آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الحياة > المرأة

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 02-10-2010, 12:16 AM   رقم المشاركة : 1
أديبة
 
الصورة الرمزية لانا راتب المجالي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :لانا راتب المجالي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي جدّتي والجمعيات النسائية !

خَلفَ كل تجربةٍ تَعبرُ جَسدَ العمرِ حكايات مَنسيّة ..
حِكاياتٌ تخفِتُ في القلبِ ، وأخرى تبزغُ في القلب ، وكلّ حِكايةٍ تخلِّف رمادَها ، ومِنْ تحتِ الرَمادْ عَلينا أنْ نَنبش لنستوحي مِنْ جذورها كيفَ نزرَع شَجرَ الزيتون .

لطالما راودتني فِكرة الكتابةِ عنها قبل الآن ولم أفعل ..

ستقولون لي : ما شَأننا نَحنُ بِجدّتك وضفائرها الطُهر و أساورها اللجين وكُحل عينيها و(مدرقتها ) الكركية بالقطبة الفلاحية ورائحة الهيل تَضوعُ مِنْ أركانِ مطبخها ؟

وبالتأكيد فالأمر لا يَعنينا إلا مِنْ زاويةٍ واحدةٍ : هو أنها أرادت أن تَكون ذاتها ، وهو حلمٌ مَشروع لكيانها المجبول بطينِ الأرض ، ويَعنينا لأنها حَصَلت على حِصتها مِنْ نورِ الشمسِ وَحِصتها مِن ضَوْء القَمر دون أنْ تنضَم لأي جمعيةٍ نسائية .

وَجدّتي امرأة أميّة ، لَم تقرأ سَطرا ً واحداً في كتابِ ( تحرير المرأة ) لقاسم أمين إذ أنها كانت تؤمن ببديهية مُطلقة أنها حرّة ، وحريتها ليست قابلة للأخذِ والعَطاء فَوق طاولة مفاوضات ، أو حتى فوق صفحات كتاب يعلّم المرأة كيف تكون حرّة ! .

وَجَدّتي لم تتردد للحظة ٍ واحدة بتقديم واجب تصنيع مؤونة بيتها مِن ( مقدوس ومخللات ومربى سفرجل وكبس زيتون أخضر وأسود ) على واجب السفر للمشاركة بمؤتمر لتحرير المرأة في كلية راسكن بإكسفورد عام 1970 ، إذ أن الأمر لا يعنيها من قريب ٍ أو بعيد .

وَهي ( حسب معلوماتي ) أخذت حقها كاملا ً في ميراثها من والدها دون أن ترفع أي عريضة للمفتي العام كي يصدر قانونا ً خاصا ً بمنع تنازل النساء عن ميراثهن ، لأن الحصول على الحقوق ( في عُرفِها ) لا يحتاج إلا للتصميم والجرأة ، ومن لا يمارس هذه القناعة فعليه اللجوء وبصمت ٍ مخجل للملح يرشه فوق جروح خيبته.

وَجَدَّتي ( الأميّة ) اختارت زوجها على طريقتها بعد أن أعلنت الحب عليه بسهولة ٍ تامة ودون أن يكبلها المجتمع بأية قيود ، طالما التزمت بمعاييره وتقاليده وأعرافه ، واستطاعت خلال نصف قرن ٍ على الأقل أن تمارس حياتها معه بشكل ٍ طبيعي دون أن تلجأ ( للخلع ) أو حتى لطلب ( الطلاق ) باستثناء تلك المرّة التي علمت فيها أنه أرسل ابنها للعلاج من مرض السرطان إلى ( إسرائيل التي تقتل الناس حسب رأيها ) ، وهي بالطبع كانت قادرة على اتخاذ قرار ٍ مثل هذا دون أي شعور بالخنوع أو الضعف ، إذ أنها كانت تحتفظ خلال هذه الفترة الطويلة في مؤسسة الزواج بذمة ٍ مالية مستقلة عن جدي ، من خلال ما تجنيه من أرباح ٍ بعد بيع محصول أراضيها حيث كانت وما تزال تمارس الإشراف على الزراعة فيها بنفسها .

هذه المرأة لَمْ تلهث يوما ً خلف أحلام الجمعيات النسائية ومطالبها إذ أنها أدركت و بفطرتها النقية أن أول شرط لممارسة أية حرية هو حمل المسؤولية عن جدارة وعدم اعتبارها ترفا ً إضافيا ً ، وفهمها لهذه العلاقة على هذا النحو المدهش جعلها تدرك أن اهتمامها بتربية أبنائها وسعيها لحصولهم على أعلى الشهادات هو شهادة تضاف إلى رصيدها هي ، من خلال سهرها على راحتهم وعلى حياكة أحلامهم تحت سراج التصميم .

هو نفس الدستور الذي ألزمت والدتي به عندما ضربتها ليلة زفافها ، لأنها اشترت الكثير من الملابس كأي عروس مقبلة على الزواج إذ أنه هذا الأمر يدخل في باب الإسراف غير المبرر ضمن حسابات عرفها الأصيل ، وهو نفس الدستور الذي بثته إليّ عندما زرتها أثناء فترة حملي بطفلي وكنت أتقافز فوق الدرج حيث نهرتني قائلة : احذري ، ابن الناس أمانة ! ووقفت مشدوهة أفكر: أليس ابني أيضا ً !؟ .

جدّتي لم تصفق لقانون ( الكوتا ) النسائية ، ولم تبتعد عن مجريات الحياة السياسية الأردنية أو تلك العربية ، لأنها تثق بقدراتها وكينونتها داخل مجتمع ٍ تشكل فيه حجر الزاوية كزوجة وأم وأخت وبنت وجدّة وعمّة وخالة .

ثمّة أشياء ما زلنا نمتلكها ، وتتدفق من أعماقنا ، ولا نريد أن ننساها ، ولن نسمح لروح العصر بسرقتها منا ، وهي أشياء لا تحتاج إلى إنشاء جمعيات تطالب بها أو تصرخ للحصول عليها ، لأنها داخل كل إنسان سوي خرج من ظلمات مستنقعاته النفسية ، ودخل مساحات مضيئة من المحبة والثقة بإمكانياته، في أمّة ٍ تمر بمأزق ٍ حَرج يتطلب حشد الطاقات كلها لمواجهة عدّو فعلي بدل التوهم أن العدو هو الرجل الرفيق في هذه المعركة ، فنحن لا نريد أن ننسى ( مؤسسة الأسرة ) في غمرة انشغالنا بمحاكاة كل عصري وتقليده تقليدا ببغائياً أعمى .











  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:35 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::