عند مفترق الطريق المؤدية إلى مقبرة الأشواق
وقفتُ وحيدة أناشدك البقاء
هربتَ من دمي في أوج احتراقات الوريد
وأنا ....ماحسبتُ ضعفي المعتوه وصوتي المخنوق
وجهين لـ عربون الوفاء !
في ليلةٍ خرساء
بحثتُ تحت وسادتي عن صدى صرختي
وجدتُ فقاعة انتظار على وشك الانفجار
وصقيعا أعمى يحفرُ ذاكرتي المتخثرة
وصبرا جميلا يمقتني...
أين الصدى..؟
ما كنتُ أؤمن
أن لا جدوى من الركض خلف كسرة ضوءٍ
مخبأة بين كفّي الريح الغظة
وما كنتُ أؤمن أن ضعفي وصمتي
سيلتقيان في حدود الظلّ
ويتعثران معا على سطح اليقين المتبقي في كأس العمر
أنا ياحياتي نسيتُ أنني تجاوزتُ منتصف عقدي الثالث !
للحياة وجوه شتى
وللموت وجه واحد يتربع عرش الخلود
وأنا لا أخاف الموت
ولا تلك النظرات المرمية في قارعة الشفقة والمنتشية بطعم الفناء
أنا ياصبري الجميل أخافُ هذا الصيف الشتائيُ الملامح
يمد يديه الباردتين ويسرق مني صوتي المخلوق لك !
هذا السرير الأبيض لا يعرفني
وهذا الجسد الأحمق المعلق بين تعاريج السقوط
كأنه ينكرني
يمارسُ طقوس النسيان
بين الملح المنثور على وجنتي الروح
والزاد المتدحرج من قمة الصبر إلى قعر الهزيمة
يا أنت...كلّما احتسيتُ سمّ الفطام المرّ
وجدتُني أمرغُ في ترياق صوتك القابع في إحدى زوايا حلمي المبتور !
هل جربتَ في لحظة سوداء
أن تقطف حفنة نور من خد الشمس
وتزرعها في خاصرتي الظمأى
فتعيد لوجهي شأنه
ولذاكرتي مجدها
ولعمري المذبوح موسمه الخامس ؟
يا وطني الأخضر
كيف أنساك وأسافر نحو الله
وخيانة الوطن جريمة لا ولن تُغتفرْ ؟!
،
،
أمـــل الحداد
في يومٍ ما ....