و تمضي بي عربة الرحيل بعيدا عن ياسمينتنا
يمشط بصري المنكسر شوارع الذكريات
يقبل وجناتها الباكية
يعانق نسماتها
و يحضن وجع الطرقات
أغمض عيني كي لا يعذبني الوداع
فتجلدني سياط الحنين
و يجتاح الأسى أنفاسي
تتساقط أوراق الحب
و رياح أيلول تئن
تناديني جبال الوطن
ترمقني بنظرات عتاب
و السماء تتبعني
تتشبث بقميصي
تشدني للخلف و عجلات الرحيل تسبقها
يتمسك التراب بساقي
و يد الغربة تسحبني
على الحدود أخلع قلبي
يصادر البعد نبضاتي .. ذكرياتي .. بسماتي ... دمعاتي
تنساني ملامحي
و تنكرني تفاصيلي
يطبع السفر قتامته على وجهي
و يكسوني غبار الاغتراب
لتبدأ رحلتي إلى المجهول
أرض لا تشبهني
و سماء لا تعرفني
و بحر لا أفهم لغة أمواجه
يتبع ....