آخر 10 مشاركات
واجب العزاء للأستاذ ناظم الصرخي بوفاة شقيقته (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          : يوم الجمعة .. (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          هـذا الصبـــاح .... (الكاتـب : - )           »          ألقوا بالثورة إلى الشَّارع يَحتَضِنها الشَّعب (الكاتـب : - )           »          توقيعات هادئة (الكاتـب : - )           »          كلمة واحدة ... تكفي (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          من هنا يبدأ فساد الدولة !!!!!! (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          هنا نستعيذ بالله (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع التألق > مسابقات منتديات نبع العواطف الأدبية > مسابقات السرد

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من صباح الجمعة : جمعة مباركة للجميع إن شاء الله عواطف عبداللطيف من واجب العزاء : تتقدم بالعزاء والمواساة للشاعر ناظم الصرخي بوفاة شقيقته ,,رحمها الله برحمته الواسعة وأسكنها فسيح جناته ,,وإنا لله وإنا إليه راجعون دوريس سمعان من صباح الورد : طيب الله جمعتكم برياحين الجنة

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 03-15-2010, 12:31 PM   رقم المشاركة : 1
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي نتائج مسابقة نبع العواطف الأدبية الأولى للقصة القصيرة

مسابقة منتديات نبع العواطف الأدبية للقصة القصيرة



شروط المسابقة :

1ـ الموضوع غير محدد .
2ـ يتقدم المتسابق بعمل واحد فقط،.
3ـ ألا يكون العمل قد سبق له الفوز فى إحدى المسابقات او تم نشره مسبقا.
4-أن لا تتعرض الخاطرة الى الأديان السماوية أو أن تكون خارجة عن الذوق العام.
5ـ ألا يزيد العمل عن 3000 (ثلاثة الالاف ) كلمة.
6- ـ أن تكون المادة المقدمة مكتوبة باللغة العربية الفصحى.
7ـ لا تعاد الأعمال المشاركة إلى أصحابها.
8ـ يرفق بالعمل: ـ السيرة الذاتية والصورة الشخصية
9ـ وصفحة مستقلة تثبت بها البيانات التالية:
أ ـ عنوان القصة
ب ـ اسم المتسابق الثلاثى
ج ـ العنوان البريدى كاملا ورقم الهاتف
د ـ قائمة بالمؤلفات المطبوعة ( إن وجدت )
هـ ـ البريد الإلكترونى إن وجد
10 ـ تستبعد الأعمال غير المستوفية للشروط من الدخول في المسابقة
11- يغلق باب قبول المشاركات في 1/3/2010.
12 ـ تعلن أسماء الفائزين فى 15/3/2010 .
13 ـ ترسل الأعمال المشاركة على العنوان التالى laym2402@yahoo.com
14ـ لمعرفة المزيد عن المسابقة تكرموا بزيارة موقعنا على الأنترنيت :https://nabee-awatf.com/vb/
منتديات نبع العواطف الأدبية
15-يحق لغير الأعضاء المشاركة في المسابقة.
16-لا يحق لأعضاء لجنة التحكيم المشاركة
17-تمنح نقاط لتصويت الأعضاء على القصص بعد نشرها بدون أسماء على رقم القصة

لجنة التحكيم:

1-الاستاذ غريب عسقلاني
2-الأستاذ فارس الهيتي
3-الأستاذة سولاف هلال
4-الأستاذة رائدة زقوت
5-الأستاذ محمد السنوسي الغزالي
6-الأستاذ عبدالكريم لطيف

اللجنة العليا
1-الأستاذ عبدالرسول معله
2-الأستاذة عواطف عبداللطيف












التوقيع

 
قديم 03-15-2010, 12:42 PM   رقم المشاركة : 2
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: نتائج مسابقة نبع العواطف الأدبية للقصة القصيرة

تم نشر القصص المشاركة على الرابط التالي

https://www.nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=1346



شارك في التحكيم كل من :

1-الأستاذ فارس الهيتي
2-الأستاذة سولاف هلال
3-الأستاذة رائدة زقوت
4-الأستاذ محمد السنوسي الغزالي
5-الأستاذ عبدالكريم لطيف


تم توزيع الدرجات بالشكل التالي:



20 درجة الى اللغة العربية (الأستاذ عبدالرسول معله)
10 درجة للتصويت في الأستطلاع

70 درجة لعضو اللجنة من الحكام
تقسم بالشكل التالي
20 درجة للسرد والأسلوب
20 درجة للفكرة
10 درجة للزمانية والمكانية
20 درجة الى المحكم
-----
100 الدرجة النهائية


عدد القصص المشاركة في المسابقة 24 قصة

كان التنافس قوياً بين القصص المشاركة

فازت ست قصص بالمراكز الأولى والثانية والثالثة وحصلت على أوسمة الفوز

وختاماً

بأسم أدراة منتديات نبع العواطف الأدبية

نتقدم بجزيل الشكر والتقدير الى أعضاء لجنة التحكيم لجهودهم القيمة

والى كل من شارك بالمسابقة من داخل وخارج المنتدى

وفق الله الجميع












التوقيع

آخر تعديل نبع العواطف يوم 09-16-2010 في 02:47 PM.
 
قديم 03-15-2010, 01:20 PM   رقم المشاركة : 3
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: نتائج مسابقة نبع العواطف الأدبية للقصة القصيرة

القصص الفائزة بالمركز الأول


القصة الأولى : لو لم تكن أبي
للسيدة سوسن سيف


القصة الثانية : زبد ما زال يطفو على الوجه
للأستاذ عبدالكريم سلطان












التوقيع

 
قديم 03-15-2010, 01:26 PM   رقم المشاركة : 4
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: نتائج مسابقة نبع العواطف الأدبية للقصة القصيرة

القصة الفائزة بالمركز الأول



سوسن سيف

السيرة الذاتية لسوسن سلمان سيف
ّ ولدت في مدينة البصرة جنوب العراق
ّانهت الدراسة الابتدائية في شمال العراق
ّانهت الدراسة المتوسطة والثانوية في البصرة
ّ انهت الدراسة الجامعية في مدينة بغداد في أكادمية الفنون الجميلة العليا قسم الرسم وتلقت الفن على يد الفنان العلمي فايق حسن والفنان الاستاذ اليوغسلافي لازسكي في الانشاء التصويري وعلى يد الفنان المشهور التوموفسكي البولوني في فن الكرافيك والطباعة قسم ونالت شهادة الليسانس في الفن التشكيلي
ّ اشتركت في معرض الاطفال في اليابان ونالت احدى جوائزه
ّحصلت على جائزة الرسم الاولى في السادسة عشر من عمرها للمدارس الثانوية في مدينة البصرة
ّعملت في متحف التاريخ الطبيعي كمصممة لمعرض المتحف مدة اربعة عشرة عاما
ّعملت عام 1983 في قصر المؤتمرات مدة ثلاث سننين كرئيسة لقسم الفن والديكور
ّصممت 27 طابع عراقي لمجموعة الزهور العراقية مرتين
ومجموعة الاسماك اعراقي ومجموعة الطيور العراقية ومجموعة الزواحف العراقية ومجموعة الفراشات العراقية
ّوصممت للبنك المركزي عملة عراقية تحمل صورة للبط العراقي
ّ صممت كتب كثيرة لأسماك العراقية وكتابا لأسماك لعالم اسماك امريكي
ّ صممت كتب مدرسية والكثير من اغلفة الكتب داخل وخارج العراق وحتى اغلفة كتبها هي
ّاشتركت في معارض اكاديمية الفنون وهي طالبة
ّاشتركت في جميع معرض جمعية الفنانين العراقية بعد التخرج
ّ اشتركت مع جماعة آدم وحواء في عامين متتالية 1967 و 1968
ّاشتركت في معرض الواسطي
ّاشتركت في معرض البنيالة العربي في بغداد
ّاقامت معرض للرسم في النمسا عام 1973في قصر بالفي في فينا
ّاقامت معرضا للرسم في باريس عام 1976 galere d .art ror volmar .
ّاقامت معرضا للرسم في المغرب في مدينتي الرباط وكازا بلانكا عام 1983
ّاقامت معرضا في باريس مرة اخرى بعد هجرتها لفرنسا في عام 1994 في اليونسكو وقد ضم 65 لوحة
ّ اشتركت في بعض معارض المستقلين في كراند باليه اي القصر الكبير وهذا المعرض يقام منذ اكثر من مئة عام
ّ اشتركت في معرض الارض المنسية الذي ضم اكثر من اربعين فنانا في بلدية باريس الدائرة التاسعة عام 2000
ّ درست الرسم بسكين الرسم الخاصة على يد فنانة فرنسية معروفة ستة اشهر
ّ درست الرسم في معهد خاص يعود لبلدية باريس مدة خمس سنوات

