آخر 10 مشاركات
صباحيات / مسائيـات من القلب (الكاتـب : - )           »          كنا صغارا نلعب (الكاتـب : - )           »          واجب العزاء للأستاذ ناظم الصرخي بوفاة شقيقته (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          : يوم الجمعة .. (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          هـذا الصبـــاح .... (الكاتـب : - )           »          ألقوا بالثورة إلى الشَّارع يَحتَضِنها الشَّعب (الكاتـب : - )           »          توقيعات هادئة (الكاتـب : - )           »          كلمة واحدة ... تكفي (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من صباح الجمعة : جمعة مباركة للجميع إن شاء الله عواطف عبداللطيف من واجب العزاء : تتقدم بالعزاء والمواساة للشاعر ناظم الصرخي بوفاة شقيقته ,,رحمها الله برحمته الواسعة وأسكنها فسيح جناته ,,وإنا لله وإنا إليه راجعون دوريس سمعان من صباح الورد : طيب الله جمعتكم برياحين الجنة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 01-14-2010, 01:45 AM   رقم المشاركة : 1
أديبة
 
الصورة الرمزية فاتن الجابري





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :فاتن الجابري غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
Oo5o.com (3) أبعاد قسري

ابعاد قسري
فاتن الجابري
عدت مجددا أصارع مخاوفي ، وأتجرع مرارة قلقي ، وحيدة في مواجهة الاحتمالات ، كان رأسي يغلي وتفور داخله أيامي التي مضت ، الحمى تسربت الى جبيني الذي أكتوت به راحة يدي ، تدريجيا اشعر بأني كتلة ملتهبة ، أقاوم هذياناتي.

طويت الرسالة وأعدتها داخل المغلف الازرق بعد أن قرأتها عشرات المرات ، الحروف تتلوى كالثعابين ، ثم تتشكل كلمات ، تأتي على بقية الامل الشاحب الذي تعلقت بأذياله شهور طوال ، إذن رُفض الأستئناف الذي قدمته الى الدائرة الإتحادية للهجرة واللجوء ملتمسة النظر في أعادة لجوئي ، لكن تلك الرسالة حسمت كل شيء رغم تفاؤل المحامي الذي أستلم أتعابه مقدما ، تبدو السماء ماطرة جليدا ينقر نافذتي مغازلا وحدتي ، يستفز دهشتي ويحرض في روحي ذبالة فرح قديم للتوهج ، أرفع حافة ستارة غرفتي المطلة على الحديقة الخلفية التي أكتست باللون الابيض ، أختفى اللون الأخضر بتدرجاته الرائعة من أشجار الكالبتوس العملاقة والتوت واشجار الكرز الاحمر ، ولون الحشائش أستحال بياضا ، كانت الثلوج قد عاودت تساقطها على المدينة مرات عدة هذا العام رغم قدوم فصل الربيع.

بحلول شهر مارس تعلن الزهور والزنابق أضرابها القسري عن التفتح للخلل الكوني الذي سببه جنون الاوزون ، الذي تشابكت وتداخلت فيه الفصول ، وزحف أحدها فوق الاخر ، شتاء المانيا طويل وممل جدا موغلا بضراوة البرد والصقيع ، نتف الثلج القطنية تواصل أنهمارها في ليلة بيضاء ، تشهد نزيف أرقي ، وأضطرام حمى جسدي ، فجأة أحسست برجفة تجتاحني ، وبرد يخترق أطرافي ، رفعت درجة تدفئة الغرفة ، تلفعت بشالي الصوفي ، مررت على غرفة الاطفال ملقية بأغطية أضافية فوق أجسادهم ، دفئت جوفي بقدح من شراب الكاميليا الساخن ، لحظات كانت حبيبات العرق تتصبب من جبيني ، أندسست في فراشي ، أمسكت كتابا ، كنت قد أجلت قرأته ، غرقت بين صفحاته منذ السطر الاول ، لم أقوى على مغادرته رغم أجفاني الذابلة بالنعاس ، مشدوهة أتنقل بين كلماته وسطوره ، أتتبع حركات وسكنات أبطاله ، أنزوي بينهم في مكان قصي تلاحقني حشرجات أنفاسهم ويتلبسني رعبهم وهلعهم ، في ملجأ تحت أحدى البنايات ، وفوقهم الطائرات العملاقة تقصف بوحشية مباني المدينة وجسورها وحدائق ومدارس أطفالها ، وثمة صراخ نسوة وصغارهن يثقب الآذان ، قتلى ، وجرحى ومشردون ، لم تكن مدينتي تلك التي تُقصف ، كانت مدينة أخرى ، متخيلة أبتدعها خيال كاتب موهوب في بلد يشبه بلادي.


