القصة رقم (17)
حكاية لــــــو
فى مكان بعيد جدا .... وفى قصر كبير جدا .... ولدت طفله .... حدث ذلك من زمن بعيد .... الأب كان ثريا للغاية .... وسعادة الاب كانت غير عادية .... وكذلك امها .... فهذه كانت الطفله الاولى لهما .... والتى ولدت بعد فترة كبيرة من زواجهما .... الغريب والمضحك فى ذات الوقت .... ان الطفلة عندما ولدت لم تبكى او تصرخ كالاطفال العاديه .... انما كانت تقول لو .... لو .... لو
بالطبع لم يستغرق الامر وقتا طويلا حتى يختارالابوين اسم الطفلة .... فقد سماها ابواها "لو" .... والحق يقال فقد احباها كثيرا جدا .... حتى انهم لم يمنعوا عنها شيئا قط .... وعندما بدات لو فى الكلام .... كانت تقول : بابا .... ماما .... لو عندى لعبة جديدة لكنت اسعد.
طلبات لو أوامر وكانت تجئ لها اللعبة تلو الاخرى .... كما قلت لكم لم يبخل عليها ابوها على الاطلاق .... وعندما تعلمت لو الكلام اكثر .... قالت لو ان لى غرفه اكبر حتى تستطيع ان اضع فيها لعبى الكثيرة .... وجاء المهندسون والبناءون وتم توسعه غرفة لو بتكلفة عالية جدا .... فقد كان التعديل فنيا للغاية ....
ومرت الايام وكل لو من لو تتحقق .... حتى ادخلها ابوها المدرسة .... ولكنها قالت لو اننى ذهبت لمدرسة الأمراء لكان أفضل .... وتحقق طلبها ودفع الاب المصروفات بكل حب ورضا للو .... حتى تتمكن ان تكون فى مدرسة الامراء ....
ولكن لو كان استيعابها بطيئا لدروس المدرسة .... وبكل بساطه عندما تكلم معها ابوها فى الامر .... قالت لو ان عندى مدرسين خصوصين لكنت فهمت كل دروسى .... وبرغم التكلفة العالية لهذه الدروس الا ان اباها حقق لها هذا الطلب .... ولكن للاسف كان تقدم لو فى المدرسة بطيئا ايضا ....
كلما كانت تكبر لو يوما .... كان ذلك معناه لو جديدة للاب .... وكل لو .... للو .... كانت تكلف مبالغ باهظة .... ما بين ملابس والعاب وكتب وحتى قطع فنية ومشغولات ذهبية ونوادر عالمية .... وكان طبيعيا ان ثروة الاب بدات فى الانصهار والذوبان .... وقاربت ان تتلاشى مع كل سنة جديدة تكبرها لو ....
وعندما حاول الاب ان يجعل لو تحاول ان تقلل من لولواتها الكثيرة .... فاجأته بقولها .... لو كنت انت اغنى لكنت انا أسعد .... ولو كنت تعرف كيف تجلب المال لاسعادى وشراء ما اتمناه لكان افضل .... لو كنت تحبنى لكانت حاولت المزيد لاجلى .... واستشاط الاب غاضبا .... بعد كل هذا هو لايحبها .... وفى ثورة غضبه صفع لو صفعة قويا .... لم تتمالك لو نفسها من الدهشة وسقطت مغشيا عليها على الفور ....
لم يدرى الاب ما يصنع .... فقد تملكته عدة احاسيس متداخله .... واسرع بجلب الطبيب .... وقام الطبيب بفحص لو سريعا .... الا انه انكب عدة مرات على لو .... وهمهم قائلا : شئ لم اصادفه فى حياتى من قبل .... حقا شئ عجيب .... ثم فتح قنينة خرجت منها رائحة نفاذة .... وبدأت لو تفيق شيئا فشيئا .... وبدأت تفيق اكثر مع قبلات واحتضان ابواها ....
اصطحب الطبيب الاب واخبره ان فى جسم لو شيئا عجيبا لم يعهده فى المرضى الذى عالجهم ولا فى كتب الطب التى درسها .... ان نبض لو على مايرام .... ولكن لو ليس لها نبضات فى القلب .... وهذا معناه على حد علم هذا الطبيب ان لو لا تملك قلبا!!!! .... وبما ان الطب فى هذه الفترة كان لا يملك هذه الادوات الحديثة التى نملكها .... فلم يعرف ذلك الطبيب يقينا ان يقع قلب لو .... وتبعا لذلك لم نعرف نحن ايضا ان يقع قلب لو .... ترى اين يقع قلب لو؟؟؟ ....
تحاور الاب مع الطبيب قليلا .... الذى لم يملك فى النهاية الا ان يقول له .... طالما لو عاشت ما يقرب من عشرين سنه حتى الان على هذا الوضع .... فمن المؤكد انه ليس هناك خطورة على حياة لو .... واذا كانت المشكله كما حكيتها لي .... فما المانع من تزوج لو .... ويتحمل زوج لو لولواتها؟ .... راقت الفكرة كثيرا للاب .... ولكن من اين يأتى بالزوج؟ ....
