مات حسان
مات حسان ،اشعل جذوة النار
بين الضلوع..
ورف قلبي من حرارته
ومقلتي امطرت فوج الدموع...
مات...
ومات الربيع في صدري
مزق استار صبري
اطفا في داري ميلاد الشموع ...
مات حسان
افتش عنه في زوايا
منزلي ,غرفتي،مكتبتي
لعله يعبث في كتبي
محال زمان العود والرجوع ....
مات حسان
كان يلاعبني
يكركر،يصرخ
يسقط على الارض احمله
تجاوزت اهاتي خط الشروع..
ولدي آه، كم اعاني
حجيم بعدك الازلي
كم يعاني الصبر من صبري
حتى صرت راهبا بفقدك
صوفيا منكسرا يطول مكوثي
في محراب وجدك
بالركوع....
مات حسان
وبت موقنا انني في وهم اعيش
لن اجده في داري
او في دارعمي
..عند جيراني
... دار ابي
في حيًنا او" بالفروع"...
انها رقصة حزني
تجرني في نفق الاوهام
انها قبلة المساء
قبلة الوداع الاخير
يوم سلمته الى حفرة الظلام
حفرة الرمال...فم اللحود الجائع...
الى بيت المصير
لن يعود ...محال الرجوع
مات حسان
وحل الظلام في قريتنا
لااحد فيها ،أسا وجوما
يغرقني حتى ناصيتي
لااطفال ، لامرح
لاحديقة ،لااصدقاء
فراغ وغيمة حزن تظلني
لان حسان نائم في مدن الموتى
مدن الصمت والسكينة
بعيدا عن الضجيج
بعيدا عن الصخب
بعيد عن الضحك والامنيات
فراغ وجه حسان بين الجموع ....
مات حسان
وماعادت امي
تسألني عنه
تخاف من حزني
من وجع قلبي
من صرختي التي تملء الفضاء
بالاشباح والخريف
والعصف والريح والغبار
والظلام ...ولكني
امام محكمة العدل الكونية
ايه السادة قنوع..
وداعا بني بعدك
لم يجف بحر الحياة
ها...قد سارت وشمسنا
افلت وعدت للطلوع....
كانك لم تكن
فعلى مدار وقتي
ستبقى لون السماء التي احب
وتبقى ربيع عمري
الذي افترسه الخريف مبكرا
وسابقى ابحث عنك ...لانك جرحي الثالث
بعد عمي واخي بسام
حسان ياصغيري اودعك
وداع المقيد بالسلاسل
وداع السجين الذي لايبغي
الافراج من الزنزانه
لان لي ذكرى اسمها
"حسان"
"حسان"
"حسان"
فعساك تنظرني اذ يحين اللقاء
فتكون فرطا لنا
في سماويات الخلود
وداعا ...ودعا...وداعا
فانا اكتب من هوس افكاري
واعلم جزما
مجرد ذكرى واعلم محال الرجوع..
*حسان ابي اخي الذي ودع الحياة اثر حادث وهو طفل صغير فخلف فينا فراغ حزن كبير
مات حسان
العرض الشجري