كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوقع إيمان عمر بن الخطاب .
والغرابة أن معظم الصحابة إن لم نقل كلهم كانوا يرون فيه " يسلم حمار الخطاب ولا يسلم عمر .
وكلا الظنين يدلان على محبة ظاهرة ومتوقعة ومعلنة أو مضمرة ومبطنة لأن يكون عمر ضمن صفوف المسلمين .
لا يدل هذا على أهمية إسلام عمر في تطوير حركة الدعوة ودعمها فقط بل ويدل على وعي الجماعة المسلمة بالشخصيات ومدى تأثيرها على خط الدعوة ولذا أزعم أن عمر كان محل نقاش الجماعة المسلمة على فترات ممتدة ولذا فقد يأس بعضهم فقال " يسلم حمار الخطاب ولا يسلم عمر " .
وأعتقد أيضا أن دعاء النبي لأحب العمرين إلى الله بدخول الدين هي رسالة كانت تطرق سمع عمر وتحرك وجدانه وتغريه بأن يكون ذلك " الأحب " .
فكان الدعاء طلبا من الله من طرف ورسالة تتدغدغ عواطف عمر المعلبة التي لا يظهرها عادة رجال مثل عمر - من طرف آخر - .
ما يهم أن النبي أيضا كان لا ييأس من أحد وكان يتنظر الفطرة التي فطر الله الناس عليها بل ويوجه لها الرسائل كأدق ما يعرفه علماء النفس .
وقد علمتنا الثورة السورية أن هناك الكثر من يقفون في صف الباطل قلوبهم مع صفوف الحق ولكن يتنظرون من يحرك فيهم هذه الفطرة التي تغذي " روح الانشقاق " بل "روح الانعتاق " .