دمعةٌ أخرى ! شعر / جبر البعداني دمعةٌ أخرى ، وهل جفّت دموعي مذ سكنت القلب محتلّاً ضلوعي ؟! دمعةٌ أخرى ، وهل تخفي عيوني دمعة الأشواق *يا سرّ الولوعِ ؟! دمعةٌ أخرى ، ولو جربت مثلي تذرف الأحداقَ من قبل الدّموعِ ؟ لم تسلني كلّما كفكفتُ عيني دمعةً أخرى بمحراب الخشوعِ ! *دمعةً أخرى، لتلقاني أكفٌّ أطعمت من لقمة الحرمان جوعي ! يا أنا في الشّوق لو تغني دموعي كنت أجريها سيولاً في ربوعي يا ربيع العمر إنّي في اشْتياقٍ مدمنٌ لقياكَ يا سحر السطوعِ ! كم تهجّت لحظة اللقيا عيوني في مرايا الشّوق يا وعد الرجوعِ* واستفاقت يا سراب الحلم ليلاً حارماً فجري تباشير الطّلوعِ موغلاً في أحلامي شغوفاً باغتيال الدّفء في حضن الهجوعِ! واستحال البشر حزناً سرمديّاً وانطفت في ظلمة الدّنيا شموعي* دمعةٌ أخرى وأقضي العمر فرداً تائهاً تغشاهُ أحزانُ الجموعِ ! مستلذاً بانحناءاتي شغوفاً بانكساراتي محبّاً للخضوعِ ! ليس عن ضعفٍ ولكن يا حبيبي لذّة الإحساس في طول الركوعِ ! دمعةٌ أخرى ، وهل في الأرض صبٌّ مغرمٌ- يا خلُّ- ذو قلبٍ قنوعِ ؟!