ( 22) لبدر شاكر السياب

بدر شاكر السياب
1926-1964

أنا شاعر عراقي ولدت بقرية جيكور جنوب شرق البصرة. درست الابتدائية في مدرسة باب سليمان في أبي الخصيب ثم انتقلت إلى مدرسة المحمودية وتخرجت منها في 1 أكتوبر 1938م. ثم أكملت الثانوية في البصرة ما بين عامي 1938 و1943م. ثم انتقلت إلى بغداد فدخلت جامعتها دار المعلمين العالية من عام 1943 إلى 1948م، والتحقت بفرع اللغة العربية، ثم الإنجليزية. ومن خلال تلك الدراسة أتيحت لي الفرصة للإطلاع على الأدب الإنجليزي بكل تفرعاته.
سيرته الأدبية
إتسم شعري في الفترة الأولى بالرومانسية وبدا تأثري بجيل علي محمود طه من خلال تشكيل القصيد العمودي وتنويع القافية ومنذ 1947 انسقت وراء السياسة وبدا ذلك واضحا في ديواني أعاصير الذي حافظت فيه على الشكل العمودي وبدأت فيه اهتمامي بقضايا الإنسانية وقد تواصل هذا النفس مع مزجه بثقافتي الإنجليزية متأثراً بإليوت في أزهار وأساطير وظهرت محاولاتي الأولى في الشعر الحر وقد ذهبت فئة من النقاد إلى أن قصيدتي "هل كان حبا" هي أول نص في الشكل الجديد للشعر العربي وما زال الجدل قائما حتى الآن بخصوص الريادة بيني وبين نازك الملائكة، ومن ثم بيننا وبين شاذل طاقه والبياتي.وفي أول الخمسينات من القرن العشرين كرست كل شعري لهذا النمط الجديد واتخذت المطولات الشعرية وسيلة للكتابة فكانت "الأسلحة والأطفال" و"المومس العمياء" و"حفار القبور" وفيها تلتقي القضايا الاجتماعية بالشعر الذاتي.
مع بداية الستينات نشرت ديواني "أنشودة المطر" الذي انتزعت به الاعتراف نهائيا للشعر الحر من القراء وصار هو الشكل الأكثر ملائمة لشعراء الأجيال الصاعدة وأخذت موقع الريادة بفضل تدفقي الشعري وتمكني من جميع الأغراض وكذلك للنفس الأسطوري الذي أدخلته على الشعر العربي بإيقاظ أساطير بابل واليونان القديمة كما صنعت رموزاً خاصة بشعري مثل المطر، تموز، عشتار، جيكور قريتي التي خلدتها. وتخللت سنوات الشهرة صراعاتي مع المرض ، ولكن لم تنقص مردوديتي الشعرية وبدأت ملامح جديدة تظهر في شعري وتغيرت رموزي من تموز والمطر في "أنشودة المطر" إلى السراب والمراثي في مجموعتي "المعبد الغريق" ولاحقاً توغلي في ذكرياتي الخاصة وصار شعري ملتصقاً بسيرتي الذاتية في "منزل الأقنان" و"شناشيل ابنة الجلبي".
سافرت في هذه الفترة الأخيرة من حياتي كثيراً للتداوي وكذلك لحضور بعض المؤتمرات الأدبية وكتبت في رحلاتي هذه بوفرة ربما لاحساسي الدفين باقتراب النهاية.
توفيت عام 1964م بالمستشفى الأميري في الكويت، عن 38 عام ونقل جثماني إلى البصرة ودفن في مقبرة الحسن البصري في الزبير.
حياتي
