إلى وجعي الذي
أمسى وحيداً
إلى كتبي واسئلتي
و زنبقتي إلى شفتي
و مقصلتي إلى لغتي
إلى زيتونةٍ حبلى
إلى وطني...
فمعذرةً ..لكم حقاً
فقد أفرط ُّ في فرحي
فمعذرةً ...
أنا رجلٌ خُرافيٌ ..
يفتش عن بقاياهُ
التي عادت لموطنها
لتقرأ بعض صفحات ٍ
من التاريخ...
لتعصرما تبقى من رحيق
الأغنيات ...
فمعذرةً ... لكم حقاً
فصوتي لم يعد عسلاً
و لا قمحاً ..و لا ملحاً
و قيدي لم يعُد حراً
أبادله ُ متى أهوى
حديث الحب و السلوى
و قنديلي غدا يخشى
ظلام الليل و الشكوى
فمعذرةً ...لكم حقاً
فكل دقيقة ٍ تحكي
لثانيةٍ متى النجوى
و كل قتيلة ٍ تروي لجثتها
بأن الورد قد يبلى
بلا جدوى ..
و أنَّ الذئبَ قد يبكي
على حمَل ٍ و قد يهوى
فمعذرة ً ... لكم حقاً
أنا رجلٌ خرافي ٌ
يشاهدُ بضع أطفال ٍ
بلا مأوى
يعيش الجوع في دمهم
كما الحلوى ..
فتأخذهم عصافيرٌ من
الأفيون احياءً إلى الموتى
و تُهديهم أكاليلاً مبعثرة ً
من العدوى ..
فمعذرةً ... لكم حقا ً
أنا رجلٌ من القصدير
يقتلُ كل َمن يهوى
و يركض خلف ممحاةٍ
تهدده بأن يفنى
إذا ما عاد من سفر ٍ
بدون جديلة ٍ حبلى
فمعذرة ً ... لكم حقاً
أنا (... ) بلا جدوى
التوقيع
أحنُّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي .. و لمسة أمي
و تكبر فيّأ الطفولة .. يوماً على صدر يوم
و أعشق عمري .. لأني إذا مت ُ أخجل ُ من
دمع ... أمي ...