فراشةٌ.. للتوّ ترمي جناحيها
تغادر القبيلة وسكون الليل يتبعها
تتسلل عبر نافذة الابتهالات
تحط على كتف غفوته
تتسلق إحدى خصلاته البيضاء
تعصر ماء الشغب في إناء صحوته
تسرق من عينيه كهولة الشجن
وتحيله إلى قطرات جنون
ما إن تسطع على جبينه الأسمر
حتى يبدو الكون بقعة من حلمٍ وكوثر
الليلُ ناصع البياض
والسماء تبارك للبحر نوبات التيه في قعر الاشتعال
فراشةٌ هي...تعيد لربيع قلبه رائحته المفقودة في أراضي الله
فتلتصق أكثر بمخيلته
تلهث خلف نبرات الطفولة السابحة في أنهار جنته
تلثم رضاب الصمت الممزوج بتراتيل توبته
تغرق...
وتلوذ بين راحتي الشغف بسخاء المطر
تلك قبلة موقوتة الانبلاج من شفتيه
ستغفر كل الخطايا النائمة
بين المدى وذراعيه
وتلك حكاية أولى شهقات الريحان
طافت سبعا حول مقلتيه
ولم تنتهِ حين أصدح الضوء
هكذا...يسقط البدر شهيدا على أرض الوقار
وتُكتمل أحلام القبيلة