عشت طفولة سعيدة غير أنها قصيرة سرعان ما تحطمت ، إذ توفيت أمي عام 1932 أثناء المخاض لتـترك أبناءها الثـلاثة وهي في الثالثة والعشرين من عمرها. وبدأت أتساءل عن أمي التي غابت فجأة، وكان الجواب الوحيد: ستعود بعد غد فيما يتهامس المحيطون بي: أنها ترقد في قبرها عند سفح التل عند أطراف القرية وغابت تلك المرأة التي تعلق بها ابنها الصغير، وكنت كلما حننت إليها، قمت بزيارة عمتي عند نهر بويب حيث تملك بستاناً صغيراً جميلاً على ضفة النهر، فكان عالمي الصغير تلك الملاعب التي تمتد بين بساتين جيكور ومياه بويب وبينها ما غزل خيوط عمري ونسيج حياتي وذكرياتي، وما كان أمامي سوى اللجوء إلى جدتي لأبي (أمينة) وفترة علاقتي الوثيقة بأبي بعد أن تزوج هذا من امرأة أخرى سرعان ما رحل بها إلى دار جديدة بعيداً عني وأخـويّ، ومع أن هذه الدار في بقيع أيضاً، غير أنني وأخواي انضممنا إلى دار جدي في جيكور القرية الأم، ويكبر ذلك الشعور في نفسي بأنني محروم مطرود من دنيا الحنو الأمومي لأفر من بقيع وقسوتها إلى طرفه تدسها جدتي في جيبي أو قبلة تطبعها على خدي تنسيني ما ألقاه من عنت وعناء، غير أن العائلة تورطت في مـشكلات كبيرة ورزحت تحت عبء الديون، فبيعت الأرض تدريجياً وطارت الأملاك ولم يبق منها إلا القليل يذكر بالعز القديم الذي تشير إليه الآن أطلال بيت العـائلة الشاهق المتحللة وأذهب إلى المدرسة، كان عليّ أن أسير ماشياً إلى قرية باب سليمان غرب جيكور لأنتقل بعدها إلى المدرسة المحمودية الابتدائية للبنين في أبي الخصيب التي شيدها محمود جلبي العبد الواحد أحد أعيان أبي الخصيب، وكان بالقرب من المدرسة البيت الفخم الذي تزينه الشرفات الخشبية المزججة بالزجاج الملون الشناشيل والتي ستكون فيما بعد إسماً لمجموعة شعرية متميزة هي شناشيل ابنة الجلبي- الجلبي لقب للأعيان الأثرياء- وفى هذه المدرسة تعلمت أن أردد مع أترابي أهزوجة يرددها أبناء الجنوب عند هطول المطر، ضمنتها لاحقا في إحدى قصائدي :
يا مطراً يا حلبي عبر بنات الجلبي
يا مطراً يا شاشا عبر بنات الباشا
وفى هذه المرحلة المبكرة بدأت أنظم الشعر باللهجة العراقية الدارجة في وصف الطبيعة أو في السخرية من زملائي، فجذبت بذلك انتباه معلميّ الذين شجعوني على النظم باللغة الفصيحة، وكانت العطلة الصيفية التي يقضيها في جيكور مجلبة لسروري وسعادتي إذ كان بيت العبيد الذي غدا الآن مهجوراً، المكان المحبب للعب برغم ما كان يردده الصبية وخيالهم الفسيح عن الأشباح التي تقطنه وكانت محبة جدتي أمينة تمنحني العزاء والطمأنينة والعطف غير أنني سرعان ما فقدتها إذ توفيت في أيلول 1942 لأكتب في رثائها قصيدة:
جدتي من أبث بعدك شكواي؟
طواني الأسى وقل معيني
أنت يا من فتحت قلبك بالأمس لحبي
أوصدت قبرك دوني
فقليل عليّ أن أذرف الدمع
ويقضي عليّ طول أنيني

