دلالة الواو على الترتيب بين الجواز والمنع .. من "الإحكام في أصول الأحكام" للآمدي
(1)
أما الواو فقد اتفق جماهير أهل الأدب على أنها للجمع المطلق غير مقتضية ترتيبا ولا معية، ونقل عن بعضهم أنها للترتيب مطلقا، ونقل عن الفراء أنها للترتيب حيث يستحيل الجمع كقوله: {يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا} الحج 77). وقيل: إنها ترد بمعنى "أو" كقوله تعالى: {أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع} فاطر 1) قيل: أراد مثنى أو ثلاث أو رباع.
وقد ترد للاستئناف كالواو في قوله تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به} آل عمران 7) تقديره والراسخون يقولون آمنا به. وقد ترد بمعنى "مع" في باب المفعول معه تقول: جاء البرد والطيالسة، وقد ترد بمعنى "إذ" قال الله تعالى: {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا} آل عمران 154) إلى قوله: {وطائفة قد أهمتهم أنفسهم} آل عمران 154) أي إذ طائفة قد أهمتهم أنفسهم.