مدعوٌ إلى حفلٍ لا يرغب أصحابه بحضوري الحزين ..
حضرتُ غائبًا
بذلتُ جهدا لزرع ابتسامة على وجهي
ذيّلتُ باقة الورد بسطرين من قصيدةٍ عن السفر
وانتظرت أطالع وجهها
لأفتش عني في تضاريس الوجنتين
أو لعلّي ألمح أثرا للبكاء تحت عينيها ..
لكنها كانت رائقةَ الوجهِ كالنهر
هادئةً حالمةَ العينين
ربما كانت تفكر في تنهيدةِ ارتياحٍ
فتترك في جسدي قلبًا لم يحقق لي حكاية
تناولتُ بصمتٍ ما تيسر من طعام
لا أشعرُ بملحٍ أو شهية
لم أكترث بتهامس النسوة من حولي
ولا اعتنيتُ بما سيقوله الراوي عني
وانشغلتُ بحكايتها
كتبتُ كل ما يعدُّه العاشقُ لحبيبته
كتبت كيف كنا اثنين على طريق الرجوع إلى الحياة
كيف امتشقنا النصلَ ورقصنا
رقصةَ النحل عند الهروب إلى خلاياه
نازفا عسل اللقاء
أنا المدعوُّ الغريب
صاحبُ البخور في تلك الزاوية
أنا قارئُ الكفِّ، صانعُ الأسطورة الآتية.
قالت عيناها : قدني إلى الأمام لأتراجع
أو أدفن قبل اللحظة القادمة
انزع عني ثوب الليلة الباكية
خذني إليكَ من خلالِ السرِّ في جسدي
أو اتركني أغنّي نشيدَ الأيامِ الماضية.
بعد فاصلةٍ قلتُ : ليتني أعرف سرَّ الشيطان في جسدي
فأدرك ما عليّ القولُ
أو أعترفُ
أني لا أملك الشجاعةَ الكافية.
رقصتْ كأنّها راكبةُ موجٍ تصلّي للعاصفة
وهمستْ: أعوذُ بكَ من شرِّ الغواية.
كَثُرَ الراقصون حتى توارتْ عن ناظري
وتلاشيتُ تاركًا للعذراء نشوتها.
سجدتُ، شكرتُ، انتصبتُ واقفا
أعلنتُ النسيان
ومضيتُ نحو حتفي المؤجل.