وتفاقم الأمر إذ باع جدي ما تبقى من أملاكه مرغماً، إذ وقع صغار الملاك ضحية للمالكين الكبار وأصحاب مكابس التمر والتجار والمرابين وكنت أشعر بالظلم واستغلال القوي للضعيف وكانت طبيعتي الرومانسية تصور لي مجتمعاً مثالياً يعيش فيه الناس متساوين يتعاون بعضهم مع بعض بسلام . هذه النظرة المثالية عمقها شعوري بأن أسرتي كانت عرضة للظلم والاستغلال فضلاً عما لحق بي إذ فقدت أمي وخسرت أبي وأضعت جدتي وسُلبت حبيبتي مني. وكنت قد بدأت أدرك أنني لم أكن وسيماً هذا كله احتشد في أعماق روحي ليندلع فيما بعد مثل حمم بركان هائج تدفق شعراً ملتهباً.
في مدينة بغداد صيف 1943 أنهيت دراستي الثانوية، وقـبلت في دار المعلمين العالية ببغداد (كلية التربية) وكنت في السابعة عشرة من عمري لأقضي فيها أربعة أعوام. وعثر (محمود العبطة) على درجاتي في السنة الثالثة من الدار المذكورة في مكتبة أبي الخصيب وبحيازة مأمورها الأستاذ عبد اللطيف الزبيدي، وهي من جملة الوثائق التي أودعتها زوجتي .ففي المكتبة عندما زار وفد من مؤتمر الأدباء العرب السادس ومؤتمر الشعر العربي، أبي الخصيب وقريتي جيكور وهي وريقة بحجم الكف مطبوعة على الآلة الكاتبة تشمل المعلومات التالية
نتائج الطلبة 1946 - 1947
اسم الطالب : بدر شاكر السياب
الصف والفرع : الثالث – اللغة الإنكليزية
اللغة العربية 97 / اللغة الإنكليزية 91/ اللغة الفرنسية 90/ الأدب الإنكليزي 76 /التاريخ الإنكليزي 72/ علم النفس 89/ التعليم الثانوي 84/ الترجمة 88/ المعدل 86
النتيجة : ناجح الثاني في صفه
عميد دار المعلمين
وقد كتبت خلال تلك الفترة قصائد مترعة بالحنين إلى القرية والى الراعية هالة التي أحببتها بعد زواج وفـيقة وأكتب قصائدي العمودية أغنية السلوان وتحية القرية.. الخ
واكتسبت في بغداد ومقاهيها صداقة بعض من أدبائها وينشر لي ناجي العبيدي قصيدة في جريدته الاتحاد هي أول قصيدة أنشرها في حياتي.وتكونت في دار المعلمين العالية في السنة الدراسية 1944-1945 جماعة أسمت نفسها (إخوان) عبقر كانت تقيم المواسم والحفلات الشعرية حيث ظهرت مواهب الشعراء الشبان، ومن الطبيعي تطرق أولئك إلى أغراض الشعر بحرية وانطلاق، بعد أن وجدوا تشجيعاً من عميد الدار الدكتور متى عقراوي، أول عميد رئيس لجامعة بغداد ومن الأساتذة العراقيين والمصريين أيضاً .
وكنت من أعضاء الجماعة، كما كانت الشاعرة نازك الملائكة من أعضائها أيضا، بالإضافة إلى شاعرين يعتبران المؤسسين للجماعة هما الأستاذان كمال الجبوري والدكتور المطلبي، ولم يكن من أعضائها شعراء آخرون منهم الأستاذ حازم سعيد من مواليد 1924 وأحمد الفخري وعاتكة وهبي الخزرجي وقد تعرفت على مقاهي بغداد الأدبية ومجالسها مثل مقهى الزهاوي ومقهى البلدية ومقهى البرازيلية وغيرها أرتادها مع مجموعة من الشعراء الذين غدوا فيما بعد (رواد حركة الشعر الحر) مثل بلند الحيدري وعبد الرزاق عبد الواحد ورشيد ياسين وسليمان العيسى وعبد الوهاب البياتي وغيرهم والتقيت امرأة أحببتها وهي لا تبادلني هذا الشعور فأكتب لها:

