ملحمــةُ العـشـقِ المـكـيـّة تتــلأُ الأضواءُ، مكةُ في بهاءِ الليلةِ الأولى سماءٌ ضمّها عرفاتُ، والغارُ الذي سيظلُّ ينشـدُ مايشـاءُ عنِ البدءِ الذي مازالَ نوراً غامراً، وسناً، وتهليلا ورائحةُ الطيوبِ على وجوهِ الناسِ، والتسبيحُ، والجمراتُ، والمجدُ الذي سيطوفُ حولَ الكعبةِ الغراءِ، والشعرُ الذي سيظلُّ يختصرُ التفاصيلا * وقلبي مولعٌ بثرى بلادي، مولعٌ بالشعرِ تعليلا!!! حكايتنا من الأمسِ الذي ولَّى غَداةَ الرمل عانقَ نخلهُ الأبديَّ، والصحراءُ صارت كعبةَ العشاقِ، والرملُ استفاق على المدى فُلاَّ، وهاماتٌ كسعفِ النخلِ، تصعدُ للسماءِ، فلم تَذُق قيداً، ولا ذُلاَّ وأفواجُ الحجيجِ تطوف كعبتها، وكمْ دوَّى نشيدُ الهائمينَ بدوحةِ الرحمن.. مَا مَلُّوا من التسبيحِ، اوْ مَلاَّ،!!! وكانَ المسجدُ الأقصى لِمن أمَّ الصلاةَ القبلةَ الأولى وسوفَ يظلُّ محرابَ الجهادِ، وقبلةَ الشرفاءِ، والصبح الذي من جرحنا هلاَّ ومكةُ، آهِ يا أمَّ القرى يامن يرومُ بكِ الأحبةُ هاهنا ركناً ظليلا، وابتسامة ثغركَ الظَّلاَّ * وتلكَ مِنى، ومزدلفهْ وذاكَ السعيُ، والأركانُ، والتكبيرُ، والبُشرى رسولُ اللهِ: خاتمُ أنبياءِ اللهِ، أرسى دولةَ الإيمانِ، في أرجاءِ هذا الكونِ، مَـدَّ جناحَ أمتنا على الأرجاءِ، وانبسط الجناحُ فكانَ تلكَ الدوحةَ الكبرى ومازالَ الدَّمُ العربي يروي ثرى عُروبتنا، ومازلنا نعانِقُ في الـذَّرا النـَّصرا * ورغمَ الغاصبينَ فإننا مِنْ مِلحِ هَــذي الأرضِ، من طيب النخيلِ، ومن أصالةِ هذه الأمــة، متى ستزولُ من أرضِ العروبةِ هــذه الـغُــمَّة!!؟ ألاَ يارب أنقذنا، وَنوِّلنا مُراد القلبِ، وَعداً بعدهُ الجــنــّة!!! * تَـهِـبُّ نسائمُ الريحانِ من مكــة هبوبَ العِطــرِ من صوب المدينةِ، والشذا من ذلك الغارِ ترابُ المجدِ: مِنْ خطوِ الحجيج غَدا ترابَ الطيبِ، والأحجارُ ياقوتُ السماءِ، وفرحةُ الحجاجِ أشبهُ بابتساماتِ الملائكةِ الذين يسبحونَ الخالقَ المولى ويلتفونَ حولَ العرشِ، كمْ ذاقوا هُناكَ: اللـذةَ الأغلى ونحنُ على صعيدِ مِنى نخيلُ اللهِ يرقى صاعداً .. أعلى أباطـالــبْ... تعالَ لِتشهدَ الدنيا على حالٍ.. تبدَّلَ بعدهُ الحالُ هِلالٌ نوّرَ الدنيا بطلعتهِ، وفرسانُ الخلودِ هُناكَ مازالوا وَمالي في الصحابةِ غيرَ ماتركوا ومالي بعدهم آلُ وذاكَ نبيُّنا فخرُ الرجالِ، وَفخرُ من قالوا: نبيُّ اللهِ آخرُ أنبياءِ اللهِ، في الدنيا، وما غالوا نبيُّ الرحمةِ المُهداةِ، والتقوى ألاَ ياربُّ بلَّغنا شفاعتهُ بيومِ الحشرِ، واجمعنا بهِ في مستقرِ الرحمة العُليا * أبو