ألا يا فلـْذة الكبد = إلى الجنات يا ولدي
سخين الدمع يُغرقني = و يُسلمني إلى الرّمد
أنا ما عُدتُ مُحتاجاً = لمرأى الخلق للأبد
فراقك أظلم الدنيا = غيابك فتّ في عضدي
أسائلُ أمّك الثكلى = ألمْ يأكلْ ، ألمْ يعُد ؟
يردّ الصوتُ إجهاشاً = و إعوالاً من الكمد
كأني لستُ مأموراً = من الرحمن بالجلـَد
كأن الموتَ مجهولٌ = و لم يخطرْ على خَلدي
أنا يا "مصرُ " لي ثأرٌ = فقومي اليوم و ارتعدي
لدى " المخلوع " و الرّمم = من الضباط و العُمُد
لدى " الإخوان و السلفِ " = دعاةِ المتن و السند
فهمْ من شقّ وحدتَنا = و فرّق شملَ مُحتشِد
و كانوا العير مضروباً = فلم يَهتجْ و لم يذُد
إلى أن ثار أولادي = و جاء اللهُ بالمدد
و لاح النصرُ و الفرجُ = فجاء القومُ كالزّبَد
تقهقر حين مكرُمةٍ = تصدّر ساعة الحَصَد
غداً في جيدهمْ حبلٌ = كـ " أمّ جميل" من مَسَد
و تفرحُ كلّ ثاكلةٍ = و تحضنُ فلـْذة الكبد
التوقيع
أتاح القومُ في قلبي ضراما = فلا همْ قاسطون و لا نشامى
و أعجبُ من صنيع القوم حتى = يئستُ فلا أعيرهمُ احتراما
همُ الحُكامُ يا خِـلـّي تيوسٌ = و قد تخذوا (ابنَ هندِ) لهمْ إماما