أبي.. منه جردتني النساء وأمي.. طواها الردى المعجل
ومالي من الدهر إلا رضاك فرحماك فالدهر لا يعدل
وأكتب لها بعد عشرين عاماً- وكانت تكبرني عمراً- فأقول:
وتلك.. لأنها في العمر أكبر أم لأن الحسن أغراها
بأني غير كفء خلفتني
كلما شرب الندى ورق
وفتح برعم مثلتها وشممت رياها؟
وتزداد شهرتي ، وكانت الفتيات يستعرن الدفتر الذي يضم أشعاري ليقرأنه، فكنت أتمنى أن أكون أنا الديوان:

ديوان شعر ملؤه غزل بين العذارى بات ينتقلُ
أنفاسي الحرى تهيم على= صفحاته والحب والأملُ
وستلتقي أنفاسهن بها =وترف في جنباته القبل
وتعرفت على شعر وودزورث، وكيتس ، وشيلي بعد أن انتقلت إلى قسم اللغة الإنجليزية وأعجبت بشعر إليوت وأديث سيتويل ومن ثم قرأت ترجمة لديوان بودلير أزهار الشر فتستهويني.
وتعرفت على فتاة أضحت فيما بعد شاعرة معروفة غير أن عائق الدين منعنا من اللقاء فأصبت بإحباط آخـر، ووجدت سلوتي في الانتماء السياسي الذي كانت عاقبته الفـصل لعـام دراسي كامل من كليتي ومن ثم سجني عام 1946 لفترة وجيزة أطلق سراحي بعدها لأسجن مرة أخرى عام 1948.
بعد أن صدرت مجموعتي الأولى (أزهار ذابلة) بمقدمة كتبها روفائيل بطي أحد رواد قصيدة النثر في العراق عن إحدى دور النشر المصرية عام 1947 تضمنت قصيدة (هل كان حباً) حاولت فيها أن أقوم بتجربة جديدة في الوزن والقافية تجمع بين بحر من البحور ومجزوءاته أي أن التفاعيل ذات النوع الواحد يختلف عددها من بيت إلى آخر وقد كتب روفائيل بطي مقدمة للديوان قال فيها:
( نجد الشاعر الطليق يحاول جديداً في إحدى قصائده فيأتي بالوزن المختلف وينوع في القافية، محاكياً الشعر الإفرنجي، فعسى أن يمعن في جرأته في هذا المسلك المجدد لعله يوفق إلى أثر في شعر اليوم، فالشكوى صارخة على أن الشعر العربي قد احتفظ بجموده في الطريقة مدة أطول مما كان ينتظر من النهضة الحديثة . إن هذه الباكورة التي قدمها لنا صاحب الديوان تحدثنا عن موهبة فيه، وان كانت روعتها مخبوءة في أثر هذه البراعم - بحيث تضيق أبياته عن روحه المهتاجة وستكشف الأيام عن قوتها، ولا أريد أن أرسم منهجاً مستقبلاً لهذه القريحة الأصيلة تتفجر وتفيض من غير أن تخضع للحدود والقيود).
وتخرجت ، وعينت مدرساً للغة الإنجليزية في مدرسة ثانوية في مدينة الرمادي التي تبعد عن بغداد تسعين كيلومتراً غرباً، وتقع على نهر الفرات. وبقيتُ أرسل منها قصائدي إلى الصحف البغدادية تباعاً، وفى يناير 1949 ألقي علي القـبض في جيكور أثناء عطلة نصف السنة ونقلت إلى سجن بغداد واستغني عن خدماتي في وزارة المعارف رسميا قي25 يناير 1949 وافرج عني بكفالة