رغم الجراح .. و دموع القهر على صفحات خدود الثكالى
رغم ما نابك يا أم الحضارات و العواصم .. يا دمشق العلم و العلماء
خيرة أرض الله .. و حصن المسلمين الحصين
مسكن الصحابة الكرام و مهاجرهم
و مهبط المسيح و مصلاه
رغم ما نالك من كلوم
فما زلت القبلة و الرجاء
ما زال عشقك يهوم فوق هامات الأحرار و الحرائر
و ما زال تاريخك الغر يرفل في قلوب أبناءك
رغم أسياف التتار و مكرهم
و حقد الصليبيين و غدرهم
و مدافع فرنسا و أزيز رصاص بنادقها في ساحات مجدك
ما زلت دمشق
دمشق الأبية
دمشق الياسمين و قاسيون
دمشق الأم .. و الحنان .. دمشق الشام و العروبة
...
مبارك عرسك المذبوح يا وطني
و هنيئا لكل قطرة دم سالت على تربك الطهور
هنيئا لك .. من حضارات فراتك حتى قلوع الفينيقيين الغافية على رموش شواطئك
...
اليوم .. السابع عشر من نيسان
يصادف عيد جلاء آخر جندي فرنسي مستعمر عن أرض سوريا
و حين يكتب التاريخ نفسه .. فلا صفحات تغريه كصفحات الشام و نصاعة بياضها
حيث لا هوامش و لا تزوير
فثورة العرب تبدأ من دمشق
من مراجيح الرجال في ساحة المرجة حين نصبتها أيادي الإتحاد و الترقي في استانبول
دمشق ... أو سوريا
آخر قطر عربي تدخله جيوش المحتلين حينها ... و كان الأول و السابق في دحر جموعهم
عيد تحرير و جلاء مبارك يا شام
...
هنأكم الله بأوطانكم
و حرر كل شبر من ترابها .. من فلسطينها و عراقها
و أعادنا أمة واحدة لا تباعدها المسافات و لا تفرقها الحدود