التكرار في اللوحة .. واشكالية التباس القصد .. بقلم:مهند الياس
بعض اللوحات ، تعطيك اسلوبا كثيرا ما يتجانسس تناوله ، وتبدوا التفاصيل فيها ، اي في اللوحة متشابهة الى حد ما تماما ومن هنا يقف الناقد او المتذوق يستسلم الى قناعة سريعة عفوية قد لاتعطيه المدلول الكافي في توضيح معالم القصد عبر العالم الذي يتحرك داخل اللوحة ، وبطريقة التألف او التنافر ، هذا العالم الذي يمثل كلا او جزء من عالم الفنان الذ ي يمثل في حقيقة قيمة وابعاد تجربته وما تتوزع عبر تلك القيمة من عناصر توثق افكاره ومدى انغماره عبر نظرته الشمولية تجاه الكون والحياة ..!
ان بعض الفنانين تنعكس تطلعاتهم الفنية في لوحاتهم فتراهم يتحركون بين تقاطيع اللوحة ومن خارج جزئياتها ، وربما حتى اللون وما يعكس من رموز تخفي وراءها حالة او حالات لسلوك عين ا لفنان حيث تتشبث باتجاه حسه الفني ، حيث لايقف عند نقطة معينة ..!
واذا كانت اللوحة هي الفنان ،، اذا صح التعبير ، فان مايمكن للقاريء المتلقي هو الخلط في الفهم لا اكثر ، وذلك لان تجربة الفنان الفنيّة والذاتية تتشكل وفق تراكيب توليفية لاتنحصر في جزء معين بل تفوق الحصر ـ لذلك فاننا كثيرا ما نجد وفي اكثر اعمال الفنانين الكبار تلك التفاصيل التي لاتستوعبها اللوحة الواحدة الا في اعمال اخرى ، ومتى تكتمل صورة الفنان ويكتمل عالمه عبر مجمل ابداعاته الكاملة ..!
فالفنان شاكر حسن ال سعيد ، قد يكون نموذجا لدينا ، اذا ما تصفحنا معرضه الاول والثاني اللذان يمثلان رحيل الفنان عبر محطته الصوفية الاولى ، فاننا سنجد
عناصر تجلي الفنان نحو الرؤية لايمكن ان تتحدد في تأملاته الاولى ولكن بعد ان انجز ال سعيد نصف تجربته ، توضحت معالمه اكثر وماذا تعني الرموز في كل لوحة والتي تتكرر وباوضاع مختلفة ـ وباشكال متباينة حيث ان كل رمز له دلالاته ومفهومه الخاص وكل خط له مداه وكل توليف له اشاراته ...!
واذا ما اجتمعت تلك الحالات والتشكيلات في حالة واحدة فهي تعطي صورة فائقة للانسان الصوفي الذي يحاول الوصول الى نقطة ما من حقائق الوجود الللامحدود ، ومن هنا نجد ان التكرار له ضرورته الملحة في اللوحة وحتى يسهم في بنائها العام .. يقول الفنان شاكر حسن ال سعيد
ان المسألة تخص الفنان نفسه تمتزج شخصيته الحضارية الذاتية بتلك الطبقات التحتانية التي تكونت فيها رؤيته الفنية دون ان يشعر ودون ان يتقصد وهو يسمى عادة في سياق رسوم الاطفال بالمصطلح الشكلي هكذا فان تشبث هذا الفنان او ذاك بالتكرار من خلال البحث عن الصيغة العراقية الجديدة في الفن المعاصر ..!
ويضيف الناقد شوكت الربيعي : ( التكرار قيمة اساسية في كل عملية بنائية داخل مكونات العمل الفني ذاته وهو عنصر استخدم في الاعمال الفنية منذ امد بعيد وخاصة في الفنون الشرقية القديمة وفنون المادة ..!
اذا فحوار اللوحة ومن خلال عناصر بنائها التشكيلي ال>ي يتكرر لدى الفنان .. لايعني ثبات المعنى التام لها بقدر ما يعني توزع مدلولها الجديد ووفق عملية تجربة جديدة مضافة تعطي ابعادها في تشكل عناصرها وحتى يكون المعنى شموليا متكاملا وذلك من خلال حركة العنصر الواحد كاللون والفضاء والحرف وغير ذلك وحتى يتحدث ذلك العنصر عن معناه في التكرار الجديد وباسلوب جديد ايضا ..!
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 09-29-2011 في 12:38 AM.