بعد بضعة أسابيع ومنعت إدارياً من التدريس لمدة عشر سنوات، فعدت إلى قريتي أرجو شيئاً من الراحة بعد المعاملة القاسية التي لقيتها في السجن ثم توجهت إلى البصرة لأعمل (ذواقة) للتمر في شركة التمور العراقية، ثم كاتباً في شركة نفط البصرة، وفى هذه الأيام ذقت مرارة الفقر والظلم والشقاء، ولم أنشر شعراً قط، وعدت إلى بغداد أكابد البطالة وأجتر نهاراتي في مقهى حسن عجمي وأتلقى المعونة من أصحابي أكرم الوتري ومحي الدين إسماعيل وخالد الشواف، وعملت بعدها مأموراً في مخزن لإحدى شركات تعبيد الطرق في بغـداد وهكذا تنقلت من عمل يومي إلى آخر، وفى عام 1950 ينشر لي الخاقاني مجموعتي الثانية (أساطير) بتشجيع من أكرم الوتري مما أعاد إلى روحي هناءتها وأملها في الحياة، وقـد تصدرتها مقدمة لي أوضح فيها مفهومي للشعر الجديد الذي بشرت به .وبدأت بكتابة المطولات الشعرية مثل (أجنحة السلام) و(اللعنات) و(حفـار القـبور) و(المومس العمياء) وغيرها. ويضطرب الوضع السياسي في بغداد عام 1952 وخشيت أن تطالني حملة الاعتقالات فهربت متخفيا إلى إيران ومنها إلى الكويت بجواز سفر إيراني مزور باسم (علي آرتنك) على ظهر سفينة شراعية انطلقت من عبادان في يناير 1953، كتبت عنها فيما بعد قصيدة إسمها (فرار 1953). وهناك وجدت وظيفة مكتبية في شركة كهرباء الكويت حيث عشت حياة اللاجئ الذي يحن بلا انقطاع إلى أهله ووطنه، وهناك كتبت أروع قصائدي (غريب على الخليج) أقول فيها:
مازلت اضرب، مترب القدمين أشعث في الدروبْ
تحت الشموس الأجنبيةْ
مـتخافق الأطمار أبسط بالسؤال يدا نديةْ
صفراء من ذل وحمى ذل شحاذ غريبْ
بين العيون الأجنبيةْ
بين احتقار، وانتهار، وازورار.. أو(خطيةْ)
والموت أهون من (خطيةْ)
من ذلك الإشفاق تعصره العيون الأجنبيةْ
قطرات ماء.. معدنيةْ
دواويني
• أزهار ذابلة 1947م.
• أعاصير 1948
• أزهار وأساطير 1950م.
• فجر السلام 1951
• حفار القبور 1952م. قصيدة مطولة
• المومس العمياء 1954م. قصيدة مطولة
• الأسلحة والأطفال 1955م. قصيدة مطولة
• أسمعه يبكي
• أنشودة المطر 1960.
• المعبد الغريق 1962م.
• منزل الأقنان 1963م.
• شناشيل ابنة الجلبي 1964م.
• سفر أيوب.
• في المشفى.
وقد نُشر ديوان (إقبال) بعد وفاتي عام 1965م، ولي قصيدة( بين الروح والجسد) في ألف بيت تقريبا ضاع معظمها. وقد جمعت دار العودة ديواني عام 1971م، وقدم له المفكر العربي المعروف الأستاذ ناجي علوش. ولي من الكتب مختارات من الشعر العالمي الحديث، ومختارات من الأدب البصري الحديث. ولي مجموعة مقالات سياسية سميتها "كنت شيوعيا".
عينات من شعري
رحل النهار