السيرة الأدبية

مارست كتابةالنصوص الشعرية والخواطر والقصة القصيرة والنقد الفني والادبي وكتبت في الكثير من الصحف والمجلات منها المرأة العربية وصحيفة الزمان وجريدة النهار ومجلة الاديب ومجلة اتحاف التونسية ومجلة الصياد اللبنانية ومجلة اليقظة الكويتية و بدأت الكتابة في سن الخامسة عشر
ّلها كتب للشعر احدهما طبع عام 1998 في مدينة مسقط في عمان بعنوان شئ للزمن المنسي
والكتاب الثاني عام 2005 طبع في قطر في الدوحة بعنوان ماذا تريد الريح
كتب تحت الطبع للشعركتاب بعنوان قال لي.. والكتاب الاخير الشعري قطاف الياسمين ولها مجموعة قصصية تحت الطبع بعنوان أحزان لهذا الشتاء وتكتب الان رواية بما مر عليهامن زمن



القصة رقم (6)



لو لم تكن أبي



لم اكن أعرفك يا أبي ‘حين ولدت كنت أنت سجينا لجريمة لم ترتكبها ‘علمت ذلك بعد سنوات ففي أيامي الأولى لم أجدك او أتعرف عليك او على ملامحك ‘ وحين التقيت بك بعد عامين من عمري لم أفهم انك أبي كنت صغيرة جدا وكنت لا اعرف كيف أناديك حين تأتي الى البيت ‘فأهرع الى الباب بقامتي الصغيرة ‘ أتعثر‘ أقع كي أراك وانتظر وأنا أحمل اليك خفيك ‘ وتدخل ‘ ونادراً ما كنت تراني او تلتفت ألي ‘ غير اني كنت أتتبع خطواتك وأنت تتجول في غرف المنزل وكنت أراقبك ‘ ولم تكن لدي فكرة في مفهوم الأب غير اني تغيرت بعد فترة قصيرة من الزمن ‘ فأصبحت أناديك ( بابا ) مثل اخوتي ‘ بتلك السن الصغيرة كنت أريد ان أقترب منك أكثر وأن أجلس بحضنك ‘ أن تطوقني بذراعيك ‘ لماذا لم تكن تفعل ؟ ظل السؤال يحيرني ‘ بقى ذلك الشيء لسنوات ‘ كنت أريد الاقتراب منك ولكنك لم تقترب مني ‘ لم أكن أفهم ان للخارجين من السجن أمزجة خاصة ‘وليس لهم الرغبة بشيء ‘حتى الحب ربما لم يكن لديهم الأهتمام بطقوس الحب والانشداد الى الآخرين ‘ كنت بحجمي الصغير أتصور ان أجد مكانا عندك ‘ أو في قلبك ‘أو كانت لديك المساحة الكافية كما ظننت وكانت هناك مسافة يمكن اختصارها كي اجلس على ركبتيك وأسمع صوتك الجميل وهو يدغدغ سمعي ‘ أتذكر فقط كيف صفعتني حين دلقت اناء الحساء على الأرض .. وبعدها لم اقترب منك أو أنتظر عند الباب عند موعد عودتك ‘ لأني عرفت انك غضبت مني كثيرا تلاشت رغبتي في الاقتراب منك وصارت الفجوة أكبر.
عمري ثلاث سنين وجدت نفسي جالسة بحضن امي في الطائرة والأسرة كلها معي ‘ كان هذا عهدي ببيتنا في بغداد ‘ اتذكر منه الغرف الكثيرة والمطبخ الكبير وأصوات الصحون المتراطمة مع بعضها وروائح الطعام المختلفة وحديقة الدار الواسعة باشجارها وثمارها وأزهارها‘ وكانوا يضعونني على سياج الحديقة حيث اتفرج على كل الدنيا وأنا ألتهم قطعة كعك أحبها ‘ لم اكن أراك يا ابي ألا َّ نادرا ‘ كنت أرى الجميع الا َّ أنت ألم تكن موجودا ؟ وماذا كان يشغلك عني وأنا اصغر القوم في هذه الدار .؟
كنا في الطائرة والتفت اليك كنت تقرأ في الجريدة مشغولا تماما وبعيدا تماما عني كبعدنا عن الارض ‘ كنت خائفة جدا من ارتفاع الطائرة وكانت أمي تقص علي حكاية النحلة زينة التي اشترتها لي من المطار لعبة لنحلة زرقاء جميلة وبألوان اخرى بهيجة وبجناحين شفافين بلون الفضة ‘ ظلت تلك اللعبة معي لسنوات ‘ وأذكر أنك رفضت ان تشتريها
نحن نقيم الان في فرنسا وشيئا ً فشييا ً ضاعت مني معالم أمكنة طفولتي الاولى ‘ وبدأت أتغير رغم معاناتي وأنا أذهب لاول مرة الى المدرسة الاولى في عمر الرابعة فأذرف الدمع كل يوم وأعود محبطة يائسة حزينة ‘ كانت أمي تصطحبني الى المدرسة دائما ‘ لم اذهب معك ولا مرة ‘ وكنت أرى أصحابي يأتون مع آبائهم احيانا . فأشعر بالاسى ‘ لم نذهب معا ولم تمسك يدي ولم تكلمني يوما او تسألني عما أفعله‘ لم نكن أصدقاء ‘ وقد تمنيت ان تكون صديقي تمنيت ان تحملني هكذا عالياً وترمي بي في الهواء ‘تمنيت ان تمسح على شعري ان تمسك يدي ونسير معا في شارع قريب ‘ تمنيت ان أعود من المدرسة وأضع رأسي على كتفك وأختبئ ‘ نعم كنت اريد الاختباء لديك لأشعر بقوتك يا ابي وأشعر بحمايتك‘ كنا أنا وأنت نعيش غربة رهيبة ‘ وازدادت مع الأيام كلما كبرت ‘ وشعرت بتلك الفجوة بيني وبينك كانت تلك الفجوة تكبر وتزداد أتساعا كنت أسالك في داخل اعماقي : ألم تكن تحبني يا أبي ؟ ولأنني لم أجد جواباً ظل السؤال معلقا وفاغراً فاه .
كبرت وأصبحت صبية طويلة القامة وكان شعري طويلا جدا وجميلا ‘ عرفت بالصدفة انك تحب الشعر الطويل فتركته يطول ‘ لم تره أيضا ولم تقل لي يوما انه جميل.. ثرت مرة على نفسي وتمردت وذهبت الى الحلاق ليقصه قصة غلامية قصيرة جدا ‘ حتى الحلاق رفض ان يقصه فتوسلت اليه ان يفعل ‘ وعدت الى البيت وانا بشكلي الجديد ‘ ثارت أمي وغضبت وقاطعتني تماما لأيام ‘لم يرق لها تصرفي وانت لم تنبس بكلمة ‘ كان صمتك يثيرني‘هذا الصمت كان اللغة الوحيدة بيننا ‘ لم نشترك باي حديث معا .

