أعاقر نفسي ببقايا نشوة خلفتها المراهقة أثناء فترة التسكع في الهزيع الأول من الليل عند التلصص من فتحات وشقوق الأبواب بغية العثور على شيء من جسد امرأة تمسح بلاط المنزل في ساعة متأخرة غير آبهة بستر ما ينبغي ليأسها من المارة في هذه الساعات المزدحمة بالغرائز والمواعيد القذرة .
كنت العق ما تبقى من حطام ذاكرتي المبتلة بندى الرعونة بينما الكلاب السائبة تخبي نفسها في الجحور خوفا ً من إصابتها بداء البشر عند الاشتباه وعض المغفلين أثناء حياتها اليومية .
الكلاب بدأت ْبالهتاف ضدي بأعلى أصواتها وأنا ارتعد من الخوف حتى فلتتْ مني لقطة عري ظلّت ْ ماثلة لدقائق عديدة تحت مصباح هائج وأنا محصور بين صفارة حارس ليلي وسحب أقسام بندقية متكرر لا اعرف اتجاهه بالضبط .
كنت ُ متنكبا ً بالخوف ، لا أستطيع الانبطاح في هذه الأرض القذرة الموشحة بريش الدجاج الميت ومخالبه الملتصقة بالا زبال .
الليل ... أعني بالوعة الأمنيات بدأ يطوق عنقي بمئزر من خوف وأنا محنط بين عنجهية الكلاب السائبة وصفارة حارس يمتلكه الخوف هو الآخر وبين التفكير بطريقة تؤمن انسحابي الى المقر الخلفي حيث ينتظرني أبي بهراوة ولسان حاد .
صرخت ُ بأعلى صوتي ..تآكل صوتي بين بطن فارغ وحنجرة خائف فلم يسمع صوتي غير انا المتورط بمحنة الغريزة والجبن .. أريد أن يصل لي الحارس ليطّلع على موقفي البريء إلا من نزق بسيط تبين هو الآخر خائف من الكلاب السائبة وسحب أقسام البندقية المتكرر من جهة مجهولة ومني انا .
صاح رجل يسيء الظن ببناته من على سطح مجاور لساحة العمليات :-
_ اتركوه سأملأ بطنه بالرصاص ويبدو هو الآخر مرعوبا ً بشكل واضح فانسلت ْفتاة لا اعرف أين كانت تختبيء الى الدار مستغلة الموقف .
_ انا الحارس فرحان - أمسك أعصابك وسحب أقسام بندقيته ، صاح آخر : انا الحارس حمدان _ امسك أعصابك ونفخ صفارة طويلة جدا ً اما أنا فصحت ُ : انا فرحان ، سرحان ، شعلان ، عدنان ، فلتان .... فانسحبت ْ الكلاب السائبة من ساحة العمليات واشتعلت الأضواء من البيوت التي فززها الارتباك وانكشف الجميع ....