رحل النهارْ

ها إنه انطفأت ذبالتُهُ على أفق توهّج دون نارْ

و جلست تنتظرين عودة سندباد من السّفارْ

و البحر يصرخ من ورائك بالعواصف و الرعودْ

هو لن يعودْ

أو ما علمت بأنه أسرته آلهة البحارْ؟

في قلعة سوداء في جزر من الدم والمحارْ؟

هو لن يعود

رحل النهار

فلترحلي هو لن يعود

الأفق غابات من السحب الثقيلة و الرعودْ

الموت من أثمارهنّ و بعض أرمدة النهارْ

الموت من أمطارهنّ وبعض أرمدة النهارْ

الخوف من ألوانهنّ وبعض أرمدة النهارْ

رحل النهارْ

رحل النهارْ

و كأنّ معصمك اليسارْ

و كأنّ ساعدك اليسار وراء ساعته فَنارْ

في شاطيء للموت يحلم بالسفين على انتظارْ

رحل النهارْ

هيهات أن يقف الزمان تمر حتى باللحودِ

خطى الزمان و بالحِجارْ

رحل النهار و لن يعودْ

الأفق غابات من السحب الثقيلة و الرعودْ

الموت من أثمارهنّ و بعض أرمدة النهارْ

الموت من أمطارهنّ و بعض أرمدة النهارْ

الخوف من ألوانهنّ و بعض أرمدة النهارْ

رحل النهارْ

رحل النهارْ

خصلات شعرك لم يصنعها سندباد من الدمارْ

شربت أجاج الماء حتى شاب أشقرها وغارْ

ورسائل الحب الكثارْ

مبتلةٌ بالماءِ، منطمسٌ بها ألقُ الوعودْ

و جلست تنتظرين هائمة الخواطر في دوارْ

سيعود ...لا ...
غرق السفين من المحيط إلى القرارْ

سيعود... لا ...
حجزته صارخة العواصف في إسارْ

يا سندباد أما تعودْ ؟

كاد الشباب يزول تنطفيء الزنابق في الخدودْ

فمتى تعودْ ؟

أواهُ مدّ يديك بين القلب عالمه الجديدْ

بهما و يحطم عالم الدم و الأظافر و السعارْ

بيني و لو لهنيهة دنياهُ

آهِ متى تعودْ ؟

أترى ستعرف ما سيعرف كلما انطفأ النهارْ

صمت الأصابع من بروق الغيب في ظلم الوجودْ ؟

دعني لآخذ قبضتيك كماء ثلج في انهمارْ

من حيثما وجّهت طرفي ماء ثلج في انهمارْ

في راحتيّ يسيل في قلبي يصبّ إلى قرارْ

يا طالما بهما حلمت كزهرتين على غديرْ

تتفتحان على متاهة عزلتي

رحل النهارْ

و البحر متسع و خاوٍ لا غناء سوى الهديرْ

وما يبين سوى شراع رنحته العاصفات و ما يطيرْ

إلا فؤادك فوق سطح الماء يخفق في انتظارْ

رحل النهارْ

فلترحلي رحل النهارْ




"غريــــب على الخلــــيج "


