بات يعرف نظرة الناس إليه جيداً .
يتغامزون إذا مر بهم ، يبتسمون ابتسامات خفية مملوءة سخرية ، يقابلونه بنظرات صقيعية ، فلا يحرك ساكناً ، لكنَّ انحناء ظهره يزداد مرة بعد مرة ، حتى بات أقرب إلى الاحدوداب .
يدخل الفصل فيرى في عيون طلابه نظرات كراهية و غيظ بلا حدود ، إذا سألهم لا يجيبون ، و إذا ابتسم لهم يعبسون .
يشعر دوماً باختناق كلي ، لكنه يرفض أن يغير شيئاً من السبب الذي يعرفه تمام المعرفة .
جلس مساءً ليحضر الدرس الذي سيلقيه مساء اليوم التالي ، تراكبت الحروف أمام عينيه ، خلع نظارته ، رفع رأسه إلى السماء فوجدها على حالها ، أعاد النظر في الكتاب فغابت الحروف ، ثم فارقه نظره تماماً .
التوقيع
الأديب هو من كان لأمته و للغتها في مواهب قلمه لقب من ألقاب التاريخ