تُرهقني فوضى لغتي
رغم ثرثرتها الموجعة أشعر بفقر الدم في أوردتها
وعجزها عن سدّ رمق هذه الورقة المنسيّة
وإطفاء لهيب تلك الغصّة اللعينة على حافة القلب
وزهرة الصفصاف كم من مرةٍ تمدّ لي يدها من بعيد
لرتقٍ يستحقه ثوب أحلامي
والكلمة منذ ذلك الحين تشعر بالدوار
تارةً تتوسد ذراعيّ الأمل الشريد كالرضيعِ تنام
وأخرى تهذي حول الوقت العنيد أينك أيها الاستقرار
تضطرم نار نبضي
والحرف حطب
الحرف رماد
ينفث في وجه المحال بقايا الشرود
ويبحث عنّي في الهوامش وكأنه لا يشعر بغيابي
قيل عنّي جبلٌ لا تهزه الريح
كم تمنيتُ أن يعيدوا ترتيبَ القيلِ والقال
وينصفوا الحكم ولايبخسوا في حق المعاني
فهذا الضعف الـ غير عادي
يمرّ من خلف ضلعي الأيسر ويستقر في رأسي
يشرب من رحيق أيامي ويأكل من جميل لحظاتي ويكبر..
وهذه الفوضى
أتجاهلها ولا تنساني
تعاند بقعة ضوء صاخبة بالأمنيات
تلاحقني...في عمق ظلامٍ دامس تبعثرني
تحمل في جيوبها مايسمى مشتقات الحياة
تملؤني بها وتجرّني بعد أن تعبتُ من جرّها
وورقتي لم تزل بيضاء
يتيمة تتضور جوعا لخربشة وردية
وسنابل خضراء
وهذه الطفلة الصغيرة ذات الجديلتين
تحتضن رجلا ملائكي الملامح يقبّل وجنتيها يوم ميلادها
لاتدري مايدور حولها
وأنا...كلما هممتُ في نسيانها
أراني أبحث في صندوقي الخشبي العتيق عن ملامحها
أخالني أخترق الجدار بيني وبينها
أعتذر إليها لكنها لا تسمعني...
تساقطت أوراق العمر واندحرت
تشتت الوطن والأمكنة تمزّقت
بكتِ القصائد البائسة والقوافي انتحرت
وهذه الصورة لم تزل كما كانت... كأنها تشبهني
وكأنني أشتاقك يا أبــي...
ثمة أمنية تحرسني من السقوط في جب اليأس
وشيءٌ ما في عمق الأبجديات
يمارس أدق تفاصيل البعثرة
أحاول عبثا أن أختزله في همسة واحدة مفيدة
دون نقاطٍ هاربة وفواصل متمردة على قوانين الإعراب ولكن....
كأنني أخاف المكان
أو المكان هناك يخافني
،
،
أمــل الحداد
فرانكفورت
12 نيسان 2011