الريح تلهث بالهجيرة كالجثام على الأصيل
وعلى القلوع تظل تطوي أو تنشر للرحيل
زحم الخليج بهن مكتدحون جوابو بحار
من كل حاف نصف عاري
وعلى الرمال على الخليج
جلس الغريب يسرع البصر المحير في الخليج
ويهد أعمدة الضياء بما يصعد من نشيج
"أعلى من العباب يهدر رغوه ومن الضجيج
صوت تفجر في قرارة نفسي الثكلى: عراق،
كالمد يصعد كالسحابة كالدموع إلى العيون
الريح تصرخ بي: عراق،
والموج يعول بي: عراق، عراق، ليس سوى عراق!
البحر أوسع ما يكون وأنت أبعد ما تكون
والبحر دونك يا عراق.
بالأمس حين مررت بالمقهى، سمعتك يا عراق...
وكنت دورة أسطوانة
هي دورة الأفلاك من عمري، تكور لي زمانه
في لحظتين من الزمان، وإن تكن فقدت مكانه.
هي وجه أمي في الظلام
وصوتها، يتزلقان مع الروي حتى أنام،
وهي النخيل أخاف منه إذا ادلهم مع الغروب
فاكتظ بالأشباح تخطف كل طفل لا يؤوب
من الدروب،
وهي المفلية العجوز وما توشوش عن "حزام"
وكيف شق القبر عنه أمام "عفراء" الجميله
فاحتازها... إلا جديله.
زهراء، أنت... أتذكرين
تنورنا الوهاج تزحمه أكف المصطلين؟
وحديث عمتى الخفيض عن الملوك الغابرين؟
ووراء باب كالقضاء
قد أوصدته على النساء
أيد تطاع بما تشاء لأنها أيدي رجال -
كان الرجال يعربدون ويسمرون بلا كلال.
أفتذكرين؟ أتذكرين؟
سعداء كنا قانعين
بذلك القصص الحزين لأنه قصص النساء.
حشد من الحيوات والأزمان، كنا عنفوانه،
كنا مداريه اللذين بينهما كيانه.
أفليس ذاك سوى هباء؟
حلم ودورة أسطوانه؟.
إن كان هذا كل ما يبقي فأين هو العزاء؟
أحببت فيك عراق روحي أو حببتك أنت فيه،
يا أنتما مصباح روحي أنتما - وأتى المساء
والليل أطبق فلتشعا في دجاه فلا أتيه.
لو جئت في البلد الغريب إلى ما كمل اللقاء!
الملتقى بك والعراق على يدي... هو اللقاء!
شوق يخض دمي إلهي كأن كل دمي اشتهاء
جوع إلهي كجوع كل دم الغريق إلى الهواء.
شوق الجنين إذا اشرأب من الظلام إلى الولاده!
إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون!
أيخون إنسان بلاده؟
إن خان معنى أن يكون فكيف يمكن أن يكون؟
الشمس أجمل في بلادي من سواها، والظلام
- حتى الظلام - هناك أجمل فهو يحتضن العراق
وحسرتاه متى أنام
فأحس أن على الوسادة
من ليلك الصيفي طلا فيه عطرك يا عراق؟
بين القرى المتهيبات خطاي والمدن الغريبه
غنيت تربتك الحبيبه،
وحملتها فأنا المسيح يجر في المنفى صليبه،
فسمعت وقع خطى الجياع تسير، تدمي من عثار
فتذر في عيني، منك ومن مناسمها غبار.
ما زلت أضرب مترب القدمين أشعت، في الدروب
تحت الشموس الأجنبيه،
متخافق الأطمار أبسط بالسؤال يدا نديه
صفراء من ذل وحمى ذل شحاذ غريب
بين العيون الأجنبيه،
بين احتقار وانتهار وازورار... أو "خطيه"
والموت أهون من "خطيه"،
من ذلك الإشفاق تعصره العيون الأجنبيه
قطرات ماء.... معدنيه!
فلتنطفي، يا أنت، يا قطرات، يا دم، يا ... نقود،
يا ريح، يا إبرا تخيط لي الشراع - متى أعود
إلى العراق. متى أعود؟
يا لمعة الأمواج رنحهن مجداف يرود
بي الخليج، ويا كواكبه الكبيرة ... يا نقود!
ليت السفائن لا تقاضى راكبيها عن سفار
أو ليت أن الأرض كالأفق العريض، بلا بحار!
ما زلت أحسب يا نقود، أعدكن وأستزيد،
ما زلت أنقص، يا نقود، بن من مدد اغترابي،
ما زلت أوقد بالتماعتكن نافذتي وبابي
في الضفة الأخرى هناك فحدثيني يا نقود
متى أعود؟ متى أعود
أتراه يأزفن قبل موتى، ذلك اليوم السعيد؟
سأفيق في ذاك الصباح، وفي السماء من السحاب
كسر، وفي النسمات برد مشبع بعطور آب،
وأزيح بالثوباء بقيا من نعاسي كالحجاب
من الحرير يشف عما لا يبين وما يبين:
عما نسيت وكدت لا أنسى، وشك في يقين.
ويضيء لي - وأنا أمد يدي لألبس من ثيابي -
ما كنت أبحث عنه في عتمات نفسي من جواب
لم يملأ الفرح الخفي شعاب نفسي كالضباب؟
اليوم - واندفق السرور على يفجأني - أعود!
وحسرتاه.. فلن أعود إلى العراق!
وهل يعود
من كان تعوزه النقود؟ وكيف تدخر النقود
وأنت تأكل إذ تجوع؟ وأنت تنفق ما يجود
به الكرام، على الطعام؟
لتبكين على العراق
فما لديك سوى الدموع
وسوى انتظارك دون جدوى للرياح وللقلوع!

المخبر
أنا ما تشاء أنا الحقير
صبّاغ أحذية الغزاة و بائع الدم و الضمير
للظالمين أنا الغراب
يقتات من جثث الفراخ أنا الدمار أنا الخراب
شفة البغيّ أعفّ من قلبي و أجنحة الذباب
أنقى و أدفأ من يدي كما تشاء أنا الحقير
لكن لي من مقلتي إذا تتبعتا خطاك
و تقرتا قسمات وجهك و ارتعاشك إبرتين
ستنسجان لك الشراك
و حواشي الكفن الملطخ بالدماء و جمرتين
تروعان رؤاك إن لم تحرقاك