كنت أعيش في عالمي الذي كان فرنسيا بكل أبعاده ‘ جئت في الثالثة من عمري لهذا البلد ‘ ووجدتني هنا في فرنسا و بين الفرنسيين‘ أدرس وألهو وآكل وأتخاصم كانت ايامي كلها باللغة الفرنسية ‘ شيئا ً فشيئا ً تلاشت صور وطني والشارع والبيت وحديقة الدار وسياج الحديقة ‘وأرجوحتي الخضراء ‘ والخباز والسوق الصغير المتواضع وتلك الأمكنة التي كنا نذهب اليها أحيانا .. تلك الطفولة المبكرة كانت هناك ‘ من يومها وأنا لم أجدك يا أبي.. ! في شبابي هذا صرت لا أعرفك أكثر ‘ صار صعباً علينا أن نلتقي أو نتحدث ‘ أقضي النهار كله وأنا أثرثر بالفرنسية أقرأ أفكر أتحدث أتكلم بالهاتف ‘ لا اعرف غير هذا الذي تعلمته هنا في الجامعة ‘ وانا أتجول بين ممراتها في قاعتها في مطعمها ‘ أحمل كتبي وأوراقي والشباب من الجنسين حولي حتى تهيأ لي أني وقعت في غرام شاب فرنسي ‘ وكان يشبهك كثيرا حتى في تصرفاته ‘ لا أدري هل كان صدفة ام كنت احب شخصيتك الغريبة فاخترت مثلها ؟ لا ادري هل كنت أبحث عنك في وجوه رجال آخرين ؟ ولكن لم يشف غليلي ولم يتغير شيء ‘ اصبحت لا أصل اليك ولا أجلس في الصالة حين تكون انت هناك ‘ لا شيء يربطنا ابداً ‘ شيء لا اقول مشتركا ولكن شيء يشبة تلك الصلة التي يسمونها الابوة ‘ كنت أحتاجك أبي وهذا ما كان يؤلمني ‘ فبت أبتعد كثيرا عن أمكنة تواجدك فتمر أيام دون ان أراك ‘غير انك لم تكن تنسى ان تغدق علي بالمال ولكن بالصمت نفسه حتى كنت بتصوري أقول انك مصدر للمال كالبنك مثلا والمال يجلب السعادة غير انها سعادة موقتة ‘ لانك لم تكن تبخل علي بالمال ابدا ً .. غير اني كنت أحس أن هناك الكثير والكثير الذي بخلت به علي ولم تمنحني ولو قليلاً من الدفء الابوي الذي كنت أتمناه .
ولم أستطع ان اجده في صديق أبدا فالحب الذي كنت اريده منك مختلف تماما .
كان مرضك الأخير قاسياً وخطيراً قلب كل الموازين وكل الأشياء كنت اراك في السابق كالجدار‘ صلباً قوياً ‘ فلا تهتز ولا تميل ‘ وفجأة تغير كل شيء وأصبحت أنت الضعيف المنهاروليس ذلك الرجل الجبار الذي أعرفه اصبحت ملقى في احدى المستشفيات تنام وتستقيظ على لعنة المورفين وبدأت أذهب الى المستشفى مع الأسرة كلها او بدونها نساعد ونخفف عنك بشاعة مرض السرطان الرهيب ‘ وانفردت معك كثيرا بدأنا نشاهد التلفاز معا .. وأنا متمددة بجانبك وأحيط جيدك بذراعي اشرح لك واترجم ما لا تفهمه ونلهو في بعض الالعاب التي جلبتها لك ونسمع الموسيقى بجهاز التسجيل الصغير ونتمشى في ممرات الحديقة وأنت متكئ على كتفي ‘ صرنا نتكلم معا صرت ابعث الشجاعة فيك وأجلب لك الصحف والمجلات التي كنت تحبها كثيرا.
أترى ؟ بدأت بيننا صداقة غريبة قوية صداقة حقيقية بين ابنة وأبيها ‘ صرت تحتاج لي وتسأل عني وتفتقدني ‘ صرت لا أطيق فراقك أصبحنا أحسن صديقين على الأطلاق ‘ وأفضل أب وابنة ‘ لم أعد أتقبل فكرة تشبيهك بالبنك ‘ بل صارت تزعجني ‘ فألغيتها من قاموسي ‘ولأول مرة صرت أناديك بابي ‘ وبصوت عال ‘وبكامل الحرية . وأنا اليوم في العشرين . صرت كلما تناديني اجيبك : نعم يا أبي.. صرت أقبل وجنتك وجبينك ‘ويدك كلما خرجت ‘ وكلما جئت ‘ طلبت من الممرضة المسؤولة ان تتركني أعتني بك بنفسي فأعمل لك المساجات أساعدك على ممارسة تمرينات رياضية خفيفة ‘ واضع لك العطور‘وأنظف اسنانك وأطعمك وأرفع الوسادة حين تريد وأغطيك واطفئ الضوء ‘ اصبحت أبي بالكامل .
كنت أريد أن أصرخ بوجه كل الناس : هذا أبي هل تعرفون ؟ انه أبي .كانت تلك الأيام في حياتي من أجمل الأيام لاني وجدتك يا أبي ‘ وجدت اللغة المفقودة واكتشفت الحنان والحب الذي كنت تكنه لي وكان بحجم هذه الدنيا ‘وشعرت ان الحب الذي أكنه لك بالحجم نفسه .

غير ان العد التنازلي قد بدأ ‘ بدأ يأكل من أيامك و من حياتك ومن عمرك المتبقي ‘ كنت في كل ليلة أجلس الى النافذة وأفتح الستائر وارفع رأسي الى السماء وأدعو من الله أن تشفى ‘ لم اكن اريد ان ترحل بعد ما تعلقت بك ولأنني الان وجدتك ‘ ولا استطيع ان أفقدك وافقد الحلم الجميل الذي رافقني طوال حياتي ‘ كنت ابكي امام الله كل يوم وأدعو أن يشفيك لي ‘ غير ان صحتك أخذت تتدهور بسرعة كبيرة فبعد ايام قليلة فقدت الكلام وأصبح صوتك حشرجة غير واضحة وتوقفت عن الطعام لانك غير قادر على بلعه وأصبحت اكثر الأوقات تغط في نوم عميق ‘ بفعل كميات المورفين الرهيبة ‘ كنت تغمض عينيك بهدوء غريب ولحظات قليلة كنت تفتحهما وتبتسم لي ‘ نعم لم تتوقف عن الابتسامة ‘ كنت أمسك بيدك فتضغط عليها حين تكون مستيقظا ‘ كنت تجدني دائما بجنبك في تلك اللحظات فقد تركت الدراسة ولم أعد أذهب الى الجامعة .

تلك الليلة طلبت من ‘أمي أن تذهب وتستريح ‘ لأنهم قالوا لي انها الليلة الأخيرة لا أدري لماذا كنت أريد ان أودعك وحدي غير أنني كنت خائفة جدا وقلقة ومرتبكة ‘ وبقيت يقظة ووجهك الشاحب ..وأراقب تنفسك البطيء واضع اصابعي قرب أنفك لأحس بأنك ما زلت تتنفس ‘ لم أواجه قبل اليوم عدوا صعبا وقاسيا ورهيبا ‘ كان بانتظاري معركة رهيبة مع هذا الذي يسمونه الموت ..
في الصباح والمطر ينهمر والريح تعصف بصوتها الحزين أتوا ورفعوا كل الأنابيب منك كنت أنت في رحلتك الأخيرة التي بدأت بتوقف تنفسك تماما ‘ وأنا أنظر اليك ولا أقوى على عمل شيء انتهى كل شيء بهدوء . اليوم عرفت بأنني فقدتك يا أبي والى الأبد بعد ما تعارفنا وتصادقنا وولدت تلك الحميمية بيننا قبل فترة وجيزة ‘ فترة وجيزة فقط .
لوعاد الزمن من جديد لبحثت عن مثل هذه الصداقة من زمن بعيد بأهتمام أكبر وحرص أشد ‘ وبقيت أراقب خيوط المطر وهي تسيل على زجاج النافذه غير إنني لم أكن أراها بوضوح ..












