يتثاءب العام ..
تتمرغ ساعاته بوحل الوجع ..
تربض على اهدابه قطرات من ندم ..
وقليل من الظلال الارجوانية ..
توشك أجفان الوقت أن تكمل إطباقها
ليبدأ جسد العام استعراضه الأخير ..
بخاصرة مزنرة بالرصاص ..
وشعر متمايل أسود منكوش ..
مشوه الأطراف ..
معقود اللسان ..
يتجه نحو افق التاريخ ..
يستلقي على فراش الأنين ..
يضع رأسه على مخدة الصرخة ..
وقدماه مصفدة ..
وأنا كعادتي ...
و في مثل هذه الأيام ..
أجدني حائرة أمام قلمي و كومة من الأوراق
فــــــ الحروف سلعة رخيصة لمن يشتري ..
أنتقي بتؤدة كلمات تمتلك جناحين
لــ يحملا أوجاعي ..
وعتبي ........... :
\
\
" سياط أحزان ..
ونار ودخان ..
مُزجت ألوانها
لــ تشكل خارطة أيامي "
دعني أيها الراحل ..
أبحث بين الزحام عن هجعة لغيمات أفكاري ..
لعلها تدبّج أوراقي المفرطة بالزهد ..
لــ تُغرقني بهطول موسمي ..
تُسمعني عجيج المعاني ..
و تُجبّر ذاكرتي المهشمة
لتقاوم رياح التغير الآتية من بعض الأحبة
وكوارث الزمن المهجن ..
كيف أسلم من نزوات العام الجديد..
و منذ تمام العام ......
لم أسلم من كمائن الحزن ..
وهي تتربص نبضي ..
تخرم فرحتي عمدا ..
بأخبار ناكصة للأمل ..
و تنشر على حبل مشاعري ...
أثوابا بالية للوفاء ..
بحسرة كبيرة أتلفت خلفي .. ..
لــعلي أقطف بعض الزهور ..
لكنني لم حتى تمام اللحظة الا الوجع ..
و ثمرتين فرح ..
لم تعد ذاكرتي تتذكر ..
من سطوة الألم ..
أخبرني أيها الراحل دون رجعة ...
هل أصب أمنياتي .. أحلامي في حضن العام الجديد ..؟
هل أخمد أحزاني في مياه رزنامته ..؟
أيعصر أفكاري بين أحضانه الدافئة .. ؟
ويحيني على نسمات حالمة .. ؟
أيرضع يأسي من ثدي المستقبل حليب حنان .. ؟
لـــ ينمو في القلب ياسمين الأمل ...؟