و تحول دونهما ودونك بين كفيّ الجريدة
فتندّ آهتك المديدة
و تقول أصبح لا يراني بيد أن دمي يراك
إني أحسّك في الهواء و في عيون القارئين
لم يقرأون لأن تونس تستفيق على النضال
و لأن ثوار الجزائر ينسجون من الرمال
و من العواصف و السيول و من لهاث الجائعين
كفن الطغاة ؟ و ما تزال قذائف المتطوعين
يصفرن في غسق القنال
لم يقرأون و ينظرون إليّ حينا بعد حين
كالشامتين ؟
سيعلمون من الذي هو في ضلال
و لأيّنا صدأ القيود لأينا صدأ القيود
لأيّنا
نهض الحقير
و سأقتفيه فما يفرّ سأقتفيه إلى السعير
أنا ما تشاء أنا اللئيم أنا الغبيّ أنا الحقود
لكنّما أنا ما أريد أنا القويّ أنا القدير
أنا حامل الأغلال في نفسي أقيد من أشاء
بمثلهنّ من الحديد و أستبيح من الخدود
ومن الجباه أعزهن أنا المصير أنا القضاء
الحقد كالتنور في إذا تلهّب بالوقود
الحبر و القرطاس أطفأ في وجوه الأمّهات
تنورهنّ و أوقف الدم عن ثدي المرضعات
في البدء كان يطيف بي شبح يقال له الضمير
أنا منه مثل اللص يسمع وقع أقدام الخفير
شبح تنفّس ثمّ مات
و اللص عاد هو الخفير
في البدء لم أك في الصراع سوى أجير
كالبائعات حليبهنّ كما تؤجّر للبكاء
و لندب موتى غير موتاهنّ في الهند النساء
قد أمعن الباكي على مضض فعاد هو البكاء
الخوف و الدم و الصغّار فأي شيء أرتجيه
فعلى يديّ دم و في أذنيّ وهوهة الدماء
و بمقلتيّ دم و للدم في فمي طعم كريه
أثقل ضميرك بالآثام فلا يحاسبك الضمير
و انس الجريمة بالجريمة و الضحية بالضحايا
لا تمسح الدم عن يديك فلا تراه و تستطير
لفرط رعبك أو لفرط أساك و احتضن الخطايا
بأشدّ ما وسع احتضان تنج من وخز الخطايا
قوتي و قوت بني لحم آدمي أو عظام
فليحقدن علي كالحمم الأنام
كي لا يكونوا إخوة لي آنذاك و لا أكون
و ريث قابيل اللعين سيسألون
عن القتيل فلا أقول
أأنا الموكل و يلكم بأخي فإن المخبرين
بالآخرين موكّلون
سحقا لهذا الكون أجمع و ليحلّ به الدمار
مالي و ما للناس لست أبا لكل الجائعين
و أريد أن أروى و أشيع من طوى كالآخرين
فلينزلوا بي ما استطاعوا من سباب و احتقار
لي حفنة القمح التي بيدي و دانية السنين
خمس و أكثر أو أقل هي الربيع من الحياة

فليحلموا هم بالغد الموهوم يبعث في الفلاة
روح النماء و بالبيادر و انتصار الكادحين
فليحملوا إن كانت الأحلام تشبع من يجوع
إني سأحيا رجاء و لا اشتياق و لا نزوع
لا شيء غير الرعب و القلق الممض على المصير
ساء المصير
ربّاه إن الموت أهون من ترقّبه المرير
ساء المصير
لم كنت أحقر ما يكون عليه إنسان حقير












التوقيع

نحنُ يا سيدتي
ندّانِ...
لا ينفصلان

https://msameer63hotmailcom.blogspot.com/
آخر تعديل شاكر السلمان يوم 07-15-2011 في 01:34 PM.
  رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المحكمة الأدبية رقم ( 7 ) للفرزدق سمير عودة من قصص الشعراء،المحاكمات الأدبية 7 08-18-2011 05:29 PM
المحكمة الأدبية رقم ( 10) لـ الخنساء سمير عودة من قصص الشعراء،المحاكمات الأدبية 13 09-01-2010 10:07 PM
المحكمة الأدبية رقم ( 8 ) لجرير سمير عودة من قصص الشعراء،المحاكمات الأدبية 2 08-27-2010 01:10 AM
المحكمة الأدبية رقم ( 6 ) لـ عمر بن أبي ربيعة سمير عودة من قصص الشعراء،المحاكمات الأدبية 2 08-21-2010 10:57 PM


الساعة الآن 07:14 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::