قصيدة (سفر الغربة.....) هشام فتحي
حين كبرتُ....
كنتُ ألملمُ من خطراتكِ
بحرَ قصيدي
...حين وُلدتُ
أذكرُ أنّي
كنتُ أدندنُ من همساتِك
لحنَ خلودي
كيف تركتِ الشاعرَ يوماً
بين بحورِ الشعرِ
ورغم زحافك ِ
يصرخُ عودي...
أقرأُ في عينيكِ
قصائدَ شعر ٍ
أغرسُ ورداً
كيف وجدتِ الشعر؟
وكيف قطفتِ ورودي؟
كنتُ أسافرُ
قبل طلوعِ الشمسِ
وحتى رحيل البدرِِ
احفرُ قبري
أدفن بعضَ رحيقِِ العمرِِ
لينبتَ عمراً في الأخدودِ
حين كبرتُ
علمتُ بأنّكِ
أكبرُ من عينين
تطاردُ ذكريَ في التلمودِ
حين ولدتُ
كيف طويتِ ملامحَ طفلٍ
في عينيكِ
يخطّ هناكَ
-وفي العينين- مسارَ حدودي
يرسم بين ضلوعك بحراً
همزةُ وصلٍ بين وريدك
في الأعماقِ وبين وريدي
يصنعُ فلكاً في صحرائك
كيف تسللَ بين سكونك
يملأُ هذا الكونَ نشيداً
هو لم يعرفْ
كيف يصبُ على الكلماتِ
رحيقَ العودِ
كيف يرتلُ كلَ صباحٍ
نهجَ البردةِ في ممشاكِ
لم يتعلمْ أنّ البردةَ في محرابكِ
بعضُ سجودِ
كان يدندنُ
حين تغيبُ الشمسُ عليه
براءةُ طفلٍ
يجمعُ من مرثاك حروفاً
يكتب "عودي....."