عندما يأتي الشتاء
نشهَدُ الأوراق تبكي
في المساء ...
نشهد الحانات ملآى
بالسُكارى و الغناء
ثم يعلو صوتُ غانيةٍ
تردد ما تبقى من عواء
ثم تبكي ثم تضحك بزدراء
يتلعثم الكأس الغريق
عند كفيها .. فيلهج بالدعاء
و الحانة ُ السفلى تكف
عن الغناء ...
عندما يأتي الشتاء
يتراقص الجسد البريء
على كفوف ٍ من هواء
و يعود يبكي ما تبقى دافئاً
في جسمه المركون خلف
نافذةٍ من الإسمنت .. يعدو
مسرعاً فالريح تركض خلفه
و قميصه المنزوع يرسم أضلعاً
صمّاء ... و الجوع يرشف دمعه
المنسي و الوقت يدخل في
ثنايا عضمه المكشوف و الصمت
يصرخ ُ في السماء ...
و على شفاه الشارع المزويِّ
في الركن البعيد قطةٌ بيضاء
قد نامت على سقف الحياء
عندما يأتي الشتاء
يتمايل الحسون طلباً للغناء
ولا غناء يشده للبحث عن ذاك الغناء
يستقيظ الدوري ُ من تكوينه القمري
و يعود يبحث عن فتات الخبز أو ذاك
المقنن في الدماء ..
عندما يأتي الشتاء
يتناقص الفصل اليتيم بلا انكسارٍ
يعود منفعلاً ... فالكل يعرف ما تبقى
من هدوء ٍ أو ضياع ..
و الكل يسبق ُ بعضه ،و الوقت يسأل
نفسه هل من رحيق ٍ أو دواء ... ؟؟
و الكل يبكي ليله المسلوب
و الكل يعلم أن الجرح قد يبدو
شهياً ..للبكاء .. عندما يأتي الشتاء
التوقيع
أحنُّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي .. و لمسة أمي
و تكبر فيّأ الطفولة .. يوماً على صدر يوم
و أعشق عمري .. لأني إذا مت ُ أخجل ُ من
دمع ... أمي ...