التوقيع

 
قديم 03-15-2010, 01:32 PM   رقم المشاركة : 5
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: نتائج مسابقة نبع العواطف الأدبية للقصة القصيرة

القصة الفائزة بالمركز الأول



محمد ابراهيم عبدالكريم سلطان



الإسم : محمد إبراهيم عبد الكريم سلطان
العنوان : مصر ـ محافظة كفر الشيخ ـ مركز مطوبس ـ قرية منية المرشد
الإقامة الحالية : الدوحة / قطر .
قاص و هاوي نقد وعاشق لها أمارسها بالهواية لا بالدراسة و الاحتراف
متذوق للشعر وأكتبه أحيانا .. شعر النثر
المؤهل : ليسانس آداب فرنسي
المهنة مدرس لغة فرنسية
حتى الآن مازلت في مرحلة التشكيل ولا أعتبر نفسي كاتب يتنافس مع أحد
لي مجموعة قصصية مازلت في طور الإشراع ولم تتحقق بعد لكنها تحت النشر و التنفيذ إن شاءالله
تعلمت كتابة القصة من خلال القراءة للأداب العربية لجيل محفوظ ومن سبقه وزاد إثقال الموهبة دراستي أيام الجامعة للأدب الفرنسي و المسرح .. أما لو جئنا لمن علمني كيف أمسك القلم وكيف تختمر طبخة الأحداث :
الأديب و الأب الحاني ربيع عقب الباب
الأديبة و الأم العراقية العظيمة عائدة محمد نادر
الدكتور و الأب الصديق نجم السراجي
الأديب الحبيب سمير رمزي المنزلاوي



القصة رقم (4)



زبد مازال يطفو على الوجه



الألواح المرمرية المضجعة باستطالةٍ على غرار الموت الأبيض في المبرد الخرساني ترفض الذوبان , تتحيّن ببرودٍ قاتلٍ لحظات المعاناةِ السرمديةِ ليومٍ جديدٍ, تتعافى على أكفِ الضراعة عند فجر الله, وأيادٍ علّمت عليها مطارق الدهرِ الملونةِ..
تتوسل بحنجرةٍ رخيمةٍ: يا رب..! تدججني السماء وألتحف بجمّار خديها الصابح, وتسبيحة طائرٍ صبحي تمر فوق سطحِ الدارِ:
الملك لك.. لك.. لك يا صاحب الملك يلاحقها صياح الديكةِ؛ رداً على بقبقاتِ أنثى تنتظر الأجنة .. أجذبني, ويشد بعضي بعضاً.. تتسمّر أنفاسي لوقع أقدامه الهابطة من أعلى الدرج وأعدها سلمةً.. سلمةً , يعلو سعاله المتحشرج كصهيلِ خيلٍ متعبةٍ.. أتدججُ أكثرَ وأكثرَ , وألضمُ رأسي في ثقبٍ صغيرٍ كخيطٍ حلزونيٍ .. أكشط الزبد الطافي على وجهه كدسامةِ الحليبِ ؛ لكن لو كف هذا السعال وترك صدره المصبوغ بأدخنةِ التبغ البرجوازي ؛ لطالما منعه عن "صباحِ الخيرِ" .. حتى و إن خرجت تكون غير مسموعةً.. تنزلق خرزات الطهور من لحيتهِ .. يركض في موضع ساقيها على سجادةٍ ما زالت محتفظةً بدفئها, ثم يُنهي كوب الحليب الخالي من السكرِ كما أمره الطبيب .

يرنو من النافذةِ.. يتأكدُ أولاً من صفاءِ السماءِ قبل أن يجنح إلى بابِ اللهِ .. تسبقه إلى الصالةِ الضيقةِ , وتبحث عن الفردةِ المفقودةِ للحذاءِ المتآكلِ .. تفتش تحت السلمِ المستندِ على الحائطِ المائلِ .. تلف حول نفسها : كانت هنا مع زميلتها .. يا فتّاح يا عليم ..! ثم تعود إلى الأرائكِ .. تجثو على ركبتيها .. تمد يدها وتتحسس الظلام.. تخرج بواحدةٍ , تضطرب و سريعاً تسقطها في حمّالةِ الصدرِ, تعود وتخرج بالثانيةِ , فالثالثةِ ..., أخرجت كل الأعقابِ التي خبئتُها أسفل الأريكة , خافت أن يراها, فدسّت كبشة يدها تحت الغطاءِ و تركت لي حفنةً من الأعقابِ الرخيصةِ.. كل الطرقِ كانت مصلصلةً لما استدار وخلف وراءه الجدران تتزلزل, وخرزات المرمر تقرع قفصه الصدري, فيزداد صهيله المشروخ .

دون وعيٍ تعودت سنابكه هذا الوحل الأوليّ, يقلع واحدةً و تنغرس الأخرى.. لا يهتم بضياعِ الحذاءِ؛ فلن يضاهي ضياع العمرِ المتآكلِ وتهلهل الملابس الداخلية؛ من أجل حصولي على البكالوريوس.. لا شيئ يهم و لا حاجة تساوي .. المهم أن ابن العم إبراهيم صار أستاذاً يملأ الدنيا ـ تلك الرخيصة ـ لم تدع له فرصةً لجفافِ عمامتهِ و التحام الشقوق المفحوتة في كفِ اليدِ و كعبِ القدمِ ..
بالكادِ وصل بآخرِ نفسٍ إلى المبرد الخرساني .. ساوى مقعدته بالكيبِ المفرودِ على يمينِ الكاتبِ .. مدد ساقيه وأسند ظهره المبلل إلى الحائطِ الخشبي لكن ترك صرة الزواد للشمسِ كعربونِ وفاءِ.. جاءت قطةٌ هزيلةٌ لم يحن لها الطلق.. سرقتها.. بعثرت كسرات الخبزِ في الوحلِ المعجونِ بعظامِ الأسماكِ الهاربةِ من الشِباكِ .. لم تجد ما يرضي بنانها .. اندفعت عربة الرحيل وفرملت على بطنها المتهدلةِ .. زمّرت مرتين .. انتصب فراؤها و ماءت كالملسوعةِ , ثم تشقلبت في الوحلِ تاركةً صغارها مطبوعةً في العجلاتِ .. لوّح له الكاتب من نافذة القيادة: شد حيلك يا إبراهيم قبل النوّه..! ثم انطلقت تجرف في الوحلِ و تأكل من طمي السكك ..
تكدست السماء بوجوهٍ مكفهرةٍ و جهامةِ أهدابٍ سوداء, بعثت أول إنذار ليوسف , فعافر مع الأمواج ووصل بصعوبةٍ .. سحب نصف دنقله على البرِ.. هاج البحر وماج .. كاد أن ينفلت منه .. ازداد الهطول و نفخت الريح ..استفزت الأمواج بزيادةٍ, وغدا الزبد كتلاً من أطوادٍ شامخةٍ .. تصلّبت يداه .. ماتت على مؤخرةِ الدنقلِ .. حاول أن يرفعه لكن تزمجر.. غزّ بطرف عينه إلى الداخل.. كان منشغلاً بالألواحِ, ناداه: بيدك معي يا إبراهيم.. جاءه رمحاً و لزوجة الطمى تحت أقدامهما كالصابون:
اجمد يا يوسف .
الله يعينك يا إبراهيم .
تكاتفا حتى رفعا النصف المنشود .. طرحاه براً, واختبئا حتى تمر العاصفة ..
ولجت الريح بين ألواح المرمرِ , فبدأ تماسكها يتذبذب .. تفاقمت برودتها في فقراتِ الظهرِ كغازِ الفريونِ .. لن يهدأ حتى ينقل الألواح قبل أن تأكلها الريح .. استلَّ الشوكة المعقوفة كي ينهي المهمة , أحس به يوسف .. نهض من غفوته .. ترك الكيب المجدول, ذكّره أن النوّة مستمرةً ثلاثة أيام متلاحمة .. صهل و لم يكترث: الله كريم يا يوسف.. غرس الشوكة داخل الصندوق, وسحب أول كتلة , طوقها على ظهره بجدائلِ الخوصِ المفتولةِ, وراح يتمايل بها نحو المبرد .. عاد وطوق زميلتها .. تسربت حبات المرمر إلى سرته و بين فخذيه .. احتبس أنفاسه و تحامل بمكابرةٍ .. انتفخت أوداجه .. و ازرورقت العروق .. شعر بفرقعةٍ في مكانٍ ما , و صرخ لما دفق الدم كشلالٍ جنوبي .. انزلقت آخر قطعةً فتناثرت الخرزات كنيزكٍ متفجرٍ .. نهض يوسف على صرخةٍ مدويةٍ : أبو خليل .. أبو خليل!!! وفي لمح البصر خلع قميصه وكتم العرق بجديلةِ الخوصِ, ثم انطلق في الوحلِ يزعق في البراح الخالي .