بـكـرٍ ... رفيقُ النُّورِ في الغارِ وَصديِّقُ... وأروعَ من يزاحمُ في هوى المحبوبِ، أروعُ من تسامى في الرجالِ بذلكَ الغارِ هنيئاً أبا بكرٍ فقد سمّاكَ رَبُّ العرشِ بالصديقِ.. لحظةَ كُنتما في ذلكَ الغارِ وأنتَ بما تكنَّى: ثانيَ اثنينِ، وأوّل من تكنى بالخلافةِ مِنْ رسولِ الله تَـعَـطَّرَ بالطيوبِ ثراهْ * وَكُنَّا قبلُ أحلافاً من العربِ فجمَّعَ بننا في الدهرِ خيرُ نبي وَبُورِكَ باسمهِ الغالي بنا عـمـرُ تُفاخِرُ باسمهِ الأممُ التي عاشتهُ في الأقوالِ ، والأفعالْ يُفاخرُ باسمهِ البَشَرُ وَكَمْ شَهِدَتْ لَهُ الأعداءُ بالعدلِ " متى استعبدتم الناسَ"، وقد ولدوا بأرضِ اللهِ أحرارا مَتى يستنطِقُ التاريخُ أحجاراً بمكةَ كيفَ كانتْ قبلُ، وكيفَ تحولت في الدهرِ قبلتنا!!؟ إلى الفردوسِ ياعـمـرُ ويانوراً أضاءَ هُناكَ، ثمَّ أضاءَ قبلُ هُنا!!! وعثمانُ الخليقةُ، ثالثُ الخلفاءِ، أروعَ من تكنّى بنا: بذي النُّورينْ مُجهزُ جيشِ عُسرتنا كريمٌ لايجاريهِ سخاءً أهلُ هذي الأرضِ: مِنْ إنــسٍ، وَمِنْ جــنِّ شهيدُ الله والقرآن وَمِسكٌ فاحَ في الأزمان ونورٌ قائمٌ أبداً بماسيكونُ، أو قدْ كان... وذاكَ عَلِيُّ مِسكُ ختامنا ذاكَ الأبيُّ، ولافتى إلا عليُّ، وليسَ من سيفٍ سِواهْ حبيبُ الله!!! وزوجُ حبيبةِ الرحمن: فـاطـمـةٍ...، بشيرُ اللهِ في الجنـَّـة أبو الحسنينْ أبو السبطينْ وإنْ غالوا.. تَـنَــزَّهَ عن مغالاةٍ وظلَّ الرائعْ المفردْ وظلَّ حبيبَ خير الخلقِ مبعوث الهدى أحمد فصبراً لَ ياسرَ إنَّ وعدَ اللهِ في الجنـة أليست حكمةَ الدهرِ التي تبقى تحدثنا عن الماضي وعن أجدادنا الأولِ وعمّا خلفوهُ على مدى الأزلِ حكاياتٌ من التاريخِ تبقى عبرةً لغــدِ واحبابُ الحبيبِ الرّمزُ في العِبرَهْ سماواتٌ من القيمِ وهاماتٌ من الشِّيمِ لهم نرنو بأبصارٍ تعيش المجد في القيمِ لنا كمْ خلفوا ذكرىً وتذكارا وصانوا بالدّمِ الدارا وذكراهم مدى الكتبِ فكمْ مزجوا هوى الإسلامِ بالعربِ وخطو ملحماتِ المجدِ في الحِقبِ وهاماتُ الرجالِ تغيبُ في الشُّهُبِ وما زالت بهم تعلو * وأسماءٌ لها في القلبِ تذكارُ خديجةٌ امُّنَا، والدوحُ مكثارُ وفاطمة، وزينبُ، وصحبةٌ في الدهرِ أخيارُ وعائشةٌ، وحفصةُ، أمهاتُ المؤمنينَ، وفتيةٌ في السّاحِ أبرارُ وما أروي قليلٌ من كثيرٍ يحدثُ عنهم التاريخُ في السّيرِ وهاهم خالدونَ بنا بملء السّمعِ والبصرِ فكمْ قمَــرٌ مشى فيهم إلى قـمــرِ وظلوا عبرةَ العِبَــرِ * وخاتمةُ المطاف النورُ في القرآنْ، طريقُ هـدايةِ الرحمنْ، وآخرُ ماتنزلَ مِنْ: عُلاهُ بخيرِ خيرِ بيانْ