سنعود حتما ياوطني ( من وحي ذكرى النكبة ) تبختَرِي يا رُوحِي العَطْشَى للجَمَالِ السَّاحِر .... بين الحُقُول الحَالِمَة.....ضُمينِي ...إعصرينِي ....بين أشِعَة شَمْسكِ الدَّافِئَة ... واحْملِينِي بحَنَانِ العَاشِقِ إلَى الأفُقِ البَعِيد.... مَع أول نسمَات الرَّبِيع ... تُرَافِقُنِي زغْرَدَة العَصَافِير... وفراشَات أحْلاَمِي الحُبْلَى بمَشَاعرٍ غَريْبَة ... نِسْمَة تُدَاعِبُ شَعْرِي الطَّويْل وأخْرَى تُقَبِّلُ وجْهِيَ الجَمِيل .... وعَلَى غَيمَةٍ بيضَاء إخْتَرتُ أن أطِيْر ... يَسْبَقُنِي شَوقِي الكبِيْر ... لِربيْعِ بِلاَدِي .... غَيمَتِي البَريئَة لأجْلِي تَحَدَتْ كُلّ المَطبَّات ... وقَاومَتْ كلّ المُفَاجَآت ... فتَحَوَّل الحُلم عِنْدِي إلى حَقِيقَة ... بلَهْفَةِ العَاشِقِ المُتَيَّم تَفَحَصْتُ كلّ مكَان ... بثَانيةٍ أو ثَانيَتَيْن لا أعْلَم ... رُبَّمَا الزَّمَن تَوقَف مُنْذ اللَّحظَة الأولَى لِلِّقَاء ... بآلةِ التَّصْوير إلتَقَطتُ أجمَل الصُّور ... لعَرُوسٍ لبِسَت ثَوبًا مِن الحَرير الأخضَر تَطاير فَرحًا كُلَّمَا تقدَّمْتُ خُطوَة... عَينَاهَا من اللَّيلِ اكْتَحَلت ... شَفتَاهَا من حَبَّةِ المُلوك تَلونَت ... وجْنتَاهَا من حَيَائِهَا بالجُورِي تَلَونَت ... صَمت رَهِيب خَيَّم عَلَى المَكَان كَسَره صَوت السُنونو القَادم من بَعِيد ... في مَوطِنِي كُل الفَوَاكه مَعجُونة بمَاءِ الوَرد مُغمَّسَة بالشَّهْدِ ... سَنَابله المُتمَايلة نَضَجَت قَبْل وقْت الحَصَاد ... زيتُونه رمْزًا للشُّمُوخ والسَّلام حَبَّاته تَدلَّت كالثُّريَات... و بِزَيتِه نُقش تَاريْخ بلاَدِي عَلى صَفحَاتِ الزَّمَن ... كلّ بيَّارة تَعْزفُ لَحنًا ... فيُحَطَّمُ الصَّمتُ بأحْلَى الأهَازيْج ... جَداول مَوطِنِي رقْرَاقَة ... بَرَّاقَة ... كُلَّهَا نَقَاء كَأهْله ... تُدَاعِب الحُقول بكل صَفَاء ... تُسَامر كُل الكَائنَات ... تُعَانق الأرْض العَطشَى بِلمَسَاتٍ مِن الحَنَان ... جَداول مَوطِنِي مُقَاوِمَة تأبى الرَّحِيل ... ونَوَارسه الحُرَّة هِي مَشرُوع شَهَادة ... فِي مَوطِنِي كُل شَيئ يمْشِي عَكس العَادَة ... فَحِصَاره أصْبَح عِبَادَة ... وحَوَاجز عَدُوه رَمْزًا للحُرِّية و السَّعَادة .. ورَائِحَة المَوت سَكنَت كُلّ أرجَاءِه بزيَادة ... لكن لذكْرَى النَّكبَة هذا العَام طعْم آخر ولَوْن آخَر رغم المَرَارَة .. فقد عَاد وطَنِي الى حُضنِ إخْوَانِهِ الذين لَبُّوا نِدَاء الإنْتفَاضَة بجَدَارَة .. وعُيُونهم عَلى التَّهويد شَاخصَة ... وقُلوبهم مَعَنا خَافِقَة .. بِهم ومَعهم أصْبَحَت الذِّكرَى مَوشُومَة بدَمِ وصَوت عَرَبي مِن جديد.. ويا شَعْبي الغَالِي مَهمَا عَانيتَ وتُعَاني طريْقنا الوَحيد هو :: مُقاومة .. جهَاد .. شهَادة ... سَنعُود حَتمًا يا وطنِي حَتَى لو عَدَََّت السُنُون (63 ) وتَخلَى الكَون عنَّا .. وسَنبقَى صَامِدُون .. ( سفـانة بنت ابن الشاطئ )