كان التنين الهائج على الحافة يضرب بذنبه كل الأوتاد المنتصبة كالمماليك .. تدحرج الدنقل و تفصصت جوانبه كالبرتقالةِ البكرِ, فتاهت ألواحه بين الأصداف و خشخشة الفقرات .. تكومت السدود وعمّ السواد في الأرجاءِ الفسيحةِ .. التحم البحر والسماء .. احترقت الأمواج .. تصاعد دخانٌ متكاثفٌ, فاكتست السحب بدكنةٍ .. طالت الأطراف البحرية من القريةِ وطوقت عمم القش الملبوسة فوق الأسطح .. تسرسبت الأقدام من كل فجٍ ؛ يبحثون عن الأطفال في البرك .. كانت بينهم .. تركت النول والمناقيش وراحت تضرب الشوارع غير مكترثة بوسخ المجاري البارزة كالشكمانات , لكن لمحها فحشر نفسه وسط الأولاد و راح يردد معهم: يا مطرة رُخي رُخي..! اشتد غيظها .. هجمت عليه وسحبته من أذنه كأرنبٍ شتوي .. سألته عن فردةِ الحذاءِ, فأخبرها أن تسأل بائع الحلوى .. شهقت و قرعت صدرها .. كادت أن تخلع أذنه .. توعدته أن ترسله البحر مع يوسف .. حاولتُ أن أجرده, لكن جاءت طرقات الباب كالرعدِ .. دخل يوسف منتحباً, عاري الصدر و الأكتاف .. ملطخاً بالطمي حتى مفاصله, أطحتُ بملزمةٍ كانت بيدي وسبقتهما إلى المستشفى .. لم أهتم بخرزاتِ المرمرِ المتساقطةِ, لكن ارتطمت برأسي الألواح و صوت الفرقعة .. اندفع الدم على وجهي .. ملأ ملابسي .. كان صهيله يأكل الصدفية , لعنتُ الجامعة و خواء الجيوب , جربتُ أن أرصده عبر نافذة مستديرة.. كان الزجاج معتماً من الداخل .. ارتضيت بالتصنت.. لم تدعني الألواح .. عدتُ إلى النافذة .. كانت منكشفةً هذه المرة .. رمقته ممدداً .. خارت قواي , و أدرتُ وجهي, تلاهثت أنفاسي .. شعرتُ بغثيانٍ و برودةٍ لسعت وجنتي .. أسندتُ جبهتي إلى الزجاج .. استدارت النافذة أكثر و أكثر .. طافت رأسي في الفضاء الواسع .. كانت الألواح تتطاير مع الدخان القاتم .. دنوتُ من البحر.. اقتربت القاع من رأسي.. جاءت مضيفةٌ ذات ألواح مرمرية.. كانت ترقبني من آخر الصف .. همست كصفصافةٍ حانيةٍ: حمد لله على السلامة ..! , فخفق قلبي و ارتجف بانتزاعةٍ؛ لما أعلن المذيع الداخلي عن وصول الرحلة رقم 80 القادمة من بلاد الله .












التوقيع

 
قديم 03-15-2010, 01:45 PM   رقم المشاركة : 6
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: نتائج مسابقة نبع العواطف الأدبية للقصة القصيرة

القصص الفائزة بالمركز الثاني


القصة الأولى: سرير البنفسج
للسيدة فاتن الجابري

القصة الثانية :السبات الجهنمي
للأستاذ صالح جبار محمد الخلفاوي












التوقيع

 
قديم 03-15-2010, 01:50 PM   رقم المشاركة : 7
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: نتائج مسابقة نبع العواطف الأدبية للقصة القصيرة

القصة الفائزة بالمركز الثاني



فاتن الجابري


من مواليد بغداد العراق
درست اللغة الانكليزية ثلاث سنوات
درست التصميم الطباعي معهد الفنون التطبيقية
درست اللغة العربية
عملت منذ في الصحافة الطلابية
عملت في مجلة فنون منذ 1987
عملت في مجلة الف باء
غادرت العراق الى ليبيا عام 1999 عملت في مجلة العرب الصادرة في لندن مكتب طرابلس
عضو نقابة الصحفين العراقيين
عضو اتحاد الصحفين العرب
عملت في المركز العراقي الالماني مدينة بون
نشرت العديد من المقالات والتحقيقات الصحفية والقصص في الصحف والمواقع الالكترونية
مقيمة في المانيا
لي مجموعة قصصية في طريقها للطبع سرير البنفسج


القصة رقم (1)



سرير البنفسج



وسط غرفة نومه الصغيرة ، على سطح بناية ذات الثلاثة طوابق في حي سكني شعبي مكتظ بالفقراء في زاوية منسية من المدينة كانت ، أصوات الباعة المتجولين تتكرر بالمناداة والترويج لما يحملونه من بضائع ، أواني بلاستيكية ملونة ، للمقايضة بما تفيض البيوت به من فضلات الخبز اليابس والعلب الزجاجية الفارغة والملابس القديمة ، أكياس كبيرة على ظهورهم ، صغار بوجوه كهلة متعبه أحرقتها شمس بغداد اللاهبة ، عارية تنهش قلبها بأظافرها وتلعق دماء أيامها المجدبة ، وحيدة ، جاءت توقع صفقة عمرها ، تبعثر أوراق أٍستسلامها وتنثرها ثم تلملمها من جديد ، تعد نبضات بوحها لرجل كل مافيه يستفز أنوثتها للأبحار معه في قارب مطاطي من غيرسترة نجاة ، مهاجرة سرية إلى عوالم سحرية عبربحاره المتوحشة بالأمواج العاتية.

لفها سكون المكان ، تلبستها الوحشة ، التقطت قطع ثيابها المتناثرة ، فوق السرير ، حين راعها شحوبها ونظرة الهلع في عينيها منعكسة على المرآة المعلقة على الجدار ببرود تتفرس فيها تمط شفتيها تسخر من تلك الندوب التي طرزت جسدها المتوقد بالاشتهاء ، بعطش أنثى في الثلاثين ، يفتك بروحها وقلبها لضمة رجل طالما أرتوت من عينيه حبا، سافرت في واحة محبته الدافقة بالحنين ، تهيم به تكتوي بجمرات أشتياقه وترتمي على رمل شواطئه تلتحف بأبتسامة من شفتيه تدخلها طمأنينة مثل الصلاة ، تبتعد ترصدها نظرات المرآة المبتسمة في خبث ، تديرظهرها تشبك يديها الأثنتين تخفي ندبة أحتلت نصف صدرها جرح عميق مرعليه مشرط جراح بارع أستأصل توأم أنوثتها ألقى به في حاوية معدنية باردة ، وفات أن تسأله عن مصير نهدها المسكين الذي تتحسس مكانه الخالي في كل لحظة كأنها لازالت في حلم لم تفق منه بعد تحت هلوسات التخدير ، تراقبها المرايا من كل الجهات على جدران الغرفة حتى السرير غدا مرآة ترى أنعكاس صورة نهدها عليه ، ترتدي قميصها الذي تختفي أزراره كما في أحلامها تسير وسط الشوارع مشرعة الصدر ، تلملم أطرافه تداعبه الريح يبدو نهدها الواحد المكتنز أنوثة ، يئن بوجع الأغنيات الحزينة ، تهزمها القهقهات تبحث عن باب الغرفة لا تراه أنضم إلى جيش المرايا الكبيرة المضيئة ، عصية الأختراق ،معلنة الحرب عليها، من غير سلاح تقاتل برفرفة قلبها المتوهج بالحب والأشتعالات ، حبيسة في غرفته تطاردها المرايا ، زمن مر على قصة حبهما.

