أين أنت

أضغط على رأسي ...أوسع عروة الحياة لأفك أزرار السؤال ...
وكلما أمعنت في التفكير بك ...كلما انغرست بذور السؤال في أرض غريبة المعالم ...وكلما انغرست بذرة ...تاهت في تراب من المفروض أن تنبت فيه إجابة شافية لما يعتمل دوما في الصدر ويغلي كمرجل لاتنطفئ من تحته نار ..
أنظر إلى الكون والأرض والبشر ...وأعلم أن الأمر كله عائد إليك ...أعلم من رحمتك مالا تطاله إجابة أوغل سؤالها في أقاصي المعنى ...فارتد خائبا بما لايحمل منه شروى نقير ...وكلما حضر سؤال ...كلما تهت في الكتب وتكممت أفواه الكلام ...وطال طريق السفر نحوك ...واختلطت ألوان اللوحة بألوان لاأجد لها أسماء ...وقد علَّمتَ الأسماء كلها ...ماكنت غائبة حين الدرس ...وماتركت المراجعة يوما حتى بت أتلفظ جمله بكل الأشكال الممكنة للاحتمال حتى لاأقع في ظلم التأويل ....ولاأتوه في مركبات النقص التي تأكل من الروح وتفتت الكبد ...أدور في معالم كل شئ فلا أجد سوى تيها يجر إلى تيه ...أجدني أحبك لابقرار ...أحتار في هذا الحب مع كل هذا الكم من الغموض ...أين أنت ...كل علمي يُجْمِعُ أنك لاتغيب ...ولاتترك مالك إلا إليك ...أي إليك في كل هذا الخراب ...أي ترك لصناعة البؤس والحرب والدمار والدم وهي تستفحل وتتمادى في غيها إلى أن كفر بها حتى المؤمنون بها ...أما من دمعة طفل تجعلك تقبض على ملكك ...أما من قلب أم أضناه الغياب ...وروح امراة ثكلى باتت على برد الموت تحتطب مالايشتعل لدفئها لكثرة ماتبلله الدموع...أما من دمعة رجل وأنت الأعلم كيف يبكي الرجال ولم يبكي الرجال.. ...آنَ يدفنون أحلامهم بالتكوين بعد تعب التكوين ...أما من ارتجاف عصفور وخرس بلبل على شجر الخوف ...
هلا أدركت ملكك ....!!!
كلما تمعنت بك ...تاه القرار ...لأحمل خيبات البحث في صدور المكلومين ...وأخشى أن تكون هي الإجابة ..لاأدري ربما أنا ككل العاشقين ...سأبقى أدور في متاهات رُسِمَتْ بيد خبير ...كي يبقى العشق رضا وسؤال .