\
أحاور البذرة
قلت لها: لا أريد أن أكتب
لن يقرأه أحد
ولن يحن ويرد علي أحد
بكت.. تمخضت فانبثقت وردة عطرة
؛
الفراشات الجميلة كالنقاء
تسكن عيون الأطفال
تنام مطمئنة بلا خوف
لأنهم أبرياء
؛
في سخونة الساعات
تتشتت الأفكار
لتصوغ بوحا من شغاف القلب
عبر طريق الأنات
؛
في بحر الظلمات
قنديل أخضر
ينشر الضوء
يغتابني الموج وينقل لك شوقي لأتعذب أكثر
سأطلق سراحك وأعود متجردة منك لأبحث عمن يحميني من طوفان الحزن بصمت
؛
كنخلة في أرض يحاصرها الجفاف
وقلعة تطمس معالمها الرمال
حزن يعتريني
مكبلا أقصى الضفاف
؛
تهيج ريح الوجد كالدفق
في مواسم الهجر
لتنام في عيونها
كرقصة تهتز بالعشق
؛
يتدثر اللؤلؤ في ظلام الصدف
ويعلن البحارة
اندحار الأزمنة
بعيدا عن وصول الهدف
؛
تغادر العصافير مبكرة
فلا زقزقتها تسمع
سوى صوت الريح
تهب فوق الأراضي المُقفرة
؛
عُري المكان
خلف مراثي الألم
وزفير الأفواه
عبر رحلة التيه
يتوارى خلف قضبان السجان
؛
مثل أي حجر قديم
أو شجرة ذابلة
أو بيت مهدود
أنا عندما رحلت
روحٌ غادرت يأكلها الجحيم
؛
قمري جميل وهو بدر
أحدثه ويحدثني
عن بُعد
يكتم سري
يذكرني بك
يهمس لي وينتظر الغد
؛
أزيز الرياح يكسر زجاج السكون
نعيق مكتوم
في لُجة الألم
يقذف بالروح فوق نزيف العيون
لن أخبرها بعد اليوم بشوقي حتى لا يصبح صفيرها أنين روحي وصداها لهفتي
؛
روح أنثى أنهكتها الأحزان
تسير كالمجنونة في فجر راحل
تقرع الأبواب المغلقة
كالريح الثكلى
عندما تقتلع الجدران
؛
تتوالى الصفعات
من كل جانب
تحطم الزجاج
تشق الخدود
تُحجر القلب تُنكس الرايات
؛
لو مُتُّ وأنت بقربي
لقبلتك بكل ما لدي من شوق
وعانقتك أكثر مما تظن
ولا كأي يوم مضى بدربي
؛
عندما يحين موعد الرحيل
سأهبك عطوري ودفاتري وأقلامي
وكل أيامي
أُبقي لي يوم واحد أعيشه معك
بليله الطويل
؛
ضعف الجدران
وفقد المفاتيح
يمكّن اللصوص من اختراق الدفء
ليسرقوا نور العين
وتستعر الأحزان
؛
في سعير الأماكن الخرساء
أكتب وصيتي
لأُعلن لمن يعرفني
في غُربة
أبادت الروح
في الوطن المحتل لا عزاء
\
عواطف عبداللطيف
15\5\2008
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 11-21-2013 في 01:27 AM.