هربت كثيرا لاذت بحجج واهية حين قدم قلبه ، رغم كوابيس سنواتها الثلاثين أجابته أن الوقت لم يحن بعد وتدرك جيدا بوجع ما تعني الثلاثين في مجتمعها الذي يحاصرها بالنظرات والأسئلة ، حسرة أمها المريضة التي تنوء بها أينما حلت ، وحزن والدها يملأ أرجاء البيت الذي يتنفس به من خلال كرسيه المتحرك منذ أعوام ، رفضت رجالا كثيرين قبل أن ينسحبوا من حياتها حين يهمس لهم أحد الناصحين ، تذرعت بعجز والديها ووحدتهما ، بعد أن تزوج أخوتها ، عاهدها على رعايتهما وهو الذي يحن لدفء العائلة منذ أن فتح عينيه يتيما ، أحبها بعمق ، غمرها بالأهتمام متلهفا إلى حديثها مستعجلا لحظات لقاؤهما.

منذ اليوم الأول لمجيئها إلى المؤسسة التي يعمل فيها ، أربع سنوات قاسمته غرفة واحدة ، أحبته حلما ورديا شفافا مثل أوراقه التي طرز عليها أحلى قصائد الحب بالظلال وفتوحاتها ، تريد أن تكون له أمرأة غير منقوصة الأنوثة ، تهاوت مقاومتها أمام قوة أصراره ،ترددها كان مثار حديث الزميلات اللائي يحسدنها عليه لدماثة أخلاقه ووسامته ونجاحه في عمله ، حملت قلبها عصفورا يرتعد بين ضلوعها ، خذلها و أنعقد لسانها عجزت أن تبوح بما تحت ثيابها، كتبت له سطرا واحدا على ورقة وردية شفافة ، فهم ، تواعدا لتلقي بين يديه هما دفنته تحت ثيابها ، لكنه تركها صحبة المرايا تلملم شتات أنوثتها ، نقر على الباب ، تسمرت حين طوقها بذراعيه وطاف بها ، بين المروج والغيمات والأمواج رقصا تحت حبات المطر ، عبر المطارات والمحطات في مدن العشق المترعة بالحب والدفء والأطفال ودهشة الحياة على سرير من بنفسج .












التوقيع

 
قديم 03-15-2010, 01:54 PM   رقم المشاركة : 8
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: نتائج مسابقة نبع العواطف الأدبية للقصة القصيرة

القصة الفائزة بالمركز الثاني



صالح جبار محمد الخلفاوي


الاسم الكامل - صالح جبار محمد الخلفاوي
اسم الشهرة – صالح جبار
مكان وتاريخ الميلاد – بغداد – ١٩٥٤ / ١٦ /تشرين الثاني / نوفمبر
البلد – العراق
التخصص الجامعي – دبلوم
التخصص الأدبي – قاص وروائي

المؤلفات
سأمضي ، رواية، صدرت عن المنتدى الثقافي العام في العراق عام ٢٠٠٤.
صلاة الليل، مجموعة قصصية صدرات في العراق عام ٢٠٠٥ عن المنتدى الثقافي العام.
همس الدراويش / مجموعة قصصية صدرت عام 2008 عن ملتقى المستقبل الابداعي /باب المعظم
مواسم الخروب / مجموعة قصصية صدرت عام 2009 عن مختبر السرد العراقي
الجوائز التي حصل عليها - شهادة تقديرية من الملتقى الثقافي العراقي الأول
الاتحادات الأدبية والفكرية المنتمي لها: الاتحاد العام للكتاب والأدباء في العراق



القصة رقم (2)


