وَحْــــدَك كل القوافلِ سافرتْ وصحوتَ وحدَكْ الليلُ أخرسُ، والنجومُ كفيفةٌ والبدرُ ماتَ من الأسى والبردُ يفتِكْ والريحُ أشباحٌ تجوبُ شوارعا نسيتْ نعالَ السائرينَ ترومُ خَطْوَكْ والرَّوضُ قفرٌ والبيوتُ مقابرٌ والوقتُ شيخٌ طاعنٌ يحتاجُ كفَّكْ كلُّ الزمانِ الآنَ أنتَ خريطةُ البُلدانِ أنتَ مقاصدُ الأحداثِ أنتَ الكونُ إنّكْ هل يعرفونَ الآنَ أنّك؟ *** من دونِ صوتٍ، شاردا تمتمتَ: - "لا أحدا" حينا ونبّهكَ الصدى في لهفة: - "أحدا"! في لمحةٍ ومضَ في لمسةٍ ومضى زرعتْ رؤاه بمقلتيكَ مَدى أنستكَ أنفاسا كطَعْناتِ المُدى هدأتْ نُبيضاتٌ كأناتِ الصدى ورأيتَ، ثُمّ رأيتَ ثَمّ غدا الآنَ يغمرُكَ الهُدى الآن ينكشفُ الغطاءُ، الآنَ تهلكْ! لا تُستَردَّ الآنَ.. مَهلَكْ تَستلهمُ الأنوارُ ظلَكْ تستدفئُ النجماتُ وجدَكْ يستوحشُ الليلُ الدجى إن لم يضمَّكْ فتآمروا، ضنوا على الجثمانِ أن يختارَ لَحدَكْ لا لستَ وحدَكْ كلُّ القوافلِ في القفارِ، وحيدةٌ في التيه بعدَكْ كل القوافلِ تحتمي بذئابها، وحللتَ أهلَكْ كل القوافلِ تستطيبُ هوانَها، وبلغتَ مجدَكْ كل القوافلِ آفلاتٌ في الرَّدَى، وعلوتَ خُلدَكْ كلُّ القوافلِ أنتَ كنتَ ولم تَزَلْ وَهُمْ هَمَوْا وَهْما، وَهَى يجتازُ حدَّكْ لتظلَّ وحدَكَ أنتَ وحدَك! *** محمد حمدي غانم 6/10/2009