ولأول مرة منذ ان ولدت جاء حظ الاب جيداُ .... فقد جاء اولاد خاله لو الثلاثة : ماشى , وحاضر , ومعلش .... لزيارة لو والاطمئنان على صحتها .... ولاحظ والد لو ان هناك انجذابا بين لو ومعلش .... وكان نظرة الاب فى محلها فقد تقدم معلش لخطبته لو .... ووافق الاب على الفور ....
كانت طلبات لو اسطورية .... وقبلها معلش قائلا : معلش الزوج مرة فى العمر .... واحضر كل من الطرفين ما يخصه .... وطلبات لو من ابوها اوشكت ان تقضى على ما بقى من ثروته .... ولكنه قال فى نفسه انها ابنتى الوحيدة .... وعموما سيتزوجا معلش وهو طيب القلب وسيسكنان فى المدينة المجاورة .... وكلما اشتاق للو ساذهب لزيارتها .... وارتاح من طلباتها ....
وبالفعل اقيمت الفرح الاسطورى .... وتم اقامة المأدبة الاسطورية .... وتم عمل الزينات الاسطورية .... لتسكن لو فى منزل اسطورى ايضا ....
لم تنجب لو .... ولم يجد الاطباء عنها ما يمنعها من الانجاب .... ومعلش لا يقول الا معلش .... ولم يرفض للو أي لو .... فقد كان يحبها حقا .... وكان من الطبيعى بعد عدد بسيط من لولوات لو .... ان تنتهى ثروة معلش .... ويبدأ فى الاقتراض وتتكاتف عليه الديون .... وعندما تحدث معها معلش .... ولاول مرة منذ زواجهما يرفض لها طلب .... قائلا : معلش ليس معى ما يكفى لتلبيه طلبك .... ردت عليه لو باسلوب ساخر ومتسلط .... وانقلب الحديث الى مشاجرة .... واخذت تكبر المشاجرة .... الى ان فقد معلش أعصابة .... واستل سيفه وطعن لو .... معلش طعن لو .... طعنها فى مكان القلب .... كانت لحظة جنون من معلش ....
الا ان الذى لا يعرفه معلش ان لا قلب للو فى مكان القلب المعتاد .... وعندما نزع معلش سيفه .... لم ينزل من لو دم!!! .... لو ليس عندها دم أيضا .... ولكن الاغرب من ذلك كله .... ووسط دهشة وفزع معلش الرهيب .... بدأت لو فى التبخر .... اخذت تتبخر من امامه .... واخذ البخار يمر من اما عينى معلش وهو غير مصدق لما يراه .... ثم مر من اذنين معلش مسببا له صداعا رهيبا جعله يفقد وعيه من شده الالم ....
وعندما افاق معلش لم يجد لو امامه الا ان شيئا فى عقله .... كان يخبره بمكان لو .... وكان هو كالمسحور دائما يبحث عن لو .... احيانا كان ينظر فى السماء ....فيجد سحابة على شكل لو .... واحيانا كان يرى تلك السحابة تمطر فى النهر .... ويرى لو تختلط مع الماء ويرى الناس يرون زرعهم من هذا الماء .... وأحيانا أخرى كان يرى الناس يشربون من ماء لو .... دائما كان يسمع ضحكة لو .... ويرى فى عيون الكثير من الناس نظرة لو .... احيانا كان يرى ناسا تسكنهم لو .... واحيانا كا يرى انهم يرفضون دخول لو داخله .... يهزون رؤوسهم كانهم يرفضون وجودها فتخرج لو على الفور .... كان هو الوحيد الذى يستطيع ان يراها .... سواء ان كانت تدخل الى عقول الناس او تخرج منها .... واخذ معلش يدور فى البلاد وراء لو .... كم شاهد ناس تموت عندما تسكنها لو .... وكم رأي ناسا يعيشون عندما يطردون لو .... وقليلا ما شاهد من ينجو من الناس بعد ان تسكنه لو ....
لا احد حتى الان يعلم يقينا اذا كانت حكايه لو هذه حقيقية ام نسج الخيال .... العلم سيبحث كثيرا حتى يعرف الحقيقة .... بحثنا كثيرا وقابلنا اكثر .... البعض يقول انه لا يعرف لو ولم يسمع عن معلش .... والبعض الاخر يؤكد انه يرى لو ومعلش كثيرا .... ووسط الكم الكبير من حكايات الناس زاد الغموض .... الشئ الوحيد الذى تاكدنا منه ان لو لاتذهب لاحد الااذا فكر فيها وطلبها .... وان اكثر مكان تطلب فيه لو وتكون موضع ترحيب هي معامل العلماء والعظماء الذين ينجحون فى استخراج الجانب الطيب من لو .... وايضا عند الجشعيين والطماعين الذى يبحثون ايضا عن لو .... ولكننا حتى الان نبحث عن حقيقة لو .... فهل رأى احدكم لو؟؟؟