السبات الجهنمي



أوحى إليها الخوف بغريزة تزلزل جسدها المنتفخ .. أحلامها كوابيس.. ظلت تراقب خصلات شعرها المتهدلة بإهمال تحدثت مع نفسها ملقية ظهرها على السرير المركون في الزاوية البعيدة قرب ستائر الدانتيل المتدلية بلون الحليب تحيط النافذة الوحيدة المفتوحة على الباحة الخلفية مقابل خزانة الملابس التي تعكس ضوءا خافتا يتسرب بصمت حزين يترسب داخلها فراغ موحش :
كان يجب عدم الموافقة على قراره , أنها حماقة لاتغتفر اكتشفت حمى تسري في بدنها المترع بالهواجس تسبر أغوار قلبها .. بقيت حبيسة العتمة ولزوجة العرق تغطيها حملقت في سماء مكفهرة تعاني من الإهمال .. تنفست الغروب نهضت بتكاسل واضح نحو دورة المياه إستعدادا للصلاة ..
لم يتح لها رؤية زواجه والسعادة برؤية أولاده يبدو لها كأن فؤادها هواء .. تحس أن شيء ما اجتث من جوفها أرقها يترسب في ضلف النافذة الوحيدة ترشف ريح الليل المبهم تتساءل : ترى أي العوالم تحتويك .. تنفر من النوم بانقباض تشم رائحة تنبعث من مكان مهده تعيد تركيب أجنحة الشوق .. تأتي ألأشباح تدور تتحسس الجدران تلتصق بخطاه المفزعة ترج أعماقها هزت كتفيها مبهورة الأنفاس ..
حنان يجذبها لغابة تتكدس على وجه الوسادة تتراكم فيها بإحساس غريب يجهض اغتراب ذكرياتها .. يشتد تعبها في ملاعب الصبا , تزوجت هذا العجوز الذي يكبرها عشرون عاما تتربص دورها في ليلة الحب لأنها الزوجة الثانية ..
طبيعتها الكتومة جعلتها تمل لعبة الفراش .. تتوق لطفل ينمو في أحشائها مثل بذرة برية تتحرك في ظلام يشع بحراجة متعبة .. رذاذ الذكريات يهمي في الشهر الرابع من الحمل أحست بالجنين يتحرك في بطنها المنفوخة ..
صافحت عمود الخيال الخافق على الجدار الجاثم بصمت يبهر الرعشة المستقرة في بدنها تحكي بلا ملل عن وليدها البكر يحبو أمامها .. أزلقت رجليها المترهلتين تعبر الدهليز تتسلل بخفة نحو الباب الرئيسي , تمضي مسرعة لموعد استحكم في رأسها الشوارع مثقلة برداء قاتم ملامح الفجر تمسح ذبول الليل ..
تتعلق في دفيف أجنحة تحملها إلى المرقد المقدس .. سيدي من يحمل عن كاهلي انطفاء يرخي ذعره على وجيب صدري ..
تلتهم إنجذابها المتسرع وسط جموع الزوار المتدفقين نحو المنائر المزهرة تبصر الباب الكبير , تغرق في طوفان متلازم بحضور مدهش ينتفض وسط الصيحات المجلجلة .. ينبعث داخلها السرور ينفذ شعاع محبة ابنها يتمرى في دعائها المنساب مع دمعها الساخن يكوي قواها الخائرة ..
تحس بينابيع مبهمة الحواس تنبعث متدفقة بيسر تتذوق اكتشاف يمنح فرصة للضوء يشخص بانغمار يملئه الضجيج ..
في المساء جلست أمام زوجها ثنت ذراعيها تحت وجهها , لم تجد في رأيه ما يقنعها الإضاءة الخافتة تجعل الجو المشحون أكثر إيلاما نظرت باتجاه المنضدة تقفز أمامها صور عديدة بلا توقف .. الأعتراضات التي أبدتها أنجبت ليلة مليئة بالعجز .. تعاند إحساسها بالنعاس تسللت إلى غرفة النوم تعثرت في زحام أفكارها تمسك طرف السرير البارد تمنت لو تراه ألان تسمع صوته الجهوري تمسح العرق من جبهته وتشم عرفه تتوهج في يقظة تفزع إلى وسادتها لكن النوم يتفتت في وجه الليل النائم على الفضاء الموحش .. لاتستطيع إخفاء ارتباكها وجفاف حلقها حاولت أن تبلل ضجرها .. تتلو أدعيتها بصمت ..
ظلام مدوي كم كان شقيا هذا الولد الحنون أحب تربية الدجاج حينما أراد أبوه ذبح إحدى دجاجاته حزن وانطوى في غرفته , ترك اللعب أهمل دراسته .. وجهه العبوس يخفي وراءه قلب ودود .. حينما أخبرته بأنها ستذهب لزيارة الإمام الصالح هب خلفها عينيه المغرورقتين بالدموع تشبه عيني قط متحفز ..
يمضي معها ملتفة بردائها الأسود يتعثر بأذيالها فتنهره : يا أعمى .. تتذكر كم كانت أمها تطلق عليها هذه العبارة , حينما وجدتها مع صديقتها تمارس السحاق في الغرفة العلوية القريبة من سطح الدار .. أثناء المرحلة الثانوية ارتبطت بعلاقة عاطفية مثلية مع صديقتها آمال المتمرسة في لعبة الحب الشيقة تداعب كرتي صدرها النافر بصلابة متأججة .. يبقين في الفراش طوال الظهيرة عاريات تحت الغطاء تستمر الحركة بلا توقف تتنفس باسترخاء تحت وابل إحساس مفرط بنهم يلقي ظلاله على مساماتها الضاجة من وجع لايرتوي ..
صار الأمر أقرب إلى الفضيحة حينما حملت الأم أقداح الشاي لابنتها التي تدرس مع صديقتها ابنة الحاج شلتاغ التاجر المعروف من أعيان الحي المتسربل برداء العرف الاجتماعي المتزمت .. وشرف البنية زجاجة إذا كسر لايمكن إصلاحه .. شاهدت المنظر المؤلم يكتسي لون الفجيعة أمام الأجساد الطرية .. عاينت الحماسة الذابلة في سماء القيلولة .. النهار الموغل نحو الغروب يمنحها إحساس بالصقيع ويغمرها الانهيار أدمنت لعبة التأرجح بملامس تشع لقشعريرة حرارة القبضة السارحة تحت كل الطيات
ارتأت أمها عرض الموضوع على والدها للإسراع بزواجها حلا بديلا للممارسات المتعبة .. يمتد هلام مجروح من رطوبة غيمة حطت على رأسها الموجوع من المفاجئة المفزعة .. تعثر بعدها رغم الامتزاج الغريب في الرؤى عمن يحل المعضلة المكرسة في جمرات تترصد إصرارها المرتحل صوب النفاذ..
ألإدمان مسار يتواصل بهسيس يدب على رقعة الجسد الموشوم بالرغبة .. قاومت طلب أمها بإصرار يصل حد الإغماءة ..
- ياألهي .. كم غبية هذه البنت
- أنت لاتفهمين مشاعري ..
- اللعنة عليك وعلى المشاعر الزائفة , يجب أن تفرغي الطاقة بالحلال ..
ضحكت الصبية بجذل , من يستطيع الخروج من شرنقة الأشباح حين تسيطر على الجموح المحلق في مخيلها ... الصمت وجد ينساب في طرقات تمضي أمواجا من خلوات تكتسب رمل الأحاسيس الطافحة بقارب منهمك بضفافه العطشى ..
بعدها استسلمت ألام لعهر أبنتها .. الخطيئة تنهض وسط القيود المتكسرة بصمت يئن متمردا خلف الأبواب المغلقة بلا رادع .. تكشف عن التشظي وصراع الأجساد حين يتوغل بغموض مترسب تتلاشى فيه الوجوه ..
مع آمال كسرت بجرأة نادرة وعاء الطقوس .. تترك ساقيها البيضاويين تحت ضغط سوط كتل اللحم الفاحمة لصديقتها .. تبتكر حواس منسوجة في شعرها الداكن عينيها العسليتين تخفي وراءها سبات جهنمي يقتلع الإغفاءة ..
- ألا تشبعين يا آمال
- ليونة جسدك تغوي
مازالت ترقد على السرير بتعب واضح قطرات العرق تسيح على الأعضاء المتعبة تحتفي بهمس حكايا لاتنتهي ..
حانت وجبة المساء لم تزل خصومتها مع أمها الشامخة الصدر المنصوبة القامة تشعرها بالملل .. لم تكن لها رغبة في تناول الطعام انسحبت إلى غرفتها وجدت السكون يبث مفاصله خيل إليها إنها ترتجف وأنفاسها الراقدة على زجاج النافذة تتابع صفيرا يأتي من الخارج ..
تدفع روحها بدنها كإمضاء خجول يجر وراءه خطوط مرتعشة بضوضاء تنبت في مسقط الضوء المهتز على قمة الباب المغلق دوما ..
الطريق الخالية التي تقطعها يلفها الغروب تحيطها شجيرات السرو تلمح السماء المضطربة تاركة ورائها أسراب الطيور تحلق بأشكال هندسية مفعمة بأصوات ضاجة .. في النهاية ينحسر الضوء وتظهر قطع مظلمة تأتي عاصفة هوجاء من الجهات الأربع تهتز الشجيرات فقاعات الظلام تبدو أكثر إيلاما من صورة زوجها الذي يضاجع امرأة بيضاء جوار حائط ملاصق لمؤخرته ..
حينما رآها تحدق به بنظرة غاضبة ارتدى كثبان الرمل مضى تحت دوي صياح رعاة الإبل فاختلطت في عينيها قطع سوداء همت بالرجوع لكن ملابسها غادرت جسدها المكتنز وجناحين هائلين يهبطان لإخماد أنين موقدها الرابض وسط الرماد ..
تنصتت لطنين يسخر منها ترتجف غيظا قوائم سريرها تنهار .. تريد الكتابة لأمها أحست بان وحشا مفترسا ألقى بها جانبا .. راقبت وهي مستلقية على ظهرها بإهمال إقبال الرعشة نحو بدنها المترع تحت علامات لاتقبل التفسير سبرت أغوارها في سماء ملبدة تأملت كثيرا لو أنها تستطيع التخلص من هواجسها ..
تقضم وجنتيها دموع ساخنة .. والحمى تنتفض في جسدها .. الشجيرات المزروعة في طرفي الحديقة الصغيرة تشم رائحة الليل الهابط بحذر
تفتح عينيها بطنها المنتفخة تؤكد لها حقيقة حملها .. وحيدة في غرفتها تناجي الجنين عيونها المطفئة تلح في السؤال المعقد عن البذرة المتحركة داخلها .. ؟
صعدت تلك الليلة لتقرع الباب الزجاجي لسخطها ويتضاعف بلل وقع أقدامها ليعرقل رغبتها الصارمة أخذت تستعيد ظروف تعاطفها مع زوجها تلمس منه عطفا يسافر مع انفعالاتها ..
لأول مرة تذوق الحب وتسنح لها فرصة اكتشافه اللذيذ .. اقتربت من النافذة شمت رائحة التراب انبطحت على السرير تحسست نعومة الفراش ثنت ذراعيها تحت وجهها وسبحت في نوم عميق ..
غريزة الحب أوجدت لها فضاء أخر يهمس إليها تتحدى به القدر وتجفف به عرق اليأس بلا حذر ..
فشلت في الاستمرار بلعبتها .. مازالت تحن إلى ابنة الحاج شلتاغ .. تراكمت صور ممسوحة المعالم في ذاكرتها ..
فكرت بسفرتها الأخيرة إلى ( الغوطة ) حين أغلقت عينيها على متعة متشاكسة تتحرك في دوائر مغلقة لكنها تنفتح على حلقات مضنية ..
لم يتبعها زوجها بقي في بغداد يحافظ على دارهم الآيلة للسقوط بقيت مرتاحة البال فقد استطاعت أن تطمئن على ولدها المقيم في مدريد .. بدت معزولة في مسارات مقفلة تنطوي على طرق مأهولة بين ضياع موجع ومخاوف مقلقة , حلمت بالأضواء لكن الانطفاء الذي يحاصرها يزيد ذوبان إعيائها في شرنقة الجسد .. حاولت أن تطلق نداءات لتستعيد حرارة المودة التي تركتها عند باب البيت لكن لا شيء يمنحها الاسترسال فعلامات الأمل طمست ولايقدر احد على رؤيتها ..












