( مقدمة كتيب...اوراق من دفتر ذكريات الحرب )
المذكراتُ المُدَوَنة ُ في زمانِ الحربِ ، وبين اشتعال السّماء وشحوبِ قوس الأمل ؛ تبدو كإدانةٍ للصّمت ، حين يتساوى مفهومه مع مفهومِ التّواطؤ والخيانةِ ..
المذكرات المكتوبة في ليالي الحروب ؛ تبدو كدمعةِ قهر ، ونَظَراتِ تقريعٍ ولوم ٍ.. وازدراء..!!
الكلمات التي تُكْتَبْ تحت هواجسِ القصفِ والطّائراتِ والصّواريخِ ِوحظر التّجوال ما هي إلا استغاثة حروفٍ تتأرجحُ... تائهة في مداراتٍ لأكوان ٍ قصية ..
وحين يكتبُ الأسيرُ مذكراته ، سيصف الزّنازين وسياط العذاب ، ولكنَّ في الأفق يرفرفُ حلم وطن ٍ لابدَّ من عودةٍ إليهِ ذات قدرٍ يرسمه الحلم دوما ،
وحينَ يكتبُ السّجين – في أي بلدٍ عربي- مذكراته ؛ فإنّهُ سيصفُ قسوة َ الجلادِ وشراسةِ كلاب ِ الجنرالات ، لكن لابد من ساعة خلاصٍ بالموتِ شهيداً ، أو بإفراج ٍ مصحوبٍ بمسحٍ لآخرِ نقطة ٍ من تاء ِ " الكرامة " المربوطة ..! ! وربما بانقلابٍ عسكري ّ يقود البلادَ من قيدٍ إلى ... هاوية ..!!
لكن ، ماذا عن الوطنِ الأسير؟ المكبل والمطارد بالنّيران والاحتلال والتّشظي ، كيف سيكون لون حبره وعدد أوراق دفاتره ؛ حين يكتب مراثي أبنائه وأوجاعهم ؟!
هبّ صهيل هذه الأسئلة في هواجسي ، عانقتُ النّخيل بوجَعي الممتد على مساحة هذه المذكرات التي أتاح لي ليل العراق قراءتها على مُكْث ..!!
كوكب
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