تعتبر هذه المعركة ثأرية من طرف قريش لهزيمتها الفادحة في معركة بدر. وكانت القوات الغازية مكونة من قريش بشكل أساسي ومن بعض الحلفاء من ثقيف وبعض القبائل والأحابيش.
الموقف الإستخباري:
كان هناك تسريب معلومات إستخبارية من الطرفين، حيث وصلت إلى الطرف الآخر،أي ان خطط الجيشين قد انكشفت قبل القتال. وكانت على النحو التالي:
1 – رسالة العباس بن عبد المطلب إلى النبي الكريم عليه السلام، يخبره فيها أن قريش جهزت تحالفاً للهجوم على (دولة المسلمين) .
2 – إنتشار الخبر في المدينة عن طريق زوجة (سعد بن الربيع)، وهو مستشار عسكري للقائد الأعلى للقوات المسلحة المسلمة عليه الصلاة السلام.
3 – معرفة قائد الحملة(أبو سفيان) أن أخبار تحرك القوات قد تسربت إلى الطرف الآخر(دولة المسلمين).
وهذا يدلنا على أن كلا الطرفين كان يتجسس على الآخر.
الموقف العسكري الميداني لقريش:
ا- التخطيط:
* إذا تحصن المسلمون داخل العاصمة(المدينة المنورة) ،ستقوم قوات التحالف بتدمير مزارع النخيل التي تعد المصدر الإستراتيجي للدخل القومي لدولة المسلمين.
* إذا خرج المسلمون للقتال خارج عاصمتهم، فإن الميزان الإستراتيجي والعسكري يميل لصالح قوات التحالف المهاجمة.
ب- التشكيلات:
- إجمالي القوات: 3000 مقاتل
- مشاة محمولة: 2800
- فرسان: 200
ج- منطقة الحشد:
العدوة الدنيا من جهة المدينة(المدينة خلفهم).
الموقف العسكري الميداني للمسلمين:
ا- التخطيط :
لوحظ أنه كان هناك بعض الإرباك في التخطيط للمعركة القادمة، حيث اختلفت آراء هيئة الأركان بين أمرين:
الأول: التحصن داخل العاصمة وخوض حرب شوارع مع القوات الغازية مع التركيز على نشر القناصة-الرماة- على أسطح البنايات.
الثاني: الخروج وملاقاة القوات الغازية خارج العاصمة.
واستقر الرأي أخيراً على الخروج.
ب- التشكيلات:
- العدد الإجمالي للقوات :700 مقاتل من أصل 1000 مقاتل( إنسحب زعيم المعارضة عبد الله بن أبي بن سلول ب 300 مقاتل قبل الوصول إلى منطقة الحشد)
مشاة+ مشاة محمولة: 600 مقاتل
فرسان : 50
قناصة : 50
ج- منطقة الحشد:
في منطقة السهل المحاذي لجبل أُحد مع جعل الجبل خلف الجيش ليعمل كخط دفاع طبيعي يحمي مؤخرة الجيش، بالإضافة الى وضع 50 قناصاً على تلة (عينين)المحاذية للجبل. وكانت الأوامر من القائد الأعلى مشددة جداً بعدم مغادرة المكان تحت أي ظرف كان ، والإستماتة في التمسك بالموقع مهما كانت الظروف.
خط سير المعركة:
1- إنتصار ساحق وسريع للقوات المدافعة(المسلمون).
2- انسحاب 39 قناصاً طمعاً في الغنائم وبقاء قائد القوة(عبد الله بن جبير) ومعه عشرة مقاتلين .وبذلك انكشف ظهر القوات المسلمة.
3- حركة التفاف مباغتة من قبل سرية الفرسان في التحالف بقيادة خالد بن الوليد أدت إلى مقتل جميع القناصة وبالتالي قلب ميزان المعركة لصالح قوات التحالف المهاجمة. حيث جرح النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، ووصفت جروحه بالمتوسطة، وتلقى الإسعافات من الخدمات الطبية العسكرية التي تعمل فيها النساء. وقد واصل قيادة الجيش.
الهجوم المضاد:
قام القائد الأعلى لقوات المسلمين عليه الصلاة والسلام بإعادة تجميع القوات المهزومة ومحاولة شن هجوم مضاد في منطقة حمراء الأسد القريبة من ساحة القتال
ولكن قوات التحالف اكتفت بالنتيجة وانسحبت باتجاه مكة.
الخسائر:
1- خسائر المسلمين: 74 قتيلاً ، ولا يوجد أسرى.
2- خسائر قريش: 27 قتيلاً، ولا يوجد أسرى.
وقد أنزل الله آيات تتلى تتحدث عن هذه المعركة ، وتواسي المسلمين بعد تلك الهزيمة :