تختلط جلبة الاصوات في هدأة السكون ، اسمع وقع خطوات ، أرهف السمع لأميزها ، تقترب الخطوات أكثر من بابي ، أنتظر صوت قرع الجرس ، لكني أفزع وأنا أميز خطواتك ، لابل أجزم أنها لك ، فياترى ، أي أشواق رمتك الليلة ببابي ، أتسمر في مكاني تدور المفتاح في ثقب الباب ، أسمع صريره وأنت تغلقه بحذر لئلا يصحوا الاطفال ، يتغير وقع خطواتك بعد أن خلعت حذاءك قرب الباب ، تتعالى وتهبط أنفاسي بوتيرة واحدة مع خطواتك التي تنتهي عند باب غرفتي ، أدرك أنها لحظة وهم ، بعد أن عادت حرارتي بالارتفاع ، أمسك كتابي ، ولاأفقه حرفا مما أقرأ ، تدخل غرفة نومنا ، تخلع معطفك الرمادي ، تدنو من سريرنا ، تلقي بكتابي أرضا وتطوقني بحنان ، تمسح حبات العرق عن جبيني مذعورا من شحوب بشرتي وأحتقان وجهي ، تطبع على شفتي قبلة وفمي يتطاير منه لهيب ساخن ، تتصل بسيارة الأسعاف ولاتترك لي فرصة لالقاء
الاسئلة ...

ـ سنتان لم نلتقي لم أتيت الليلة ، هل مللتها أم قرفت رائحة فمها المخمور ومشاركة كلابها مخدعكما الزوجي ، تعبت من حمل فضلات كلابها اذن ....
ـ .................................. !

شعاع من نور الفجر يتسرب من نافذة الغرفة عبر الستارة الرقيقة البيضاء ، أحمل كتابي من على الارض ، وأقرأ من حيث أنتهيت ، قبل أن يباغتني طيفك في زياراته الليلية ، أواصل أستغراق تجوالي في مدينة أستباحتها الدبابات ، ودمرت كل أشياؤها الجميلة ، خراب ودمار وأشلاء ، تتقطع بأهلها السبل ، غربان سود تنهش جثثا ممزقة في لجة الحرائق والاشتعالات ، يتناهى الى مسامعي صوت جلبة ، لم أستطع تحديد وجهتها ، واصلت قراءتي غير مكترثة بتعالي الاصوات ، التي تأتي من الشقة المجاورة ، لحظات تزداد حدتها ، أتبين أصواتا لقطع أثاث تُدفع ، زجاج يتكسر ، تتعالى صيحات بشرية ، أغلقت الكتاب ممعنة الاصغاء ، لأتبين حقيقة ما يجري في شقة جارتي البوسنية الطيبة ، مر أسبوعان لم أصادفها على السلالم حيث نتبادل التحايا وبعض الكلمات البسيطة ، الاصوات ترتفع تتحول الى صرخات أستغاثة ، كنت أميز صوت جارنا بوضوح بلكنته البوسنية ، لكني أتوه عنه عندما يختلط صراخه بأصوات رجال أخرين ، لا أستطيع تحديد عددهم ، فكرت أن أتصل بالشرطة ، لأنهي حالة الرعب التي أعيشها ، ترددت بعد لحظات أن يكون الأمر محض نزاعات عائلية ...

دقائق بدأت الضجة بالسكون والهدوء التدريجي ثم أغلق الباب بقوة محدثا أرتجاجا في زجاج نافذتي ، أنظر من زاوية صغيرة الى الخارج , سيارتا الشرطة والاسعاف تتهيئان للأنطلاق سعيدتان بصيدهما ، كانت جارتي داخل سيارة الشرطة بملابس النوم تحتضن طفليها المذعورين ، وفي الاخرى ينام زوجها مخدرا يرافقه فريق طبي ، منفذين ضده قرارا حكوميا بالابعاد القسري بسبب إلغاء لجوءه بعد أن وضعت الحرب أوزارها في بلاده ، ولم تشفع له لحظات جنونه الهستيرية التي أُودع المستشفى بسببها مرات عدة ، لاأدري إن كنت حزينة من أجل جاري المُخدر الذي سيصحو بعد ساعات حين تهبط به الطائرة في مطار بلده ، أم حزينة لنهاية القصة التي أتممت قراءتها الان بنهايتها المأساوية المضرجة بالدماءوالموت اليومي في كرنفال الحرية الكبير .







  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:16 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::