نداء فيه همس .
مصحوب بخيط دقيق ينفذ الى القلب دون استئذان.
وكأنه قادم من السماء لا من مئذنة المسجد المجاور ,
بالرغم من أن كلماته محفوظة , كأنك تسمعه لأول مرة ,
يهز في الانسان سكون الليل ويحرك فيه ساكنا ,ليعطي أذنه كلها لهذا الصوت , وقد عم الهدوء أرجاء الكون .
نشأت صداقة قديمة بيني وبين هذا الصوت ولا زلت أشعر بالإضافة للوفاء بنوع من الحنين لأذان فجر آخر
هل هو الاعلان عن نهاية فترة الظلام وقدوم فجر جديد يحمل في ثناياه خيرا وإضافة ؟
أم هو تنبيه على نهاية لقاء جميل ستره الليل وكاد أن يفضحه النهار ؟
في أذان الفجر صوت بشري مختلط بأنفاس الملائكة ,
فتكاد تشعر بأن عطرا يتسلل إلى أنفك , تبحث عن هذا العطر نهارا عند العطارين فلا تجده , فتنتظر قدوم الفجر في شوق .
يا لروعة الفجر ....
يا لعظمة "الصلاة خير من النوم "
بعد شهود الصلاة تتدفق شلالات النور
ليتمكن الانسان من استنشاق عبير الصباح ,
ويملأ صدره من الضياء
ويتعلم كيف تتضح الأشياء رويدا رويدا