(1)
كلمة "فل" و"فلول" من الكلمات الإعلامية المشهورة الآن في جمهورية مصر العربية، وقد بات الناس يتناقلونها قاصدين أو ساخرين؛ لذا رغبت أن نبحر معها هذه الإبحارة في بعض مصادر اللغة؛ لنرى ما تقول عنها اللغة.
(2)
1- "مقاييس اللغة" لابن فارس
(فل) الفاء واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على انكسارٍ وانثلام. أو ما يقاربُ ذلك. مِن ذلك الفَلُّ: القومُ المنهزِمون. والفُلولُ: الكُسور في حدِّ السيف، الواحدُ فَلٌّ. قال النابغة:
ولا عيبَ فيهم غير أنَّ سُيوفَهم *** بهنَّ فُلولٌ من قِراع الكتائبِ
والفليل: ناب البعير إذا انثلَمَ.
ومما يقارب هذا الفِلُّ: الأرض لا نباتَ فيها. والقياس فيه صحيح. وقال:
فَِلٌّ عن الخير مَعْزِلُ
يقال: أفلَلْنا: صِرنا في الفَِلّ.
ومما شذّ عن هذا الأصل: الفَليلة: الشّعر المجتمِع، والجمع الفليل. قال:
ومُطَّرِدِ الدِّماءِ وحيث يُهْدَى *** من الشَّعَر المضفّر كالفليلِ
2- "غريب الحديث" لابن قتيبة
الفُلول وهو الكسْر، يقال: في السيف فُلول إذا كان في حَدِّه تثلّمُ. قال النابغة "من الطويل":
ولا عيبَ فيهم غير أَنّ سيوفَهم بهنَّ فُلول من قِراع الكتَائب ولا أَحسبه قيل للمهزوم مَفْلول اِلاّ من هذا، كأَنّه كُسِر
3- "النهاية في غريب الأثر" أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري
{فلل} (هـ) في حديث أمّ زَرْع [شَجَّكِ أو فَلَّكِ أو جَمَع كُلَّا لَكِ] الفَلُّ: الكَسْر والضَّرْب. تقول: إنَّها مَعَه بَيْن شَجِّ رَأسٍ أو كَسْر عُضْو أو جَمْع بَيْنَهما. وقيل: أراد بالفَلِّ الخصومة.
- ومنه حديث سيف الزبير [فيه فَلَّةٌ فُلَّها يَوْم بَدْر] الفَلَّة: الثُّلْمَة في السيف وجمعُها: فُلول.
- ومنه قول الشاعر ( هو النابغة الذبياني. والبيت في ديوانه ص 15، بشرح كرم البستاني. بيروت 1953 م وصدره:
- ولا عيبَ فيهم غيرَ أن سُيوفَهْم... )
- بِهنَّ فُلُولٌ مِنْ قِرَاع الْكَتَائبِ
- ومنه حديث ابن عوف [ولا تَفُلُّوا المُدَى بالاخْتِلاف بَيْنَكم] المُدَى: جمع مُدْية وهي السِّكِّين بَفِّلها كَنَىَ عن النِّزاع والشِّقاق.
- ومنه حديث عائشة تَصِف أباها [ولا فَلُّوا لَهُ صَفَاة] أي كَسَرُوا له حَجَرا كَنَتُّ به عن قُوّته في الدِّين.
- ومنه حديث علي [يَسْتَزلُّ لُبَّك ويَسْتَفِلُّ غَرْبَك] هو يَسْتَفْعِل من الفَلّ: الكَسْر. والغَرْب: الحَدّ.
(س) وفي حديث الحجّاج بن عِلَاط [لَعَلِّي أصِيبُ من فَلِّ مُحمَّد وأصْحابه] الفَلُّ: القَوْم المنْهزِمون، من الفَلّ: الكسر، وهو مصدرٌ سُمِّي به، ويقع على الواحد والاثنين والجميع. ورُبَّما قالوا: فُلُول وفِلَال. وفَلَّ الجيْشَ يَفُلُّه فلاًّ إذا هَزَمه فهو مَفْلُول أراد: لَعَلِّي أشْتَرِي ما أصِيبُ من غَنائمهم عند الهزيمة
- ومنه حديث عاتكة [فَلٌّ مِنَ القَوم هَارِبُ].
- ومنه قصيد كعب:
- أن يَتُركَ القِرْنَ إلاَّ وهْو مَفْلُولُ
أي مَهْزُوم
(هـ) وفي حديث معاوية [أنه صَعِد المِنْبَر وفي يده فَلِيلَةٌ وطَرِيدَة] الفَلِيلَة: الكُبَّةُ مِنَ الشَّعْر.