(1)
صامتة أنت،
و"بودلير" يعشق الصمتَ
فهل تدركين أن لعينيك
حديثاً عاشقاً للصمت في عيوني..؟
يغير تواريخنا، ويمزق خرائط العمر،
بينما رسم "هوجو" للبؤس خارطةً أخرى..!
تحمل بلداناً غير بلادنا،
تمرح أرواحُنا فيها بلا قيود،
وبحارٌ تصفو في عينيك،
تصبح كالنيل عذبةً
ترتشف المنى من شهد ثغرك
حروفٌ تداعبها الأماني،
وخجل العذارى الساكنات احمرار
وجهك في أمسياتنا،
وعلى أعتاب الفجر،
تعودين للصمت المرير،
تقلبين ذكرياتنا المبعثرة
على جزيرة الشعر،
وتدخليني جنتك التي أهفو إليها
منذ ولادتي؛
لأبقى على العهد..!
(2)
ينبوعٌ من العشق يكتبني بماء الورد
على شفتيك حروف من رذاذ..!
وزلازل تسكنني بأطيافك طول الليل
تقسم ألا تدع أحداقي تنام،
تغادرني أشعاري،
لأبقى مرتعداً في خواء الانتظار
نصف ميِّتٍ أنا، ونصف عاشق..!
(3)
خائفةٌ أنت من لهفة الشوق،
ومن جمود الثغر، واشتعال الجسدِ
وارتعاد الأيد،
وطأطأة العيون من الخجلِ،
ورعشة الشفتين قبل قبلةِ اللقاء
(4)
أدرك يا سيدتي،
أنك تسكنين أوردتي،
وبين طيِّ دفاتري
أتلوكِ شعراً ونثرا ً
في بحور الأمنيات الباقيات؛
لتعلمي..
هذا طريقٌ لليقين،
وكأسُ عشقٍ للرحيل..
ماذا يضيرك لو جفوت
على جنونك لحظةً..؟
كي تعودي سماءً تمطرين
بعدما انقطع المطر..،
تلطخين بياض وجهك كحلاً معتقاً
ورُغمَ ذلك يبقى وجهك كالقمر..!!
(5)
معلقةٌ أنت بيني وبيني،
وبينك وبين أهداب السماء،
وزرقة الماءِ تمرح في عيونك،
وساعة الحب تدور وتدور،
في رحى حلمٍ بعيد،
عبر أفلاكِ توارت في شتاءات ونار،
لكنه قدرٌ يساومه الغباء..
أن تعود ساعتك بالعمر ساعة للوراء.
***
د/ ثروت عاشة السنوسي
مصــــــــــــــــــــر
آخر تعديل سفانة بنت ابن الشاطئ يوم 12-15-2011 في 05:12 PM.