في رأسي وظائف متعددة الا ان أنانيتي المفرطة وشعوري بالعظمة جعلاني لا أعلن أية درجة شاغرة لكني بلا غرور أطمح وأتمنى أن ينام في رأسي أحد أصدقائي أو زوجتي اذا وافقت ْ على ذلك لتقدم لي صباح كل يوم لائحة يدون فيها كل ما حلمتُ به ليلا ً لتكاثف الأحلام وعدم برمجتها بالشكل الذي يتيح لي استبصارها للآخرين وتشابكها علي ّ حتى اختلطت ْ أحلام اليقظة بأحلام النوم وأحيانا ً أقع في دوامة لمعرفة العلاقة بين مراهقتي وبناية مدينة الطب او بين المرحوم جدي وبرج بيزا المائل .. لاضير في ذلك سأخلع أنانيتي و فضولي وأعلن عن درجة شاغرة في رأسي وأسميها الصداع وحتما ً ستتقدم إليها وستشغلها سكرتيرة جميلة وأنيقة ومعطرة تنثر شعرها بشكل انثوي فوضوي مرتدية قميصا من الحرير الأبيض الخفيف لتظهر ملابسها الداخلية العليا ومن خلالها سيقع او يشكل الصداع معها علاقة عاطفية من طراز رفيع يرتقي الى مستوى الإباحية وقد يؤدي الى الزواج المبكر وعندئذ ستطالبه بالخروج من رأسي واستقلالهم في بيت شرعي وبذلك أكون أول انسان منح درجة شاغرة في رأسه واني متأكد جدا ً ان آلاف الأنانيين والمتعففين جنسيا ً سيخرجون بمظاهرات صاخبة من أجل الإطاحة برأسي الذي ظل منتصبا ً شاخصا ً فوق جثماني مذ جئت ُ الدنيا حافيا ً عاريا ً باكيا ًوحتى اشعار آخر ....
أستاذي المبدع سعدون
خلال بحثك عمن يشغل هذه الوظيفة هلَ أخذت بأيدينا معك ؟؟
الصداع عندك حالة لا تشبه الصداع
نص لا يقل روعة عن نصوصك السابقة
دام إبداعك سيدي
تحياتي ومودتي
في الأصل كلنا يحمل ذاكرة بيضاء إلا من بعض الجينات الترابية
والتي تدعونا بشكل تلقائي لبناء و إنشاء حارات و جدران والعديد من المخابئ ..
كــ شرقيين نملك خاصية التملك"حب التملك" و هذه الخاصية تدفعنا هي الأخرى لاخفاء و عدم الأتيان بالذكر على الخصوصيات
و الذاكرة هي من اهم الخصوصيات البشرية"الانسانية"
حتى أننا لا نذكر عدد الأروقة و نتناسى كل ما دونته الذاكرة كي لا نجرؤ على ذكره بشكل أو بآخر إلا لو أردنا ذلك.
وهذه عملية ليست بالسهلة أبدا "استحضار الذاكرة و جلب المخزون على الطاولة .
لو تحسس كل منا راسه في الصباح بمجرد ان ينهض حتما سيجد أروقة وجدران جديدة تم انشاؤها خلال نومه على يد الذاكرة طبعا
وهذا لأن ذاكرة كل منا صارت تعرفه أكثر منه ..و تتوقع ما يحصل معه قبل علمه به فتقوم ببناء ما يتوجب عليها قبل الطلب منها لتخزين الأحداث
كـــأني ابتعدت ..لكنه هو النص سرقني مني
تحية لأستاذي
التوقيع
لايكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك , عليك أن تخطو تجاهها و التوقف عن الاختباء خلف الزمن,