التوقيع

 
قديم 03-15-2010, 01:58 PM   رقم المشاركة : 9
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: نتائج مسابقة نبع العواطف الأدبية للقصة القصيرة

القصة الفائزة بالمركز الثالث

دوران
للأستاذة أسماء ابراهيم حسين الملاح












التوقيع

 
قديم 03-15-2010, 02:07 PM   رقم المشاركة : 10
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: نتائج مسابقة نبع العواطف الأدبية للقصة القصيرة

القصة الفائزة بالمركز الثالث


أسماء ابراهيم حسين الملاح


1
- الاسم / أسماء ابراهيم حسين الملاح
2- الدرجة العلمية / بكالوريوس علوم تربوية – أساليب تعليم
3- الجنسية / أردنية
4- الحالة الاجتماعية/ آنسة
5- الوظيفة / رئيسة قسم الموارد البشرية – في مؤسسة التدريب المهني – ومحاضرة غير متفرغة في معهد التدريب .
6- التعريف الأدبي/ كاتبة قصة قصيرة
7- الإصدارت :
- " ذلك الممكن " مجموعة قصصية
- " المذنب " مجموعة قصصية
- مقالات عديدة في الصحف والمجلات الأردنية
- خواطر منشورة في الصحف والمجلات الأردنية
8- عضو اتحاد الكتاب الأردنيين
9- عضو نادي أدباء المستقبل
10- عضو نادي صديقات الكتاب
11- عضو لجنة اختيار الموظف الحكومي المتميز لجائزة الملك عبدالله الثاني


دورات متعددة في مختلف المجالات منها على سبيل المثال:
• أساليب الاشراف
• القيادة النسائية
• ادارة الوقت
• اتخاذ القرار
• ادارة الجودة الشاملة
• ادارة وتنظيم الورش والندوات
• ادارة الموارد البشرية



القصة رقم (19)



دوران



الغروب شهيّ .. يجرح جسد البحر فينزف مداداً أحمر، مشهد مثير، يغرقها في الطقس الأزلي لحركة الماء، ويجعلها تفكر مليّاً بحقيقة دوران الأرض حول نفسها، كلما ركبتْ زورقاً أصيبت بدوار البحر، أتراه ناتجاً عن شهوة الأرض الأزلية في ممارسة الدوار المحوري حول ذاتها، أيّ لذةٍ تحققها الأرض ؟
في مكان ما رأت رجالاً يطوفون حول أنفسهم وأذرعهم ممدودة، يقال لهم المتأملون، هل كانوا يمارسون طقوس الدوران الذي يجعلهم في نهاية الطواف يسقطون في المتعة الروحية؟

طفلٌ يدور حول جذع النخلة الغليظ، ملاحقاً طفلة كلما أمسك بها أفلتت منه، فيعاودان الدوران ثانيةً وثالثةً ورابعة، ثمّ يلعبان لعبةً أخرى بأن تضع كفيها في كفيه ويشد أحدهما الآخر، يرجعان بثقل الجسدين الصغيرين إلى الوراء، فيدوران ويدوران إلى أن يقعا على الرمل ضاحكين ومستمتعين بشعورٍ مشبعٍ بالحيوية ومتعة الطفولة .

سنوات طفولتها ملفوفة على جذع هاتيك النخلة، آثار أقدامها الصغيرة لم تزل كالوشم على رمل الشاطئ، والطفل أيضاً لمّا يزل يدور في فلك الذاكرة، عندما رحل مع والديه وضع حول رقبتها سلسلة تدلت منها مرساة، أمّا هي فأهدت إليه ساعةً رملية..

عبر الماء وانطوى في المدى البعيد، وشاخ البحر من ورائه، السنون دحرجت طفولتها وألقت بها في بحر الأحلام الذي لا يشيخ، كم هي مدينةٌ للأحلام وتشكرها كلما أذنت لها بلقائه في الأمكنة التي لعبا فيها، لطالما نسيا أحذيتهما هناك وعادا عاريي الأقدام ..
كانت الشمس تهبط بخمول في سريرها المائي، عندما تناول كرسياً وغرس سيقانه الأربع في رمل الشاطئ، وجلس على بعد أمتارٍ قليلةٍ من خلوتها، وكأنه يتعمد اقتحام حماها مما أتاح لها فرصة للنظر في هيئته، لكنّها لم تكن نظرة خاطفة بل طويلة كموجة، انسابت من أعلى رأسه حتى أخمص قدميه، ثمّ عادت لتستقر على الوجه.

أباحت لنفسها أن تضع الكتاب الذي بين يديها جانباً لتتمكن من قراءة ما اختبأ في عينيه .. أكان يمتلك جاذبية تكفي ليحوز على التفاتة فاحصة، أم أنها فجأةً عثرت على الرجل الذي تنطبق عليه اشتراطاتها كي تحبه ؟

حفيف أوراق الشجر غير البعيد يتسلل إلى أوردته فيثير فيه اشتياقاً لهمس أنثوي، عندما حضر النادل ووضع فنجانين من القهوة أمامها.. عجبت.... !
ما إن أشار النادل للرجل الجالس وحيداً، حتى قام وانضمّ لمجلسها دونما دعوة .. أهو رجل المفاجأة؟
أم فلك الجذب العاطفي الذي تدور في رحاه منذ سنين طويلة دون كللٍ أو ملل يبوح لها الآن بأسراره؟

ما كان من العسير عليها، وفي برهة قصيرة، أن تكتشف في ملامحه الوداعة وبعضاً من طفولةٍ متأخرة، حزنٌ جميل يتهدل على الجفنين، وغموضٌ يغوص بعيدا،ً لكنه سرعان ما يطفو على سطح سحنته المألوفة فيبدو واضحاً لها، وأيضاً تكاد تلمس آثار خسارة فادحة في الوقت ...

أخرج من جيبه ساعةً رملية وجعلها بين يديها، ارتدى كلٌّ منهما طفولته وخلعا نعليهما، ركضا نحو تلك النخلة، أخذت تدور وتدور، والطفل يتبعها دوراناً إلى أن أمسك بها وسقطا في متعة أزلية ...












التوقيع

 
موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأصدارات الخاصة بأعضاء منتديات نبع العواطف الأدبية عواطف عبداللطيف أخبار الأدب والأدباء 7 09-20-2010 11:14 PM
مسابقة ( نبع العواطف الأدبية ) في البلاغة القرآنية لعام 1431هـ - 2010م عطاف سالم مسابقات رمضانية 249 09-14-2010 07:31 PM
نتائج مسابقة منتديات نبع العواطف الأدبية الأولى للخواطر عواطف عبداللطيف مسابقات الخواطر 13 03-22-2010 08:09 PM
مسابقة منتديات نبع العواطف الأدبية الأولى للخواطر عواطف عبداللطيف مسابقات الخواطر 17 03-17-2010 10:40 AM
مسابقة منتديات نبع العواطف الأدبية الأولى للقصة القصيرة عواطف عبداللطيف مسابقات السرد 28 03-01-2010 12:35 PM


الساعة الآن 09:44 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::